وسط الحرب الأهلية.. إسرائيل تعتزم إجراء عملية إجلاء واسعة ليهود إثيوبيا
كتب- محمد صفوت:
وسط تفاقم الصراع في إثيوبيا ودخول الحرب عامها الثاني رغم تعهدات رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد بإنهاء القتال في غضون أسابيع في الحرب التي شنتها قواته ضد متمردي تيجراي في نوفمبر الماضي، لكنها استمرت إلى اليوم دون مؤشرات عن قرب انتهاء الصراع.
مع تصاعد القتال خلال الفترة الماضية وإعلان تسع مجموعات متمردة تحالفًا عسكريًا بقيادة قوات جبهة تحرير تيجراي وجيش أورومو، ضد القوات الإثيوبية؛ نجح التحالف الجديد في تحقيق سيطرة على الأرض والاستيلاء على مناطق جديدة ونقل المعارك لمدن قرب العاصمة أديس أبابا.
سارعت الدول بعد إعلان حالة الطوارئ في إثيوبيا ودعوة حكومة آبي أحمد، السكان لحمل السلاح والدفاع عن مدنهم ومنازلهم ضد المتمردين، بمطالبة مواطنيهم بسرعة مغادرة البلاد لعدم الاستقرار الأمني، وعدم التوجه إلى هناك.
وكشف موقع "جويش نيوز" المهتم بأخبار المجتمع اليهودي، عن اعتزام إسرائيل تسريع عمليات إجلاء بعض أقارب الإسرائيليين الإثيوبيين الذين بقوا في إثيوبيا وسط تصاعد الحرب الأهلية، بعد أسبوع واحد من عيد "سيجد"، وهو عيد يهودي إثيوبي تم تمييزه تاريخيًا بالصلاة من أجل إعادة الشعب اليهودي إلى موطنهم إسرائيل وفقًا للمعتقدات اليهودية.
الفئة المستهدفة خلال عمليات الإجلاء
بدوره كشف موقع "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلي عن الفئة المستهدفة خلال عمليات الإجلاء المحتملة، وهم الأقارب من الدرجة الأولى لمواطنين إسرائيليين، وذكر أنها فئة تمت الموافقة عليها للإجلاء بموجب اتفاقية تم التوصل إليها في عام 2015، ويبلغ عددهم نحو 3 آلا شخص على الأقل، مرجحة أن يبقى الآلاف عالقين في إثيوبيا وسط الحرب الأهلية.
وفي احتفال أقيم في القدس الأسبوع الماضي بمناسبة عيد "سيجد" اليهودي الإثيوبي؛ دعا الرئيس الإسرائيلي، إسحق هرتسوغ إلى مواصلة العمل لإحضار آخر اليهود الإثيوبيين المنتظرين للهجرة إلى إسرائيل في أقرب وقت ممكن.
وقال في الاحتفال، إن خطة إحضار آلاف اليهود الإثيوبيين إلى إسرائيل الذين ما زالوا ينتظرون في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، غارقة في الجدل والتأخيرات المتعددة منذ فترة طويلة، مضيفا: "رغبات الماضي هي إلى حد كبير أساس هذا اليوم المقدس، لكن من المهم ألا نتجاهل للحظة رغباتنا في المستقبل".
حملة سرية
الاثنين، أعلن بينيت أنه سيناقش موضوع إحضار اليهود من إثيوبيا، بمشاركة وزير الشتات الإسرائيلي نحمان شاي، ووزير الهجرة بنينا تمنو شاتا. قبل يومين من تصريحات بينيت كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، أنه بعد جلب العشرات من الأفريقيين في حملة سرية إلى كيان الاحتلال، تبين أن معظمهم ليسوا يهودا.
وفي فبراير الماضي، احتفى الإعلام العبري بعملية إجلاء لأشخاص قيل إنهم من اليهود الإثيوبيين، في ظل احتدام المعارك في إثيوبيا.
في ظل الصراع اتهم آبي أحمد، إسرائيل بتهريب عشرات الإثيوبيين المتورطين في جرائم إبادة بتيجراي سرًا لإسرائيل، رغم أن غالبيتهم ليسوا يهودًا. حسبما ذكرت القناة 13 العبرية.
وأبلغ آبي أحمد، نظيره الإسرائيلي نفتالي بينيت، خلل محادثة هاتفية الثلاثاء، بأن من بين المهاجرين الإثيوبيين الجدد الذين وصلوا إلى تل أبيب مؤخرًا، عددًا من المقاتلين الضالعين في مذبحة اقترفها متمردو تيجراي.
عملية سليمان
ونفذت إسرائيل عام 1991، أكبر عملية إجلاء سرًا عرفت باسم "عملية سليمان" ونقلت أكثر من 14 ألفًا من يهود الفلاشا في إثيوبيا إلى تل أبيب، فيما بقى نحو 8 آلاف يهودي معترف بهم رسميًا من قبل الحكومة الإسرائيلية عالقين في إثيوبيا ووضعت طلباتهم للحصول على اللجوء في طي النسيان، حتى مع وجود بعض كان أفراد أسرتهم قد أعيد توطينهم في إسرائيل.
ويتركز معظم اليهود الإثيوبيين المتبقين في إثيويبا بالعاصمة أديس أبابا والتي تعد أيضًا موقعًا رئيسيًا للقتال، وسط مخاوف من الانهيار المحتمل لحكومة آبي أحمد. ويزعم نشطاء وفقًا لديعوت أحرنوت، أن هناك أكثر 12 ألف يهودي إثيوبي عالقين وسط الصراع.
فيديو قد يعجبك: