مصادر مقربة من حمدوك تكشف عن مطالبه للتفاوض مع الجيش السوداني
كتب - محمد صفوت:
لا يزال رئيس الوزراء السوداني المنحل عبدالله حمدوك قيد الإقامة الجبرية، وسط محاولات دولية لإعادته لمنصبه وإقناع الفريق أول عبدالفتاح البرهان بالتراجع عن قراراته التي أعلنها الاثنين الماضي، وتضمنت إعلان حالة الطوارئ وحل مجلسي السيادة والوزراء.
وخلال الأيام الماضية؛ التقى حمدوك في مقر إقامته مسؤولين أمريكيين وأوروبين، وبحث معهم تطورات الأوضاع في السودان، في وقت لا تزال تعترف به دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة رئيسًا لوزراء السودان.
والأحد التقى حمدوك بمقر إقامته، ممثل الأمم المتحدة الخاص بالسودان فولكر بيرتس، وبحثا خيارات الوساطة وسبل المضي قدمًا في السودان.
وأكد بيرتس، في تغريدة عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" أن حمدوك بصحة جيدة لكنه لا يزال قيد الإقامة الجبرية في مقر إقامته، مشيرا إلى أنه سيواصل جهوده مع أصحاب المصلحة السودانيين الآخرين.
لتقيت للتوSudanPMHamdok @ في منزله، حالته جيدة لكنه ما زال تحت الإقامة الجبرية. ناقشنا خيارات الوساطة وسبل المضي قدماً بالنسبة للسودان. سأواصل هذه الجهود مع أصحاب المصلحة السودانيين الآخرين.
— Volker Perthes (@volkerperthes) October 31, 2021
مطالب حمدوك
بعد اللقاء كشفت شبكة "سي إن إن" عن مطالب حمدوك وفقًا لمصادر مقربة من رئيس الوزراء السوداني المعزول، مؤكدة أنه يرفض التنحي طواعية عن منصبه.
وذكرت المصادر أن حمدوك لديه ٤ مطالب محددة من الجيش السوداني، وهي: "العودة إلى الوضع الراهن كنقطة انطلاق، ثم إعادة تشكيل مجلس السيادة السوداني، ومنح رئيس الوزراء السلطة والاستقلالية الكاملة لتشكيل حكومة تكنوقراط من اختياره، وتوسيع المشاركة السياسية من أجل تمثيل أكبر للقوى السودانية".
وقال أحد المصادر للشبكة الأمريكية، إن رئيس الوزراء المعزول أقر بأن الوضع الحالي لا يكمن استمراره، لكنه أكد على ضرورة أن يكون التغيير عبر عملية سياسية.
وأرجع المصدر سبب عرقلة المحادثات في الوقت الحالي إلى القيادة العسكرية في السودان التي ترى في عملها "تصحصيًا لمسار الثورة" وأن الإجراءات الأخيرة جزء من العملية السياسية في البلاد.
وشدد المصدر على أنه مع إصرار القيادة العسكرية في البلاد على خطواتها الأخيرة لن يتفاوض معها حمدوك، وسيرفض التنحي طوعًا عن منصبه.
ومنذ عودة حمدوك إلى منزله الثلاثاء، بعد ضغط دولي على الجيش السوداني، التقى عددًا من المسؤولين الغربيين وجهًا لوجه، فضلا عن تلقيه مكالمات هاتفية من خارج البلاد.
وكانت وزيرة الخارجية السودانية المقالة مريم الصادق المهدي أكدت في مقابلة مع "فرانس برس" السبت أن حمدوك لن يكون جزءا من مهزلة "الانقلابيين" على حد وصفها، ودعت الى "إبطال كل الإجراءات" التي أنهت الشراكة مع المدنيين. ونفت التقارير الصحفية التي تتحدث عن إمكانية تعاون جديد بين حمدوك والبرهان.
استمرار المظاهرات
ومنذ التحركات العسكرية الأخيرة عمت المظاهرات عدة مدن سودانية وأعلنت قطاعات مختلفة في الدولة وتجمع المهنيين السودانيين ونقابات عدة الإضراب عن العمل، رفضًا لتلك التحركات.
وخرج عشرات الآلاف من السودانيين الى شوارع الخرطوم للاحتجاج على إجراءات البرهان، وطالبوا "بإسقاط حكم العسكر" ونقل السلطة إلى حكومة مدنية.
وأعلنت لجنة أطباء السودان المركزية الاثنين، ارتفاع عدد القتلى في صفوف المتظاهرين إلى ١٢ شخصًا وأكثر من ١٠٠ مصاب، خلال الاحتجاجات التي يشهدها السودان. ونفت وزارة الداخلية السودانية، السبت استخدام الرصاص الحي ضد المتظاهرين.
فيديو قد يعجبك: