طولها 8 سنتيمترات.. عناكب "جورو" تغزو ولاية أمريكية (فيديو)

كتبت- رنا أسامة:

غزت ملايين من عناكب "جورو" التي يصل طول الواحد منها إلى 8 سنتيمترات، ولاية جورجيا الأمريكية، مما أثار قلق السكان من تأثير هذه الظاهرة البيئية النادرة.

وعناكب "جورو" موطنها شرق آسيا، وتشيع بشكل خاص في اليابان والصين وكوريا وتايوان. ولا تمثل تهديدًا للإنسان لكنها يمكن أن تعضّه في حال شعرت بخطر.

وتصنع هذه العناكب شبكات خيوط عملاقة تصل أقطارها إلى 3 أمتار، وتتميز إناثها بعلامات صفراء وزرقاء وحمراء زاهية على أجسادها.

وقال شهود في مدينة ونترفيل بمقاطعة كلارك في ولاية جورجيا، إنهم رأوا مئات من هذه العناكب.

وروى ويل هدسون، عالم الحشرات في جامعة جورجيا، أن أعدادًا كبيرة من عناكب "جورو" عشّشت على شرفته التي "باتت غير صالحة للاستعمال"، فيما اضطر إلى قتل أكثر من 300 منها، بحسب شبكة "سي بي إس" الأمريكية.

وقال هدسون لـ "سي بي إس": "في العام الماضي، كان هناك العشرات من العناكب، وبدأت تتسبب في إزعاجي عندما كنت أقوم بأعمال في الفناء".

واستطرد: "لكن هذا العام، هناك عدة مئات (من هذه العناكب)، وفي الواقع تجعل المكان يبدو مخيفًا مع كل الشبكات الفوضوية (التي تنسجها)- لتُثير ما يمكن أن يُطلق عليه رُهاب العناكب".

وبحسب جامعة جورجيا، نسج الملايين من عناكب "جورو" الكبيرة شبكات ذهبية ثلاثية الأبعاد في حوالي 25 مقاطعة.

و"الجورو" جزء من مجموعة عناكب تُعرف باسم "نسّاجي الجرم السماوي"؛ لشبكاتها عالية التنظيم والتي تشبه عجلة الدراجة.

وشوهدت لأول مرة في جورجيا عام 2014، بمتحف جورجيا للتاريخ الطبيعي، وبعدها عُثِر عليها في ساوث كارولينا، وفق شبكة "سكاي" البريطانية.

ويعتقد هدسون أن هذا النوع من العناكب سينتشر في أنحاء جنوب الولايات المتحدة قريبًا.

ولم يتضح سبب حدوث هذه الزيادة الملحوظة بأعداد العناكب هذا العام، لكن يُتوقع أن يكون الأمر مرتبطا بكمية الأمطار، بحسب هدسون.

وقالت عالمة الأحياء المائية في متحف دنفر للطبيعة والعلوم، باولا كوشينج: "نرى نقصًا وزيادة في أعداد أنواع مختلفة، قد يكون ذلك مرتبطا بالظروف المحلية لا سيما التغيرات الطفيفة في هطول الأمطار".

أما أستاذ الأحياء في كلية جورجيا جوينيت، كريستوفر براون، فعزا سبب شيوع تلك العناكب في جورجيا إلى مناخها الذي قال إنه "يشبه بشكل كبير مناخ اليابان الدافئ والرطب".

وأضاف براون: "لا أعتقد أنهم (عناكب الجورو) ستنتشر إلى أي مكان (آخر)"، وفق الشبكة الأمريكية.

على جانب آخر، قالت نانسي هينكل، وهي عالمة حشرات في جامعة جورجيا، إن تلك العناكب تساعد في الحد من انتشار البعوض والذباب، كما أنها من الأنواع القليلة التي تصطاد وتأكل حشرات الرائحة الكريهة البنية، التي تعد آفات خطيرة للعديد من المحاصيل الزراعية.

وأضافت: "هذا رائع ومثير. العناكب أصدقاؤنا. إنها تصطاد كل الآفات التي لا نريدها حول منزلنا".

ويُتوقع أن تختفي معظم عناكب "جورو" بحلول أواخر نوفمبر، على أن تعاود الظهور بأعداد كبيرة أو حتى بأعداد أكبر في العام المقبل. لكن العلماء يقولون إنه من الصعب التنبؤ بذلك بشكل دقيق.