لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

3 أسباب.. لماذا تدعم الصين آبي أحمد رغم انتهاكاته في إثيوبيا؟

03:12 م الأربعاء 01 ديسمبر 2021

الزعيم الصيني شي جينبينج ورئيس الوزاء الإثيوبي آبي

كتبت- رنا أسامة:

فيما يُندد العالم بانتهاكات حكومة آبي أحمد في إثيوبيا، غرّدت الصين خارج سرب الشجب وأظهرت ثقتها ودعمها لرئيس الوزراء الإثيوبي الحائز على نوبل للسلام، ضاربة بعرض الحائط انتهاكاته التي ترقى إلى "جرائم حرب" بإقليم تيجراي.

وفي أول زيارة لمسؤول صيني رفيع منذ اندلاع أزمة تيجراي، قال وزير خارجية الصين، وانج يي، إن زيارته إلى أديس أبابا تهدف في المقام الأول "لإظهار الثقة والدعم لحكومة رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد".

وأكد وزير الخارجية الصيني، في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإثيوبي ديميكي ميكونن، الأربعاء، "وقوف بلاده بقوة ضد أي محاولة للتدخل في الشؤون الداخلية لإثيوبيا".

وأشاد الوزير الصيني بالعلاقات المتطورة بين البلدين، مُشددًا على أن "الإثيوبيين لديهم الحكمة في حل مشاكلهم وتحقيق الاستقرار"، حسبما نقلت شبكة "فانا" الإثيوبية.

"صديق مخلص"

بدوره، أعرب نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الإثيوبي، ديميكي مكونن، الذي يتولى إدارة الشؤون الروتينية للحكومة في غياب آبي أحمد، عن تقديره للصداقة القوية والمتجذرة مع الصين.

ووصف الصين بأنها "صديق مخلص" تربطه علاقات قوية مع شعب وحكومة إثيوبيا.

وأضاف: "لقد رحبنا بوزير الخارجية الصيني في أديس أبابا حيث كل شيء آمن والوضع في البلاد لا يزال هادئًا وتحت السيطرة، ونُقدّر عاليا التزام الصين القوي بسيادة إثيوبيا ووحدة أراضيها".

وتربط الصين وإثيوبيا علاقات ودية طويلة الأمد بدأت رسميًا منذ عام 1970، وازداد ترابط العلاقات الثنائية بشكل ملحوظ منذ التسعينيات.

وتتزامن زيارة الوزير الصيني مع استمرار التصعيد بين حكومة آبي أحمد- الذي يقود المعركة على الخطوط الأمامية بالجبهة- والمتمردين الإثيوبيين.

يأتي ذلك في الوقت الذي يزعم فيه الجيش الإثيوبي استعادة سيطرته على مدن استراتيجية في أمهرا وعفار، فيما ناشد آبي أحمد قوات تيجراي بـ"الاستسلام" لإنقاذ أرواحهم، متوعدًا بـ"هجوم كاسح يستهدف جميع المناطق والمدن التي دخلتها الجبهة في أمهرة".

أكبر شريك تجاري

وفي حين قد يثير الموقف الصيني الداعم لمجازر آبي أحمد استهجان البعض، لكنه مألوفًا وثمّة ما ُيبرره.

فالصين أكبر شريك تجاري لإثيوبيا، وأكبر مصدر للاستثمار الأجنبي المباشر، وأكبر مُقاول للبنية التحتية لسنوات عِدة.

وخلال العقدين الماضيين، طورت إثيوبيا روابط تجارية واستثمارية قوية مع الصين.

يتركز الجزء الأكبر من هذه الاستثمارات في قطاع التصنيع القائم على المنتجات الزراعية والحيوانية مثل صناعة الملابس والجلود، فخلال الفترة من 2008 حتى 2018، دخلت الشركات الصينية فيما يزيد عن 1000 مشروع استثماري في إثيوبيا، أنهت منها ما يقرب من 600 مشروع، وخلقت حوالي 200 ألف فرصة عمل ما بين دائمة ومؤقتة، بحسب موقع " نيو بيزنس إثيوبيا".

ويبلغ حجم الشركات الصينية العاملة في إثيوبيا حوالي 500 شركة، تفوق استثماراتها 1.5 مليار دولار.

ووفق إحصائيات مبادرة أبحاث الصين وأفريقيا بجامعة جونز هوبكنز، وقّعت الحكومة الإثيوبية اتفاقيات قروض مع مقرضين صينيين خلال الفترة من عام 2000 إلى عام 2018 بمبالغ تقدر بـ13.7 مليار دولار، وتم استخدام حوالي 3 مليارات دولار من ذلك المبلغ لتمويل مشروعات البنية التحتية للاتصالات بالتعاون مع شركتي هواوي وzte.

علاوة على النفوذ التكنولوجي الذي تتمتع به الصين في إثيوبيا؛ والذي اتضح جليًا في القمر الصناعي ETRSS.1 الذي أطلقته أديس أبابا في ديسمبر 2019 بدعم خالص من الحكومة الصينية.

وفي فبراير الماضي، أعلنت سفارة بكين في أديس أبابا أنه تم الاتفاق بين الصين وإثيوبيا على تعزيز التعاون في مجال التكنولوجيا بين البلدين، دون ذكر تفاصيل عن طبيعة هذا التعاون.

ومن الفضاء إلى الهواتف المحمولة؛ إذ وفرت شركة "تكنو" الصينية، هواتف رخيصة الثمن خصيصًا مزودة ببرنامج تشغيل خاص لالتقاط درجات لون البشرة الداكنة للصور الشخصية، مزوّدة بلوحة مفاتيح باللغة الأمهرية، خصيصًا لعملائها الإثيوبيين، متفوقة في ذلك على "آبل" و"سامسونج".

حرب تيجراي

ولم تكتفِ الصين بدعم إثيوبيا في قطاعات البنية التحتية والطرق والفضاء والتكنولوجيا فقط، لكنها أمّدت حكومة آبي أحمد بصواريخ لمواجهة مقاتلي تيجراي في الحرب الأهلية المأساوية الدائرة منذ أكثر من عام.

ففي تقرير سابق لمجلة "ناشيونال انترست" الأمريكية، كشف أن الجيش الإثيوبي استخدم صواريخ صينية إلى جانب مُسيّرات إيرانية تتطابق مواصفاتها بشكل وثيق مع النوع الذي تُصنّعه وتستعمله إيران من نوع "مهاجر 6"، في حرب تيجراي شديدة التعقيد.

ومعظم الأسلحة الثقيلة التابعة للجيش الإثيوبي من أصل سوفييتي، سواء روسية أو أوكرانية.

بيد أن إثيوبيا من الصين حصلت مؤخرًا، بحسب التقرير، على نوعين من أنظمة راجمة الصواريخ المتعددة الثقيلة 300 ملليمتر: "كالت إيه 200" و"نورينكو إيه آر 2"، وصُممت كلتا المنظومتين على غرار نظام "بي إم- 300 سميرش" الروسي، وتم تركيبهما بشاحنات مدعومة برافعة إعادة تحميل إضافية، بحسب التقرير.

وبإمكان أنظمة راجمة الصواريخ المتعددة الثقيلة وضع قنابل شديدة الخطورة تنتشر على نطاق واسع في فترة زمنية قصيرة، وحمل رؤوس حربية شديدة الانفجار أو متفجرات ذات وقود ينفجر بملامسة الهواء، أو قنابل عنقودية.

وفي الوقت نفسه، عرقلت الصين، إلى جانب روسيا، مرتين، تبني بيان في مجلس الأمن الدولي يدعو إلى وقف إطلاق النار في تيجراي، في نوفمبر ومارس الماضيين.

وترغب الصين في إزالة عبارة "العنف في تيجراي" من مسودة البيان، الأمر الذي رفضته دول غربية في مجلس الأمن بما في ذلك ايرلندا التي صاغت الوثيقة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان