إعلان

ماكرون يحذر من "أزمة طاقة" تهدد تعافي الاقتصاد العالمي بعد كورونا

01:04 م السبت 30 أكتوبر 2021

إيمانويل ماكرون

كتب- مصراوي:

حذَّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من أزمة طاقة تهدد التعافي العالمي في مرحلة ما بعد جائحة فيروس كورونا، داعياً في حوار مع صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، قادة مجموعة العشرين إلى العمل سوياً من أجل استقرار الإمدادات.

وقال ماكرون إن مجموعة العشرين في حاجة إلى التنسيق بين منتجي الطاقة من جانب والدول المستهلكة من جانب آخر للحيلولة دون انهيار الإمدادات هذا الشتاء، مشيراً إلى أن هذا الانهيار "ينذر بتوترات خطيرة على المستويين الاقتصادي والاجتماعي".

تقويض التعافي

وأضاف ماكرون: "نحتاج خلال الأسابيع والأشهر المقبلة، إلى مزيد من الوضوح والاستقرار في ما يتعلق بالأسعار، حتى لا تؤدي التوترات حول أسعار الطاقة إلى خلق الاضطرابات وتقويض التعافي الاقتصادي العالمي"، متوقعاً أن يكون هناك تنسيق لتفادي الارتفاع الكبير في لأسعار.

وارتفعت تكاليف الطاقة عالمياً بشكل كبير هذا العام، ما أدى إلى اضطراب قطاعات الصناعة، وإرهاق المستهلكين بأسعار عالية.

كما ارتفعت مستويات التضخم في منطقة اليورو خلال شهر أكتوبر إلى أعلى مستوى في 13 عاماً عند 4.1 بالمائة، وفق الصحيفة.

وقال الرئيس الفرنسي "لا أعتقد أننا سنكون قادرين على خفض الأسعار؛ نظراً للتوترات في جانب الطلب، لكن ما نحتاج إلى تفاديه هو انهيار الإمدادات، والمزيد من ارتفاع الأسعار، ولا سيما أننا نتجه نحو موسم الشتاء في الجزء الشمالي من الكرة الأرضية".

وأشار ماكرون إلى أن التعافي الاقتصادي السريع من الوباء "أدى إلى رفع أسعار الطاقة بشكل متسارع جداً، الأمر الذي ينذر بكبح النمو الاقتصادي، ووضع أعباء على الأسر".

نفوذ روسيا

ووفق الصحيفة البريطانية، تصاعدت المخاوف أوروبيًا من أن شركة "غازبروم" الروسية المنتجة للغاز والمدعومة من الدولة، عملت على إبقاء مستويات التخزين منخفضة بشكل غير معتاد في أوروبا الغربية، ما أدى إلى تفاقم المخاوف بشأن الإمدادات ورفع الأسعار.

ورداً على سؤال بشأن ما إذا كان يحمل روسيا مسؤولية ارتفاع أسعار الطاقة، أجاب ماكرون: "ليس لدي دليل على وجود تلاعب في الأسعار، ولا أتهم أحداً. هذه علاقات تجارية، ويجب ألا تستخدم لأغراض جيوسياسية".

وعن النفوذ الذي تمارسه "غازبروم" على أوروبا، قال ماكرون، وفق "فاينانشال تايمز"، "لا يتعلق الأمر بما إذا كنا نعتمد بشكل كبير على شركة واحدة أم لا، وإنما بكيفية إيجاد البدائل. والبدائل الوحيدة هي مصادر طاقة متجددة أوروبية، وبالطبع الطاقة النووية الأوروبية".

وتعد فرنسا أكبر مستخدمي الطاقة النووية في الاتحاد الأوروبي، على النقيض من دول أخرى تفضل الابتعاد عن الطاقة الذرية، مثل ألمانيا.

تنويع الإمدادات

ودعا الرئيس الفرنسي، الأوروبيين، إلى تطوير إمدادات غاز أكثر تنوعاً، إضافة إلى تسريع التحول من الوقود الأحفوري، لافتاً إلى أن هذا التحول "يعد ضرورياً لإبطاء الارتفاع في درجات الحرارة، وكبح الاختلال المناخي الناشئ عن الاحتباس الحراري".

وقال ماكرون "ما يحدث الآن مثير للسخرية، لأننا نبني نظامًا ترتفع فيه أسعار الطاقة الأحفورية بشكل متزايد على المديين المتوسط والطويل، مع أننا نريد محاربة التغير المناخي".

وأضاف الرئيس الفرنسي "تكمن المشكلة في ضرورة إدماج الصناعات والأسر في هذا التحول، وإلا فإنه لن يكون مستدامًا".

مخاوف من أزمة طاقة

وتخشى أوروبا، وفق الصحيفة، من أزمة طاقة مع اقتراب موسم الشتاء، والمخاوف من شح الإمدادات، لاسيّما تلك القادمة من روسيا.

لكن أسعار الغاز في المملكة المتحدة وباقي أوروبا هبطت، الجمعة، بما يصل إلى الخُمس في مؤشر على أن روسيا ستزيد الصادرات إلى المنطقة بعد تقييد الإمدادات لعدة أشهر.

مع ذلك، لا تزال هناك مخاوف من أن تبدأ أوروبا فصل الشتاء بمستويات تخزين أقل من المعتاد للغاز، وإذا كان الطقس أبرد قليلاً من المعتاد، فقد تظل الإمدادات شحيحة، ما سيؤدي، بحسب الفاينانشال تايمز، إلى رفع الأسعار.

ونفت روسيا باستمرار تقييد الإمدادات إلى أوروبا، لكنها قصرت صادراتها على تلك الدول التي تغطيها عقود طويلة الأجل في عام 2021، وخفضت مرافق التخزين الخاصة بها إلى مستويات أقل بكثير من المعتاد في هذا الوقت من العام.

وتراجعت إمدادات الغاز على مستوى العالم مع انتعاش الاقتصادات من الوباء، حيث دفعت آسيا المزيد من الأموال، لجذب المزيد من شحنات الغاز الطبيعي المسال، ما يترك القليل للتوجه إلى أوروبا.

وسعت فرنسا وعدد من الحكومات الأوروبية الأخرى إلى حماية المستهلكين والأعمال من هذه الأزمة، وذلك عبر مساعدات بمليارات الدولارات، وتجميد الأسعار.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان