إعلان

أحلاها مُر.. مجلة أمريكية تتحدث عن سيناريوهات الحرب الأهلية في إثيوبيا​

11:49 م الإثنين 08 نوفمبر 2021

أحد أفراد القوات الخاصة في عفار أمام أنقاض منزل في

كتب- محمد صفوت:

أكثر من عام على الحرب الأهلية في إثيوبيا، شهدت تحولاً وانعكاسًا في المعارك التي بدأها آبي

أحمد رئيس الوزراء الإثيوبي، ضد جبهة تحرير شعب تيجراي التي وصفها بالإرهابية والمتمردة ولم تقترب بعد من وضع أوزارها، في ظل انقسام حاد تعاني منه إثيوبيا التي تحتضن أكثر من ١٣ عرقية مختلفة كانت بينهم حروبًا سابقًا.

حربًا استمرت عامًا كاملاً أودت بحياة الآلاف وشردت أكثر من 1.7 مليون شخص. وبدلاً من تحقيق

انتصار لآبي، يبدو أن المناورة التي بدأها أتت بنتائج عكسية. لم يقتصر الأمر على فشل القوات الإثيوبية في التقدم بل عانوا سلسلة من الهزائم التي تركت العاصمة أديس أبابًا مفتوحًا للهجوم، مما أجبر آبي على إعلان حالة الطوارئ ودعوة السكان لحمل السلاح للدفاع عن مدنهم.

شهدت إثيوبيا خلال الحرب انقسامًا حادًا بين سكان البلد الواحد عززته خطابات الكراهية لوسائل

الإعلام الرسمي ومنصات التواصل الاجتماعي، ما جعل نهاية المعارك في القريب العاجل أمرًا مستبعدًا، ووضعت سيناريوهات عدة لنهاية الأزمة التي تعصف بالبلاد الذي يعاني سكانه مجاعة مهولة إثر اتساع رقعة المعارك ونقص المواد الأساسية وهجرة ونزوح مئات الآلاف هربًا من الحرب.

سيناريوهات الحرب في إثيوبيا

وضعت الحرب إثيوبيا على حافة الهاوية وهددت وجودها بالشكل الحالي إثر المعارك بين العرقيات التي

يطالب بعضها بالحكم الذاتي كلاً لإقليمه الذي تسكنه غالبية من نفس العرقية، حتى في حال نجاح آبي استعادة الأمور وصد الهجوم المحتمل لقوات تيجراي والجماعات المتحالفة معها، سيواجه تحديًا كبيرًا في إعادة دمج تيجراي واستعادة الشعور بالهوية الوطنية.

نشرت مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية تقريرًا للسيناريوهات المحتملة للحرب الأهلية في إثيوبيا

في ظل تساؤلات حول قدرة آبي أحمد على الحكم وحفظ الأمن في البلاد. ورأت المجلة أن الحرب في إثيوبيا لها ٤ سيناريوهات محتملة كلها تهدد بقاء الدولة الإثيوبية التي دائمًا ما شهدت صراعات داخلية بين العرقيات المختلفة.

ويقول ريتشارد هارتشورن وهو خبير سياسي جغرافي، إن قابلية أي دولة للبقاء تعتمد على ما إذا كانت

قوى الجاذبية المركزية الموحدة للبلاد تفوق قواها الطاردة.

انتصار تيجراي

وضعت المجلة الأمريكية، انتصار متمردي تيجراي والقوات المتحالفة معهم في بداية السيناريوهات

المحتملة في ظل الوضع على الأرض واقتراب القوات من العاصمة والسيطرة على مدن استراتيجية في البلاد.

ورأت أن انتصار التحالف العسكري الجديد سيزيح آبي أحمد من الحكم، لكنه سيمثل تهديدًا سياسيًا

جديدًا في البلاد، موضحة أن إثيوبيين يرفضون حكم تيجراي التي حكم قادتها البلاد لثلاثة عقود بالحديد والنار حتى عام ٢٠١٨.

وتوقعت المجلة اندلاع حرب جديدة بين العرقيات المناهضة لتيجراي، وربما صراعًا طويل الأمد على

تقاسم السلطة في البلاد خاصة بين ركني التحالف الأساسيين تيجراي وأورومو.

تسوية للانفصال

السيناريو الثاني، حدوث تسوية الأزمة بين إقليمي تيجراي وأورومو والحكومة الإثيوبية، تضمن عدم

الزحف نحو العاصمة والحفاظ على الأراضي المكتسبة حتى الآن وإجراء استفتاء في الإقليمين للانفصال عن إثيوبيا.

وترى المجلة أن هذا السيناريو ربما يحدث حال أدرك قادة تيجراي أن الانتصار العسكري يمكن أن يضعهم

في نفس الموقف الصعب الذي يعاني منه أبي.

السيناريو هذا يرجح زيادة التوتر بين تيجراي وأورومو التي تعتبر العاصمة الإثيوبية جزءا من أراضيها

التاريخية، كما سيترك الدوافع الأساسية للصراع دون حل نهائي.

انقلاب ناعم على آبي

يرجح السيناريو الثالث انضمام آبي إلى قائمة القادة الأفارقة المخلوعين بالانقلابات في قارة

لها باع في مثل تلك الانقلابات.

يتوقع السيناريو إزاحة قادة الجيش الإثيوبي لآبي أحمد من الحكم، إذ يمثل عائقًا كبيرًا في البلاد

كونه المتسبب في تلك الأزمة من البداية التي تهدد ببقاء الدولة الإثيوبية.

مع ذلك لن يحل الانقلاب المحتمل في هذا السيناريو الصراع الدائر، حيث يبدو الجيش الإثيوبي منقسمًا

داخليًا وغير قادر على هزيمة قوات تيجري وجيش أورومو بالقوة وحدها.

تسوية لابقاء الوضع كما هو

يعتقد أن السيناريو الرابع سيطرة الحكومة الإثيوبية على العاصمة وخط القطار الذي يربطها بدولة

جيبوتي ضمان تدفق البضائع، وفشل استعادة أي أجزاء من الأراضي التي استولت عليها قوات تيجراي وجيش أورومو.

لا يخفى على أحد تعرض آبي لضغوطات داخلية وخارجية لتسوية الأزمة الحالية. وكشفت المجلة عن وجود

مناقشات سرية بين ممثلي كلا الجانبين في العاصمة الكينية نيروبي، لكنها لم تحرز أي تقدم يذكر.

وأرجعت المجلة السبب إلى أن كلا الفريقين يضمان متشددين يرون في التسوية والتفاوض خيانة.

واختتمت المجلة بقولها إن جميع السيناريوهات تهدد بقاء الدولة الإثيوبية، وأن التحدي الأكبر

في كل السيناريوهات هو إقناع المواطنين بفكرة الدولة الموحدة، وإعادة بناء البنية التحتية وتقديم الخدمات لكل العرقيات المختلفة في البلاد.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان