لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"اعتقالات تطول الرُضع والحوامل".. أبناء تيجراي يروون معاناة الاختباء من الشرطة الإثيوبية

10:34 م الأربعاء 17 نوفمبر 2021

الجيش الإثيوبي في تيجراي

كتب - محمد صفوت:

في منشآت مكتظة وظروف سيئة دون توجيه تهم وإجراء محاكمات؛ تواصل السلطات الإثيوبية حملة اعتقالات واسعة للإثيوبيين المنحدرين من عرقية تيجراي، في إطار حربها مع الجماعة المتمردة التي امتدت لأكثر من عام مرتكبة جرائم ضد الإنسانية وعمليات اغتصاب جماعي لنساء تيجراي وإعدامات خارج إطار القانون.

وكشفت الأمم المتحدة، الثلاثاء أن إثيوبيا تواصل حملتها التعسفية ضد أبناء تيجراي في شتى أنحاء البلاد، مؤكدة أنها رصدت أكثر من 1000 حالة اعتقال خلال الأسبوع الماضي، وأن العدد الفعلي أعلى بكثير. وتتذرع إثيوبيا بالأحكام المفرطة بناء على حالة الطوارئ المعلنة مطلع نوفمبر الجاري.

اعتقالات من الشوارع وأماكن العمل

رصدت صحيفة "نيويورك تايمز" في تقرير لها الأربعاء، عن حالات عدة واجه أقاربها اعتقالات تعسفية جرت في منتصف الليل، مستندة لشهود عيان وأقارب الضحايا في إثيوبيا.

يروى أحد أقارب رجل يبلغ من العمر 67 عامًا مبتور القدم، كيف اقتحمت القوات الإثيوبية منزله وقادت 3 أفراد منهم، وسط توسلات من أبناء العجوز أن يذهبوا مكانه.

يقول: "استيقظنا من النوم مفزوعين بفعل صوت مدوي على الباب، قبل أن تقتحم الشرطة المنزل وتقود عددًا من أفراده إلى منشآت غير معلومة" ويضيف: "لم يبدوا للعجوز أي رحمة حتى بعد أن بكى، وصرخ بأنه معاق ومصاب بالسكري".

الأسرة من بين مئات وربما الآلاف من الإثيوبيين المنتمين إلى عرقية تيجراي الذين تم اعتقالهم واحتجازهم في العاصمة وخارجها في الأسابيع الأخيرة، كثير منهم لا تربطهم علاقة بمقاتلي تيجراي.

نقلت "نيويورك تايمز" عن منظمات حقوقية، قولها إن الاعتقالات الأخيرة طالت أشخاصًا ليس لهم علاقة بالحرب لا تربطهم صلة بأي مقاتلين، ولا تفرق الاعتقالات بين شباب ونساء وأطفال وكبار السن، الجميع يدان بحكم عرقيته.

وذكرت المنظمات أن الاعتقالات لم تكن من المنازل فقط، لكنها وصلت لأماكن العمل والشوارع والمدارس ومراكز التسوق، واقتيدوا إلى زنازين مكتظة في مراكز الشرطة ومراكز الاحتجاز.

استهداف عرقي وأحكام فضفاضة

وسط حملة الاعتقالات الموسعة، تزداد خطابات الكراهية والعنف على مواقع التواصل الاجتماعي، ما يؤدي لصب الزيت على نار الحرب الأهلية القائمة بالفعل التي مزقت ثاني أكبر دولة في إفريقيا من حيث عدد السكان.

واشتدت عمليات الاعتقال مع تحذير النشطاء من ارتفاع عدد المنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي التي تحرض على العنف ضد عرقية تيجراي، واستمرار وصفهم بـ"الخونة"، وحث السلطات على وضعهم في "معسكرات اعتقال" وتشجيع الجيران على الإبلاغ عنهم.

تستهدف الشرطة الإثيوبية، أبناء تيجراي بناء على ألقابهم وتفاصيل مدرجة في بطاقات الهوية حتى طريقة تحدثهم للغة الأمهرية أو لغة تيجراي، والموسيقى ووثائق على هواتفهم المحمولة يمكن أن تحدد عرقهم.

وقالت مفوضة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة ميشيل باتشيليت، الثلاثاء: "حالة الطوارئ السارية في إثيوبيا تخاطر بتفاقم الوضع الإنساني الخطير للغاية بالفعل في البلاد، وسط أحكامه فضفاضة للغاية، مع حظر غامض يصل إلى حد يشمل الدعم الأخلاقي غير المباشر لقوات تيجراي".

تدعي الشرطة الإثيوبية، أنها تعتقل أنصار جبهة تحرير شعب تيجراي فقط، فيما يقول النشطاء الحقوقيين إن أحكام حالة الطوارئ غامضة للغاية لدرجة أنها تمنح مسؤولي الأمن حرية التصرف بلا قيود، وتسمح الأحكام بتفتيش منزل أي شخص أو اعتقاله دون أمر "بناء على اشتباه معقول" بأنه يتعاون مع الجماعات الإرهابية.

مديرة مكتب هيومن رايتس ووتش في القرن الأفريقي لاتيتيا بدر، تقول إن حالة الطوارئ تضفي الشرعية على الممارسات غير القانونية وتخلق "مناخًا حقيقيًا من الخوف".

"مسألة وقت قبل اعتقالنا"

روى العديد من عرقية تيجراي الذين تحدثوا مع الصحيفة الأمريكية أنهم يخشون مغادرة منازلهم ويسكن بعضهم مع أصدقاء من عرقيات أخرى، وحذف البعض أي دليل على عرقيتهم من هواتفهم، كما وصل الخوف إلى القلق من التواصل مع الأقارب هاتفيًا، وامتنعوا عن التحدث بلغة تيجراي.

يشعر العديد من عرقية تيجراي في شتى أنحاء إثيوبيا بالقلق، ويعتقدون أنها مسألة وقت قبل أن يتم اعتقالهم. وقال رجل أعمال من نفس العرقية، إنه دفع رشوة للشرطة لإطلاق سراكه، وأن الضباط أخبروه أنهم سيأتون من أجله مرة أخرى.

كشفت الصحيفة عن اعتقالات طالت مدرسين أثناء عملهم وأصحاب محال وغيرهم من أماكن عملهم والشوارع، وذكرت أن قوات إثيوبية طالبت أصحاب المنازل المستأجرة بالكشف عن عرقية المستأجرين.

جريمتهم الوحيدة هي عرقهم

كتبت مجدلين أبرهة وهي إثيوبية من عرقية تيجراي، مقالاً في صحيفة "جارديان" البريطانية. وقالت إنها ككثير من أبناء تيجراي في الخارج الذين ينتظرون محادثة هاتفية مع أسرهم، من إقليم يعيش كارثة إنسانية من صنع الإنسان.

وتحدثت عن المجهول الذي يعيشه أبناء الإقليم في الخارج الذين لا يعرفون شيء عن أسرهم إن كانوا على قيد الحياة أم لا، مضيفة أنه مع حملات الاعتقال الأخيرة التي تستهدف أبناء تيجراي وجريمتهم الوحيدة هي عرقهم، شعرنا بالهلاك الوشيك وأن عائلتنا وأصدقائنا يمكن أن يكونوا بين الضحايا.

كشفت الكاتبة عن تقارير تتحدث عن معسكرات اعتقال تأوي سكان تيجراي بما في ذلك الأطفال الرضع الذين لا تتجاوز أعمارهم سنتين، والنساء الحوامل. وذكرت أن أحد افراد عائلتها من بين المئات الذين اعتقلوا في الفترة الأخيرة.

مراكز مكتظة بالمعتقلين

وتقول جماعات حقوقية في أديس أبابا، إن مراكز الشرطة مليئة بالمحتجزين لدرجة أن السلطات نقلت الفائض إلى منشآت مؤقتة تخضع لحراسة مشددة، من بينها مراكز ترفيه الشباب والمستودعات وسجن رئيسي واحد. مع عدم السماح لهم بمقابلة المحامين. ويقول بعض أقارب المعتقلين إنهم لن يقتربوا من هذه المرافق. خوفًا من إمكانية اعتقالهم.

ذكرت الصحيفة أن العديد من المعتقلين يُحتجزون في زنازين خرسانية مكتظة، بلا حمامات ولا طعام وحراس يصفونهم بالإرهابيين، وأن بعض المحتجزين يستخدمون الزجاجات البلاستيكية للتبول. بدوره وصف الباحث في منظمة العفو الدولية في إثيوبيا وإريتريا فيسيها تيكلي، الظروف التي يحتجز فيها الآلاف بأنها "مروعة".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان