قصة رجل مصري راح ضحية جريمة استهدفت إحدى أثرياء موناكو
(أ ف ب)
أثارت قضية مقتل إيلين باستور سليلة إحدى أثرى عائلات موناكو، اهتماما إعلاميا كبيرا... لكن المأساة أوقعت أيضا ضحية منسية هو المهاجر المصري محمد درويش كبير معاوني العائلة الذي يشكّل مقتله أكثر من مجرد "تفصيل" بسيط.
وقال وسيم نجل محمد درويش "بالنسبة لي، هو لم يكن يوما تفصيلا، كان والدي"، وذلك أمام محكمة الاستئناف الجنائية في منطقة بوش دو رون الفرنسية حيث تعاد محاكمة فويتشيتش يانوفسكي صهر المليارديرة السابق المشتبه في كونه الرأس المدبر للجريمة.
ويشدد محامي عائلة درويش ردا على سؤال لوكالة فرانس برس على هامش هذه المحاكمة الجديدة التي تستمر حتى منتصف نوفمبر في مدينة إيكس أن بروفانس، على أن القضية "تُشبه قصص الخيال عند النظر إليها من مصر".
وخلال المحاكمة، يتحدث ولدا الضحية بتحفظ عن يوميات هذا الموظف المخلص لدى الأسرة الثرية. فهو كان يفتح منزل "السيدة إيلين" ثم كان يغلقه بالمفتاح عندما يغادر في المساء.
كذلك قال غيلدو نجل إيلين باستور أمام المحكمة الجمعة إن درويش كان "حرفيا للغاية"، وكان "التوافق كبيرا" بينه وبين الأسرة كما كان وجوده مطمئنا إلى جانب هذه المرأة التي كانت تشعر بالتهديد من صهرها، وفق غيلدو.
ويقول وسيم "كنت أساعده على تعلم الوصفات غيباً عبر يوتيوب". ويعمل نجل محمد درويش أيضا لحساب أسرة باستور كناطور في أحد مباني العائلة في موناكو. ومنذ المأساة، بقيت العلاقة بينهما "علاقة موظف بربّ عمله".
- "بقيمة حقيبة اليد" -
وكان محمد درويش في سن الثالثة والستين حين قُتل عام 2014 مع إيلين باستور التي كانت خارجة من زيارة إلى ابنها غيلدو إثر تعرضه لجلطة دماغية. وفي ذلك اليوم، كان هو السائق، إذ كان يقبل بمختلف المهام في ظل نسبة التسرب الكبيرة للموظفين.
وعلم وسيم بإطلاق النار عبر فيسبوك، حين علمت سيلفيا ابنة إيلين باستور بالخبر من وزارة الداخلية في موناكو.
وبحسب مخطط الجريمة الذي قدمه أحد المتهمين، فإن فويتشيتش يانوفسكي زوج سيلفيا حينها أراد تغطية قتل حماته عبر إعطائه طابع الجريمة المنظمة. لذا دبّر أيضا عملية سرقة لحقيبتها وقتل سائقها. وقد دفع لهذه الغاية 20 ألف يورو مقابل سرقة الحقيبة و20 ألفا أخرى مقابل قتل محمد درويش.
ويوضح وسيم لوكالة فرانس برس "هذا الرقم قاس، لكنني لا أظن أن أي رقم له وقع لطيف في هذه القضية".
ويقول المحامي سوسمان "مكانة محمد درويش تسمح بفهم حجم المخطط الإجرامي. كان وجوده بلا قيمة بل بقيمة حقيبة اليد، تم تحويله إلى مجرد شيء. هذا ما يفسر الحكم بالسجن مدى الحياة في الدرجة الأولى".
وفي المحاكمة الأولى سنة 2018، قال محامو يانوفسكي حينها، بينهم إريك دوبون موريتي الذي يشغل حاليا منصب وزير العدل، إن موكلهم الذي غيّر إفادته مرات عدة، مسؤول عن تدبير جريمة قتل إيلين باستور وليس محمد درويش.
ورغم هذه الاستراتيجية الدفاعية، حُكم عليه بالسجن مدى الحياة، شأنه في ذلك شأن شريكيه اللذين توليا التربص للضحيتين وقتلهما، واللذين تعاد محاكمتهما إلى جانبه.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: