آية "التين والزيتون".. لماذا ألغى الأسد منصب مفتي سوريا؟

كتبت- رنا أسامة:

في خطوة أثارت الكثير من اللغط، ألغى الرئيس السوري بشار الأسد منصب مفتي الجمهورية، بموجب مرسوم تشريعي يقضي بتوسيع صلاحيات "المجلس العلمي الفقهي" في وزارة الأوقاف وتعديل مهامه، دون ذكر أسباب.

ووفق وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، أصدر الأسد أمس الاثنين مرسومًا عدل القانون (31) لعام 2018 الذي تشكل بموجبه "المجلس العلمي الفقهي"، بحيث بات الوزير رئيسًا للمجلس، مع معاونين و"30 عالمًا من كبار العلماء في سوريا ممثلين عن المذاهب كافة".

وتضمن المرسوم تحديد مهمة إضافية للمجلس بـ"إصدار الفتاوى"، وإلغاء فقرتين من قانون 2018، تخص الأولى "تسمية مفتين في المحافظات عند الحاجة"، والثانية "تسمية المفتي العام للجمهورية، وتحديد مهامه واختصاصاته لثلاث سنوات قابلة للتمديد بمرسوم".

وبموجب ذلك، أوكل للمجلس مهام مفتي الجمهورية، والممثلة في تحديد مواعيد بدايات ونهايات الأشهر القمرية، والتماس الأهلة وإثباتها، وإعلان ما يترتب على ذلك من أحكام فقهية متصلة بالعبادات والشعائر الدينية الإسلامية"، مثل "إصدار الفتاوى ووضع الأسس والمعايير والآليات اللازمة لتنظيمها وضبطها".
وانتهت ولاية حسون في 11 أكتوبر الماضي؛ لمُضي مدة السنوات الثلاث على وجوده في المنصب منذ نفاذ القانون المذكور.

ونظرًا لعدم صدور أي مرسوم بالتجديد له، فهذا يعني أن ولايته انتهت، ولم يعد مُفتيًا عامًا بموجب القانون السوري، كما أنه تجاوز السن القانونية ببلوغه أكثر من 70 عامًا.

ولم يُعلن رسميًا سبب إلغاء منصب مفتي الجمهورية الذي كان حسون يشغله منذ 2004.
غير أن القرار جاء بعد أيام من ردٍ قاس وغير مسبوق للمجلس العلمي الفقهي، وذلك ردًا على تفسير لحسون لآية قرآنية في جنازة الفنان الراحل صباح فخري.
وظهر ظهر حسون في مقطع فيديو أثناء تقديمه واجب العزاء بالمطرب الراحل صباح فخري، قائلًا: "وين (أين) خريطة سوريا في القرآن الكريم؟ موجودة في سورة منقراها (نقرأها) كتير في صلواتنا"، مُستشهدًا بآية "التين والزيتون" لتعزيز وجهة نظره.

الأمر الذي عدّه المجلس "تحريفًا"، مُشددًا على "عدم الانجرار وراء التفسيرات الشخصية الغريبة"- على حد تعبير المؤسسة الدينية.
كما اعتبرت وزارة الأوقاف السورية، في بيان، أن تفسير حسون "عصبية مقيتة حذّر الإسلام منها ونهى عنها"، مُضيفة: "ويذكِّرُ المجلس العلمي الفقهي بأن منهج التفسير بالأغراض الشخصية أدى إلى ظهور التطرف في تفسيره من جهة أخرى؛ لأن منهج المتطرفين والتكفيريين إنما يعتمد على تحريف تفسير آيات القرآن لتنسجم مع أهدافهم التكفيرية"، حسب قولها.

وتشكل المجلس الفقهي العلمي عام 2018 وبدأ أول اجتماعاته عام 2019؛ بهدف "ترسيخ مفاهيم الوحدة الوطنية، والأخذ بيد أبناء الوطن على اختلافهم وتنوعهم لمواجهة فكر أعداء الأمة الصهاينة والمتطرفين التكفيريين وأتباع الإسلام السياسي" بحسب التصريحات الرسمية.