"الترويج ضد المسلمين والأقليات الدينية".. كيف فشل فيسبوك في جنوب آسيا؟
كتب – محمد عطايا:
رغم الجدل الدائر حول اختراق موقع "فيسبوك" لخصوصيات مستخدميه، إلا أنه يبدو قد فشل في وقف خطاب الكراهية في دول جنوب آسيا، والتي تسببت في عدد كبير من الجرائم، خاصة ضد المسلمين في الهند ومناطق أخرى، وذلك وفقا لما ذكرته "فورين بوليسي".
ألقت المجلة الأمريكية الضوء على الوثائق التي سربتها، فرانسيس هوجن، إحدى الموظفات السابقات بالشركة التي غيرت اسمها إلى "ميتا"، أمس، خلال شهادتها أمام الكونجرس ولجنة برلمانية بريطانية.
أكدت "فورين بوليسي"، وفقا للوثائق، أن موقع "فيسبوك" فشل في جنوب آسيا، وبطرق أكثر خطورة وبتكاليف أعلى من الغرب.
أدى التعصب الديني وجماعات الكراهية القوية والاختراق السريع للإنترنت إلى خلق عاصفة مثالية لنشر خطاب الكراهية – على حد وصف المجلة الأمريكية- في جميع أنحاء المنطقة وفي الهند على وجه الخصوص.
وأوضحت أن موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، يستخدم بشكل كبير في العديد من دول جنوب آسيا، ويعد أكثر الشبكات الاجتماعية استخدامًا، ولكن الشركة لم تبني القدرة على المراقبة الدقيقة لخطاب الكراهية في لغات جنوب آسيا.
وأضافت أنه غالبًا ما يفشل في إزالة المحتوى التحريضي، الذي حشد العنصريين وأثار أعمال عنف مميتة.
الترويج ضد المسلمين
تعد الهند هي أكبر سوق لمستخدمي "فيسبوك"، ولا تزال واحدة من أسرع الأسواق نموًا، وفقا لفورين بوليسي التي أشارت إلى أن نتيجة لذلك، فهي أيضًا بؤرة مشاكل الشركة المتعلقة بخطاب الكراهية.
ونشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أن باحثي فيسبوك وجدوا محتوى يروج للكراهية، تزامن مع أعمال شغب طائفية في عام 2020 أسفرت عن مقتل 53 شخصًا في نيودلهي.
وأوضحت "فورين بوليسي"، أن المستخدمين والأفراد والجماعات المتطرفة والأحزاب السياسية يكتسبون مكانة بارزة بانتظام من خلال مشاركة خطاب الكراهية والمعلومات المضللة على المنصة، وخاصة ضد المسلمين.
يعود هذا الاتجاه إلى عام 2015، عندما قام أحد القوميين الهندوسيين بجلد عامل مسلم في ولاية أوتار براديش بالهند أثناء قيام الناس بتصوير الحادث وتحميله على “فيسبوك"، لينال بعدها المدح من المستخدمين ذوي التفكير المماثل.
وأوضحت المجلة الأمريكية، أنه بعد تلك الواقعة بأشهر، أصبح الهندوسي زعيمًا بارزًا لجماعة شبابية قومية هندوسية متشددة.
وذكرت أنه غالبًا لا يتم اكتشاف المحتوى الذي يروج للكراهية، لأن برنامج المراقبة الخاص بالشركة لا يمكنه معالجة اللغات المحلية.
وكشفت "فورين بوليسي"، أنه في الهند، رفض مسؤولي "فيسبوك" العمل ضد سياسيي الحزب الحاكم الذين ينشرون خطاب الكراهية خوفًا من الإضرار بآفاق أعمالهم في البلاد، وهو ما أفادت به صحيفة وول ستريت جورنال العام الماضي.
وذكرت وكالة "بلومبرج"، أن العلاقات الشخصية بين مديري الشركة والمسؤولين الحكوميين في الهند، تلعب أيضا دورا في تجاهل المحتوى العنيف.
وقالت "فورين بوليسي"، إن مثل هذه العلاقات والمزايا التي يمنحها فيسبوك للحزب الحاكم أحيانا، تثير الشكوك حول تقديم مزايا انتخابية للحزب الحاكم في الهند، حتى لو كان ذلك بشكل غير مباشر.
لا تقتصر إخفاقات فيسبوك في المنطقة على الهند، ففي عام 2019، انخرط مسلمو بنجلاديش في أعمال شغب بالقرب من عاصمتهم دكا، ردًا على منشور مهين للنبي محمد على فيسبوك، مما أدى إلى مقتل أربعة أشخاص.
وفي سريلانكا، خلص تحقيق أجرته مجموعة حقوقية إلى أن خطاب الكراهية ضد المسلمين والأخبار المزيفة على فيسبوك ومنصات أخرى ربما يكون قد ساهم في اشتباكات عنيفة في وسط سريلانكا في عام 2018، مما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل وإلحاق أضرار بالمساجد و الشركات الإسلامية.
ذكرت "فورين بوليسي"، أن خطاب الكراهية في جنوب آسيا ليس خطأ فيسبوك بالكامل، ولكنه أصبح منصة كبرى لنشر ذلك الخطاب والترويج له، ما يجعله ملزمًا بحل مشكلة الترويج للعنف بين مستخدمي نحو مليار ونصف شخص في جنوب آسيا.
فيديو قد يعجبك: