لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

حينما ضاع الجولان.. ماذا حدث على الجبهة السورية في حرب أكتوبر؟

10:20 م الأربعاء 06 أكتوبر 2021

الجولان المحتل

كتبت – إيمان محمود

في الأيام القليلة الأولي من حرب أكتوبر المجيدة؛ كانت إسرائيل تعاني وضعًا حرجًا وسط صدمتها بالضربات المباغتة التي تلقتها من مصر وسوريا (بدعم عربي)، وظلت دولة الاحتلال تبحث عن أي مخرج نحو النصر، أو حتى هزيمة أقل، فكانت هضبة الجولان السورية مكسبها الوحيد الذي لم تتنازل عنه حتى اليوم.

في أعقاب نكسة 1967، عاشت إسرائيل في أوهام بأنها "قوة لا تُقهر"، بعد أن احتلت سيناء كاملةً وقطاع غزة الذي كان تحت الحكم المصري آنذاك، وهضبة الجولان السورية، بالإضافة إلى الضفة الغربية التي كانت تحت الحكم الأردني.

يوم 6 أكتوبر عام 1973 والذي وافق آنذاك يوم كيبور (عيد الغفران في الديانة اليهودية) حيث تتوقف الحياة فيه تماما ويصوم اليهود ويقومون بأداء الصلوات، لكن هذه المرة اختلف العيد تمامًا بعد هجوم مزدوج على الجبهة السورية والمصرية في تمام الساعة الثانية ظهرًا.

ففي الوقت الذي بدأ فيه المصريون عبور قناة السويس واجتياح خط بارليف، كان السوريون يتقدمون بشكل سريع في القنيطرة نحو استعادة الجولان، وبدأ الإسرائيليون تجميع جهدهم الحربي لصد الهجومين.

كانت الحرب البارد في أوجّها، حيث دعمت الولايات المتحدة الأمريكية إسرائيل، فيما دعم الاتحاد السوفيتي مصر وسوريا.

لكن الضربة العربية القاصمة تمثّلت فيما يُعرف بـ"سلاح النفط" بعد أن قطعت الدول العربية إمدادات النفط فارتفعت أسعار الوقود بشكل سريع في العواصم الغربية وتهاوت أسهم البورصات وتراجعت معدلات الأداء في الاقتصاد العالمي وأثّرت على الاقتصاد العالمي لعدة سنوات.

انتصارات خاطفة

في اليوم الأول من الحرب، شنّ الجيش السوري هجومًا كبيرًا بالمدفعيات الثقيلة والطيران الحربي على المواقع والرادارات وخطوط الإمداد الإسرائيلية في محافظة القنيطرة وعُمق الجولان، مما أربك وشتت قوات الاحتلال.

استطاعت القوات السورية اختراق الخطوط الإسرائيلية في الحسنية جنوب القنيطرة وبدأت تتقدم نحو الطرق التي تربط مرتفعات الجولان ببحر الجليل.

ووصل مجموع الدبابات السورية في موجة للهجوم إلى 500 دبابة ووصل مجموع القوات السورية على الجبهة إلى 350 طائرة، 1700 دبابة، 1300 بطارية مدفع، 45 ألف جندي

شكلت الجبهة السورية منبع الخطر الأكبر على عمق إسرائيل، فلم تكن مرتفعات الجولان تبعد أكثر من 15 ميلاً عن تل أبيب، لكنها في نفس الوقت كانت الأقرب في نقل المعدات وتوصيل احتياطي الجنود للاشتراك بالمعارك.

وخلال بضعة أيام انهارت الدفاعات الإسرائيلية في القطاع الجنوبي أمام القوات السورية التي بدأت تتجه إلى نهر الأردن، وتمكنت القوات السورية من الاستيلاء على مرصد جبل الشيخ في عملية إنزال للقوات الخاصة السورية وقتلت وأسرت كافة أفراد الجيش الإسرائيلي في الموقع، وأخلت إسرائيل المدنيين الإسرائيليين الذين استوطنوا في الجولان حتى نهاية الحرب.

العدو يقلب الموازين

رغم الانتصارات السورية في الأيام الأولى من الحرب، إلا أنها لم تستمر كثيرًا أمام تمسّك إسرائيل بالجولان، إذ أصرّ موشي ديان وزير الدفاع الإسرائيلي أصرّ علي ان تبقي الجولان هي مركز الثقل العسكري.

وفي بروتوكولات سمحت وزارة الأمن الإسرائيلية بإعلانها، في يناير الماضي، كشفت أن موشي ديان كان يائسًا وسوداوياً فراح يطلب وقف النار أو القيام بعمليات ضرب يائسة مثل قصف دمشق وحتى احتلالها. لكن رئيس الأركان، دافيد إلعزار، الذي حاول تهدئته، رفض الخروج إلى أهداف كبيرة غير واقعية.

وانتهت المناقشات وقتذاك بقرار رئيسة الوزراء جولدا مائير: "نصادق على أن ينفذ الجيش الإسرائيلي غدًا (10 أكتوبر) جهداً هجومياً مركزاً في سوريا وتدمير فيالق الجيش وتحقيق حسم يشل الأنشطة السورية. ولكن، لا يوجد قرار باحتلال دمشق".

وبالفعل، شنّت القوات الإسرائيلية هجوم مضاد وبدأ الموقف بالتحوّل لصالحها بعدما احتلت مرة أخرى المناطق التي استعادها الجيش السوري واقتربت من دمشق لمسافة بضعة عشرات الكيلومترات، دون أن تسيطر على العاصمة السورية، بهدف الضغط على سوريا لقبول وقف إطلاق النار.

ضعف تنسيق ودعم متأخر

تُرجع بعض التقارير أحد أسباب الهزيمة على الجبهة السورية، إلى ضعف التنسيق بين القوات العربية المشاركة في الحرب والجيش السوري، بالإضافة إلى تأخر وصول الإمدادات؛ يقول المشير محمد أبو غزالة الذي كان يتولى قيادة مدفعية الجيش الثاني وقت الحرب: "من الواضح أن الجبهة السورية بدأت في الانهيار اعتبارا من يوم 10 أكتوبر، الاسباب لا نعلمها، حيث لم يصدر أي مرجع سوري واحد عن الحرب وكل ما ينشر وجهات نظر اسرائيلية أو غربية منحازة لإسرائيل".

وأضاف في كتاب "دروس الحرب الحديثة" أن "الدعم العراقي والأردني وصل متأخرًا الأمر الذي جعل وصولهما غير مؤثر إلى جانب تعرضهما إلي خسائر، وهذا يوضح إن إسرائيل تغلبت علي الموقف لأن خصومها تعاملوا معها فرادى وبقوات أقل من أن تواجه حجم القوات الإسرائيلية".

هذا بالإضافة إلى تأخر الدعم السوفييتي، ففي وثيقة صادرة عن حلف الناتو كشفت أنه "سفن الشحن السوفييتية التي حملت مواد حربية من مدينة أوديسا (في أوكرانيا) وصلت إلى ميناء اللاذقية السوري، يوم 11 أكتوبر".

وبالإضافة لتأخر وصول الدعم، كان هناك ضعف في التنسيق بين القوات السورية والقوات العربية التي شاركت على جبهتها، على سبيل المثال، ذكرت بعض التقارير أن "طائرات عراقية سقطت بواسطة صواريخ سورية لعدم قدرة الرادارات السورية على التمييز بين الطائرات العراقية والإسرائيلية، وكذلك كانت هناك صعوبة في التنسيق بين القوات الاردنية والقوات العراقية، وخاصة تنسيق توقيت الهجوم".

انتهت الحرب بقرار مجلس الأمن الدولي في يوم 22 أكتوبر 1973، بوقف إطلاق النار، وافقت مصر على القرار فيما رفضت سوريا وأعلنت "حرب الاستنزاف".

واستمرت سوريا في حربها دون جدوى حتى توقيع اتفاق فصل القوات في نهاية شهر مايو 1974، أخلت إسرائيل بموجبه مدنية القنيطرة وأجزاء من الأراضي التي احتلتها عام 1967، فيما بقي الجولان مُحتلاً.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان