أعراض غريبة لمصابة كورونا: شربت غسول الجسم وخلعت ملابسها
كتبت- رنا أسامة:
أبرز تقرير طبي حديث نشرته مجلة "نيويورك بوست" الأمريكية، أعراضًا غريبة لمريضة أُصيبت بفيروس كورونا، دفعتها للتجرد من ملابسها بطريقة غير لائقة، وغسلها في مرحاض، وشرب سائل الاستحمام.
ووفق التقرير، أمضت المرأة الثلاثينية- التي لم تُكشف هويتها- عدة أيام تتصرف بشكل غريب إثر "مُضاعفات نادرة" لكوفيد 19.
سلوك مضطرب
وذكر الأطباء المشرفون على حالة المريضة، أن أحد أقاربها أدخلها مستشفى في قطر، بسبب سلوكها المضطرب وغير المألوف على مدى 4 أيام، منذ ثبوت إصابتها بكوفيد كما بيّنت نتيجة فحوص كورونا خاصّتها.
وأفاد الأطباء في الدوحة بالتقرير المنشور بالمجلة الطبية البريطانية، بأن الفتاة "بدت مرتبكة وكانت تتحدث بشكل مفرط". كما أنها تحدثت إلى أشخاص لم يكونوا موجودين، ونادت أفراد أسرتها باسم خاطئ (في إشارة إلى أعراض هلوسة)، وفي إحدى المرات خلعت ملابسها بدون سبب.
وأضاف التقرير أنها "شربت باندفاع 100 مللي جرامًا من غسول الجسم، الأمر الذي دفع قريبها لإحضارها إلى المستشفى".
وفي المستشفى، استمرت الفتاة تتجول وتطلب العودة إلى المنزل، فأعطاها الأطباء مهدئات وتم عرضها على أخصائيين نفسيين.
وجاء في تقرير حالتها: "عندما تم عرضها على طبيبة نفسية، قالت إن (الفتاة) سعيدة وتريد السلام العالمي".
ورغم أنها كانت تعاني اضطرابات في النوم لعدة أيام، إلا أنها لم تكن مُتعبة. كما كانت تروّج لفكرة أن "لديها قوة روحية خاصة من الله وبإمكانها أن تمنحها للآخرين".
لكنها شعرت بالحرج من تناولها غسول الجسم، مُبررة ذلك: "لقد أحببت رائحته وطعمه"، ونفت أنها كانت تحاول إيذاء نفسها بذلك الفعل الغريب، بحسب المجلة.
وفي حين وافقت المرأة على المكوث في المستشفى لمدة 5 أيام، لم يتمكن الأطباء المشرفون على حالتها إقناعها بأنها "مريضة عقليًا".
وبات سلوكها غير مُتوقع على نحو أكبر، ففي إحدى المرات "شوهدت تغني وتروي النكات للموظفين بعد فترة وجيزة من البكاء"، كما يقول الأطباء.
وأضافوا "في اليوم التالي لدخولها المستشفى، غسلت ملابسها في المرحاض. وأبلغت عن هلوسات بصرية قصيرة حيث رأت طيورًا في الجناح رغم أنه لم يكن هناك أي شيء".
كوفيد والاضطراب العقلي
وخضعت المريضة لمزيد من الفحوص كشفت عن إصابتها بالتهاب رئوي ناجم عن كوفيد، رغم أنه لم يظهر عليها أعراض سوى سعال خفيف وفقدان لحاستيّ الشم والتذوق.
أما الاختبارات الأخرى، بما في ذلك فحص الدماغ، فجاءت طبيعية. فيما "كان التشخيص النفسي أكثر صعوبة"، حسبما كتب الفريق الطبي بقيادة البروفيسور بيتر حداد، من قسم الطب النفسي في مؤسسة حمد الطبية.
وأضاف: "ظهرت على المريضة كل أعراض الهذيان والهوس أثناء إقامتها في المستشفى".
يتسبب الهذيان عادةً في حدوث ارتباك ونقص في الوعي، بينما يرتبط الهوس بالنشوة والحالات المزاجية الشديدة وفرط النشاط والأوهام.
وقال الخبراء إنه "من المتوقع بشدة" وقوف كوفيد وراء اضطراب الحالة العقلية للمريضة، بالنظر إلى أن الأعراض حدثت في نفس فترة إصابتها بكورونا.
وما يُعزز تلك الفرضية أنها ليس لديها أو عائلتها تاريخ من المرض العقلي، كما أنها لا تشرب الكحول، ولا تتعاطى المخدرات أو المهدئات، وفق المجلة.
وأضافوا أنه "من المعقول أن الالتهاب الناجم عن كوفيد أدى إلى مشاكل نفسية لدى (المريضة)".
وأفاد البروفيسور حداد وفريقه بأنه "تم الإبلاغ عن حالات كورونا تعاني من الهذيان والهوس"، لكن لم تُلاحظ تلك الأعراض بين المرضى الصغار جدًا.
واكتِشف الهذيان كأحد الأعراض التي تؤثر على ما يصل إلى 15 بالمائة من البالغين المصابين بكورونا، و20 بالمائة ممن تزيد أعمارهم عن 65 عامًا، من جانب باحثين اثنين من جامعة "كوليدج لندن".
يمكن أن يتسبب الهذيان في النشاط المفرط حد الهياج، والضيق، والعدوانية، وقد يؤدي إلى انسحاب الشخص والنعاس في بعض الأحيان.
ويقول الخبراء إنه عادة ما يستمر حوالي يومين، وقد يكون من الصعب اكتشافه لدى مرضى كوفيد.
فيديو قد يعجبك: