تركيا ترغب في تطوير علاقاتها مع لبنان
بيروت- (د ب أ):
أعرب وزير خارجية تركيا مولود تشاووش أوغلو، الثلاثاء، عن رغبة بلاده في تطوير علاقاتها مع لبنان على جميع الأصعدة، وذلك بعد لقائه نظيره اللبناني عبدالله بو حبيب بعد ظهر اليوم.
وقال أوغلو في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره اللبناني بمقر وزارة الخارجية اللبنانية في بيروت: "نريد تطوير علاقاتنا الثنائيّة على جميع الأصعدة، وتناولنا اليوم كيف يمكننا تطوير علاقتنا السياحيّة، وعلاقاتنا في مجالي الزّراعة والطّاقة مع الوزير بو حبيب"، مشيراً إلى أنّ "الوجهة السياحيّة الأولى للشعب اللبناني هي تركيا، ومن المعروف محبّة الشعب التركي واهتمامه بلبنان".
وأوضح أنّ زيارته إلى لبنان "هي من أجل التأكيد على دعم تركيا المستمرّ للبنان، ولأجل دعوة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لزيارة تركيا، وإجراء التحضيرات الأوليّة لهذه الزيارة".
وقال: "قدمنا الدعم اللازم للبنان بعد انفجار مرفأ بيروت في آب (أغسطس) 2020، وبعد انفجار عكار العام الحالي. كما عزّزنا الدّعم للجيش اللبناني والقوى الأمنية، من أجل استقرار لبنان وأمنه".
وأضاف : "جدّدنا دعمنا عبر يونيفيل (قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان) لمدّة سنة، ولدينا فرقاطة تعمل في هذا الإطار"، مؤكّدًا أنّ "الجميع يجب أن يدعم الحكومة، من أجل أن يتخطّى لبنان الأزمات الّتي يمرّ بها، وكي تقام الانتخابات النيابية في موعدها".
وأشار أوغلو إلى أنه تناول مع الوزير بو حبيب" المواضيع الإقليميّة"، مضيفاً: "نحن البلدان الأكثر تأثراً جراء الأزمة السورية، وتناولنا كيفيّة التعاون من أجل الإعادة الطوعية للنازحين السوريين إلى بلدهم، والتعاون بين البلدين في ما يتعلّق بهذا الخصوص".
وأعرب عن شعوره " بالحزن جرّاء الأزمة الأخيرة الّتي حصلت بين لبنان والخليج"، متمنياً أن " يتمّ حلّ هذه المشاكل والأزمات عبر الاحترام المتبادل والمفاوضات والطرق الدبلوماسيّة... ونحن كتركيا جاهزون للقيام بدورنا في هذا الخصوص، كما سنستمر بالعمل فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية سوياً، وسنستمر بدعم الشعب اللبناني".
من جهته، أكّد وزير الخارجية اللبناني بو حبيب أن لبنان "يحرص على أفضل العلاقات مع الجمهورية التركية ويثمن عالياً الدعم والمساعدات التركية للشعب اللبناني والمؤسسات كما يقدر مشاركتها كدولة مساهمة في عديد اليونيفل مما يساعد على حفظ الاستقرار في الجنوب اللبناني".
وأضاف " قمت اليوم والوزير أوغلو بتوقيع مذكرة تفاهم للتعاون في مجال التدريب الدبلوماسي، مما يعزز التقارب بين كوادر الوزارتين ونعمل لإنجاز مذكرات تفاهم في مجالات أخرى ".
وتابع الوزير بو حبيب: " استعرضنا الأوضاع السياسية والاقتصادية الصعبة التي يمر بها لبنان وأعربنا عن تقديرنا لزيارة معالي الوزير الصديق في هذه الظروف".
وأعلن بو حبيب أن لبنان وتركيا " يستضيفان العدد الأكبر من النازحين السوريين، بالإضافة إلى العراق والأردن، ومن مصلحة هذه البلدان توحيد الجهود ومقاربتها للمسألة ودعوة المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته لجهة التوزيع العادل للأعباء وتقاسم المسؤوليات والعمل على عودة النازحين الآمنة والكريمة الى بلدهم".
وقال:" استعرضنا المستجدات الاقليمية والدولية وانعكاساتها على بلدينا وعلى دول المنطقة".
كان وزير خارجية تركيا نقل إلى الرئيس اللبناني العماد ميشال عون، في وقت سابق اليوم، رسالة شفهية من الرئيس التركي رَجَب طيّب أردُوغان أكد فيها رغبته بتطوير العلاقات بين البلدين.
واستقبل عون الوزير أوغلو في قصر بعبدا الرئاسي قبل ظهر اليوم ، بحسب بيان صادر عن رئاسة الجمهورية.
ونقل أوغلو للرئيس عون "رسالة شفهية من الرئيس اردوغان أكد فيها على عمق العلاقات بين لبنان وتركيا ورغبته في تطويرها وتعزيزها على مختلف الأصعدة، مهنئا بقرب حلول عيد الاستقلال".
وأشار إلى أن "الزيارة الرسمية المرتقبة لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي إلى تركيا ستكون مناسبة للبحث في الاتفاقيات المشتركة التي تزيد العلاقات بين البلدين وثوقاً".
وأعرب أوغلو "عن أمله في أن يتجاوز لبنان قريباً الأزمة التي نشأت بينه وبين عدد من دول الخليج وعن استعداد بلاده لتقديم أي مساعدة في هذا المجال".
من جهته، أكّد الرئيس عون "على الرغبة في توطيد العلاقات الثنائية بين البلدين وتطويرها في المجالات كافة، وخصوصاً زيادة نسبة استيراد تركيا للمنتجات اللبنانية، لاسيما وأن الميزان التجاري يميل حالياً لصالح تركيا".
وأبلغ الرئيس عون وزير خارجية تركيا أن " لبنان يرحب بأي مساعدة يمكن أن تقدمها تركيا لتسهيل عودة النازحين السوريين إلى ديارهم التي أصبحت بغالبيتها آمنة، لاسيما لجهة الضغط على المجتمع الدولي لكي يقدم المساعدات للنازحين داخل سوريا تشجيعاً للعودة"، معرباً عن تأييده "تنسيق الجهود الإقليمية في سبيل ذلك مع تركيا والأردن والعراق".
وشكر رئيس الجمهورية الوزير أوغلو " على التضامن الذي تبديه بلاده مع لبنان في الظروف التي يمر بها".
كما أعرب عن تقديره "لمشاركة تركيا في المكون البحري للقوات البحرية التابعة لـيونيفيل (قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان)، فضلا عن المساعدات الإنسانية والعسكرية التي تقدمها، سواء على المستوى الحكومي، أو عبر وكالة التعاون والتنسيق التركية او المنظمات غير الحكومية".
وحمل الرئيس عون الوزير أوغلو " تحياته إلى التركي رجب طيب اردوغان"، مجدداً " الطلب إلى تركيا بالمساعدة على عودة القبارصة الموارنة إلى قراهم في الجزء الشمالي من جزيرة قبرص بعد التأخير الذي حصل لانجاز هذه الخطوة لأسباب لوجستية وأخرى مرتبطة بانتشار وباء "كورونا".
وكان الوزير أوغلو وصل إلى بيروت مساء أمس الاثنين قادما من طهران في زيارة يلتقي خلالها عدداً من المسؤولين اللبنانيين، كما سيفتتح مشاريع إنمائية ساهمت بلاده بتمويلها في عدد من المناطق اللبنانية.
فيديو قد يعجبك: