القوات الإثيوبية تطلق معركة لاستعادة مدينة استراتيجية في أمهرة
أديس أبابا- (أ ف ب):
أطلقت القوات الإثيوبية معركة جديدة للسيطرة على مدينة ديسي في شمال البلاد، وفق ما أفاد سكان الأحد، بعد ساعات من إعلان متمرّدي تيجراي سيطرتهم عليها.
ومثّلت سيطرة جبهة تحرير شعب تيجراي على ديسي السبت مرحلة جديدة في الحرب المستمرة منذ نحو عام، بعدما استعادت معظم أجزاء تيجراي من القوات الفيدرالية في يونيو ووسعت رقعة وجودها لتمتد إلى المناطق المجاورة.
لكن الأحد، أفاد سكان عن تجدد المعارك في المدينة فيما أصدر الجنود الإثيوبيون، الذين عادوا إلى ديسي بعدما أفادت تقارير عن انسحابهم قبل يوم، أوامر للسكان بالتزام منازلهم.
وقال أحد قاطني ديسي الذي عرّف عن نفسه باسم محمد "أبلغنا الجنود بأنهم يقاتلون لاستعادة المدينة... وقالوا لنا إنه يجب ألا يخرج أحد من منزله".
وأفاد نادل سابق في ديسي يدعى ديستا بأنه شاهد جنودا يقاتلون في الشوارع. وقال لوكالة فرانس برس "يطلقون النار لكن كان عليّ إغلاق نافذتي... حتى لا يروني".
وتحدّثت يميسيراتش التي اختبأت في منزلها، عن سماعها أصوات إطلاق نار وقالت لوكالة فرانس برس إنها "في المنزل وخائفة".
وجاء في بيان لمكتب الاتصالات العسكرية الإثيوبي الأحد "ستواصل القوات المسلّحة على الجبهة تطهير (المنطقة) من مجموعة الإرهابيين".
وأضاف "يقاتلون من أجل القضاء بالكامل على القوة الغازية".
ولم ترد جبهة تحرير شعب تيجراي على طلبات فرانس برس الحصول على تعليق.
والاتصالات مقطوعة عن معظم مناطق شمال إثيوبيا فيما فرضت قيود على وصول الصحافيين، ما يصعّب مهمة التحقق بشكل مستقل من الأنباء الواردة من الجانبين.
نزوح جماعي
وتبعد ديسي، الواقعة في إقليم أمهرة المتاخم لتيجراي، نحو 400 كيلومتر عن العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.
وأفاد السكان في وقت سابق عن احتشاد كبير للجيش في المنطقة فيما تدفّق السكان الفارّين من البلدات التي تشهد معارك شمالا إلى ديسي.
لكن ديسي شهدت السبت نزوحا جماعيا أيضا إذ تكدّس العديد من الأشخاص في الحافلات وفروا إلى بلدة كومبولشا جنوبا.
في الأثناء تتعرّض تيجراي إلى قصف جوي يومي تقريبا منذ نحو أسبوعين فيما يزداد اعتماد الجيش على سلاح الجو في النزاع.
وذكر مصدر في أحد المستشفيات أن 10 أشخاص قتلوا في ضربة جوية الخميس، فيما أشارت الأمم المتحدة إلى مقتل ثلاثة أطفال في ضربتين وقعتا في 18 أكتوبر. وقتل شخص آخر في هجوم منفصل الشهر الجاري.
ولفتت الحكومة بدورها إلى أن المنشآت التي تعرّضت للقصف كانت عسكرية في طبيعتها وتقدّم المساعدة لجبهة تحرير شعب تيجراي.
وأثارت عمليات القصف انتقادات دولية وعرقلت وصول منظمات الأمم المتحدة إلى المنطقة حيث يواجه نحو 400 ألف شخص ظروفا أشبه بالمجاعة في ظل حصار مفروض بحكم الأمر الواقع.
اندلع النزاع في تيجراي في نوفمبر العام الماضي عندما أرسل رئيس الوزراء أبيي أحمد قوات إلى تيجراي في إطار عملية تحوّلت إلى حرب طال أمدها وشهدت مجازر واغتصابات جماعية.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: