أوروبا تحتج على قيود مكافحة الوباء: "لا لديكتاتورية كورونا" (صور)
كتبت- رنا أسامة:
تشهد القارة العجوز أعمال شغب في عدة مدن أوروبية، احتجاجًا على قيود جديدة "أكثر صرامة" لمكافحة تفشي موجة جديدة "مثيرة للقلق" من إصابات كورونا
ويتفاقم الوباء في أوروبا بوتيرة أعادت إلى الأذهان السيناريو المأساوي الذي عاشته بلدان الاتحاد الأوروبي خلال ربيع العام الماضي. وحذّر المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمي، من تسجيل نصف مليون وفاة أخرى بحلول الربيع المقبل، ما لم تُشدد قيود كورونا في جميع أنحاء أوروبا التي يبدو أنها تحوّلت مُجددًا إلى "بؤرة" للوباء.
احتجاجات هولندا: "جريمة مثيرة للاشمئزاز"
ومع ذلك لا يزال المُناهضون لتدابير مكافحة كورونا بأوروبا يصمّون آذانهم عن تلك التحذيرات.
ففي هولندا، أُصيب عدد غير مُحدد خلال مواجهات بين الشرطة ومئات المُحتجين على قواعد التباعد الاجتماعي وقيود التنقل في مدينة روتردام.
واحتجزت قوات الأمن ما لا يقل عن 50 شخصًا ليلة الجمعة، حسبما أفاد بلدية روتردام أحمد أبوطالب.
ورشق المحتجون الشرطة بالحجارة والألعاب النارية وأشعلوا النار في سيارات ومركبات شُرطية ودراجات هوائية بمدينة لاهاي، التي تضم أيضًا مقر المحكمة الجنائية الدولية،
الأمر الذي ردت عليه عناصر من مكافحة الشغب بإطلاق أعيرة تحذيرية في الهواء واستخدام خراطيم المياه لتفريق المحتجين.
NOW - Violent protests against Covid-restrictions in #Rotterdam, Netherlands.pic.twitter.com/xCTyqiy609
— Disclose.tv (@disclosetv) November 19, 2021
وقال ضباط الشرطة في روتردام عبر تويتر، إن 5 من رجال الشرطة أصيبوا، لكنها لم تُفصح عن خطورة أو طبيعة الإصابات.
وذكرت في بيان أنها استخدمت "أقصى قدر من نشر الشرطة الضروري لاستعادة النظام العام".
ووصف وزير العدل الهولندي، فيرد جرابرهاوس، أعمال العنف بأنها "جريمة" و"مُثيرة للاشمئزاز".
يأتي ذلك قبل أسبوع من دخول قرار الإغلاق الجزئي حيز التنفيذ في هولندا التي تسجل ارتفاعًا قياسيًا في إصابات كورونا.
كانت هولندا فرضت منذ 13 نوفمبر الجاري قيودًا جديدًا بعد تسجيل أعداد إصابات قياسية بكورونا منذ بدء الوباء. وتنوي الحكومة الآن منع غير المُلقّحين من دخول بعض الأماكن.
تظاهرات النمسا: "لا لديكتاتورية كورونا"
وفي العاصمة النمساوية فيينا، تجمّع عشرات آلاف المحتجين بعد إعلان الحكومة عن إغلاق وطني جديد، وخطط لجعل التطعيم إلزاميًا بحلول فبراير المقبل.
وستدخل النمسا، التي سجلت مليون إصابة و11 ألف وفاة بكورونا، في إغلاق شامل لمدة 20 يومًا اعتبارًا من الاثنين المقبل.
بموجب ذلك، لن يتمكن النمساويون من مغادرة منازلهم إلا للتسوق أو الرياضة أو الرعاية الطبية. وستُغلق جميع المتاجر، باستثناء الأساسية منها، وسيطلب من الناس العمل من المنزل.
ورفع الحشد تظاهرة قرب مقر المستشارية في فيينا، لافتات تندد بما أسموه "ديكتاتورية كورونا"، وكتب عليها "لا لتقسيم المجتمع"، حسبما ذكرت وكالة "فرانس برس".
وأوقفت الشرطة، التي وضعت التظاهرة تحت مراقبة مشددة، 10 أشخاص.
وأبدى وزير الداخلية النمساوي كارل نيهامر، في بيان، انزعاجه الشديد من استخدام المتظاهرين نجوما صفراء تحمل عبارة "غير مُلقّح"، معتبرا إيّاه "إهانة لملايين من ضحايا الديكتاتورية النازية وعائلاتهم".
وبعد أسبوع من فرض إجراءات صارمة ضد غير المُلقّحين في النمسا، أعلن المستشار المحافظ ألكسندر شالنبرج يوم الجمعة فرض حجر على 8.9 ملايين نسمة حتى 13 ديسمبر.
كما تعِد الحكومة النمساوية أيضًا قانونًا لفرض التطعيم على السكان البالغين في الأول من فبراير المقبل، ومُعاقبة المخالفين.
وقال رئيس النمسا ألكسندر فان دير بيلن، إن "الأسابيع المقبلة ستتطلب جهدًا هائلًا. علينا أن نبذل ما في وسعنا لاحتواء هذه الموجة والحؤول دون تفشي التالية".
حظر تجول في فرنسا: لا للشهادة الصحية
وفي فرنسا، فرضت السلطات الفرنسية حظر التجول في جزر جوادلوب، بمنطقة المحيط الهادئ، على وقع أعمال عنف احتجاجًا على القواعد الصحية لمكافحة كورونا.
وحظرت مقاطعة ما وراء البحار الفرنسية يوم الجمعة التجول بين الساعة السادسة مساء والخامسة صباحًا، حتى يوم 23 نوفمبر الجاري، بعد أيام من احتجاجات واسعة تخللها إغلاق طرقات، وإحراق مبانٍ ومركبات، وإغلاق مدارس رفضًا للشهادة الصحية.
وقال محافظ جوادلوب، ألكسندر روشات، في بيان، إنه اتخذ القرار إدراكا منه "لحرق الممتلكات العامة وإقامة الحواجز على الطرق وإلقاء الحجارة على الشرطة"، مانعًا بيع الوقود في صفائح.
وفي وقت سابق، قررت الحكومة إرسال 200 عنصر شرطة ودرك "في الأيام المقبلة" لدعم قوات الأمن، بينما يتزايد العنف والحصار.
وأقيمت حواجز جديدة مساء الجمعة في باس تير بجوادلوب سرعان ما أزالتها الشرطة. وأعاد المتظاهرون نصبها، بحسب فرانس برس.
وقالت فرق الإطفاء ومصدر في الشرطة لـ"فرانس برس" إن 4 مبان في المدينة التي تضمّ منازل خشبية عديدة، اشتعلت فيها النيران ليل السبت بعد أعمال نهب.
ودعت مجموعة من النقابات والمنظمات المدنية إلى الاحتجاجات قبل 5 أيام ضد الشهادة الصحية وإلزامية تلقيح الطواقم الطبية.
احتجاجات في كرواتيا والدنمارك وإيطاليا: لا لإلزامية اللقاح
على المنحى ذاته، تجمع آلاف في العاصمة الكرواتية زغرب تنديدًا بإلزام موظفي القطاع العام بتلقي اللقاح.
وأعرب المحتجون عن استيائهم من قرار منع الأشخاص الذين لا يحملون جوازات كوفيد-19 من دخول المباني الحكومية والعامة في البلاد. واعتبر المتظاهرون أن جوازات كوفيد-19 تمثل تمييزا بين الكرواتيين وتقسيما لهم.
وفي كوبنهاجن، خرج المئات في مسيرة ليلية بالعاصمة الدنماركية، رفضًا للإجراءات الحكومية المرتقبة لمواجهة تفشي كوفيد.
وجاب المحتجون شوارع العاصمة رافعين شعارات مناهضة لفرض اعتماد الجواز الصحي، وذلك عقب تسجيل ارتفاع في حالات إصابات كورونا.
وتأتي الإجراءات الحكومية الجديدة بعد أقل من شهرين من رفع الضوابط والإجراءات الاحترازية.
كما احتشد بضعة آلاف من المتظاهرين في إيطاليا، رفضا لشهادات إثبات اللقاح المطلوبة في أماكن العمل، ووسائل النقل العام ومواقع أخرى.
فيديو قد يعجبك: