لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

لمواجهة الصين.. "سي آي إيه" تعود لأساليب التجسس التقليدية

10:33 ص السبت 11 ديسمبر 2021

سي آي إيه تعود لأساليب التجسس التقليدية

وكالات:

نقلت شبكة "سي إن إن" الأمريكية عن مصادر وصفتها بالمطلعة، أن وكالة المخابرات المركزية "سي آي إيه"، تعمل على إصلاح طريقة تدريب شبكة جواسيسها وإدارتهم، وذلك ضمن جهود واسعة، للتحول من العمل في إطار المهام المتعلقة بمكافحة الإرهاب، باتجاه التركيز بشكل أكبر على خصوم مثل الصين وروسيا.

واعتبر عناصر سابقة للاستخبارات، أنه بعد عقدين من العمل شبه العسكري المكثف ضد التنظيمات المسلحة، "تبدو الوكالة في حاجة إلى العودة لأسلوب العمل التقليدي الضروري لجمع المعلومات الاستخباراتية المتعلقة بالدول، وعلى وجه التحديد الصين"، التي صرَّح مسؤولون كبار علانية بأنها تمثل التحدي الأكبر للوكالة.

وأشارت المصادر إلى أن هذا التحول سيسمح للوكالة بتحسين نشر عناصرها في المناطق النائية التي تعد ضرورية للمهام المتعلقة بالصين، وذلك من قبيل منطقة غرب إفريقيا، حيث توجد الكثير من الاستثمارات الصينية.

التخصص الجغرافي

ومنذ أحداث 11 سبتمبر 2001، أصبح العملاء يتمتعون بحرية أكبر في التنقل ضمن مهام مختلفة داخل الوكالة، بدلاً من أن يكون مسارهم موجهاً ومحدداً بدقة، وهو ما أثر، بحسب الشبكة الأمريكية، لتأهيلهم الوظيفي.

لكن بموجب السياسة الجديدة، فإنَّ ما يسمى بمراكز المهام وهي الوحدات داخل الوكالة التي تركز على مناطق جغرافية معينة أو التحديات العابرة للحدود، ستكون لها سيطرة أكبر على المهام واللغات وغيرها من التدريبات التي يتلقاها مسؤولو العمليات على المدى الطويل.

وقالت المصادر إنه على الرغم من وجود بعض المرونة في السياسة الجديدة، إذ لن يتم حصر العناصر الاستخباراتية في منطقة جغرافية واحدة، إلا أنهم بشكل عام لن يصبحوا عملاء متنقلين إلا في وقت لاحق من حياتهم المهنية.

عودة للأساليب القديمة

واعتبرت "سي إن إن" أنَّ السياسة الجديدة هي عودة إلى الطريقة التي أدارت بها الوكالة عملاءها الشباب قبل حروب مكافحة الإرهاب.

وقال ثاد تروي، ضابط العمليات السابق الذي شغل منصب رئيس مركز في عدة عواصم أوروبية، "يبدو أن الوكالة تحاول من نواحٍ عديدة تكرار بعض الأشياء التي نجحت قبل أن تهيمن حروب مكافحة الإرهاب على تركيز الجميع".

ولفت تروي إلى أن ربط عناصر الاستخبارات بمنطقة جغرافية أو قضية معينة "يخدم المهام الدولية بشكل أفضل، لأنه يعزز من معرفتهم لتلك المنطقة الجغرافية، أو القضية، كما يمنحهم مكاناً للنمو والتطور وتلقي التوجيه".

هدف صعب

وتبدو التغيرات الجديدة موجهة أساساً، كما تقول "سي إن إن"، للتعاطي مع التحدي الصيني، والسعي لتحفيز الأنشطة المتعلقة باحتواء بكين سواء داخل الصين أو خارجها.

ويقول مسؤولو المخابرات الحاليون والسابقون إن المخابرات الأمريكية داخل الصين، ولا سيما العناصر البشرية التي تعد المصدر الرئيس للوكالة، ضعيفة بشكل محبط، لأسباب كثيرة، وهو ما صعب استهداف بعض المؤسسات مثل الحزب الشيوعي الصيني الذي يصعب على الوكالة اختراقه، سواءً من خلال الوسائل الرقمية أو عن طريق تجنيد جواسيس بشريين.

وأشارت الشبكة إلى أنه على مدى عدة سنوات بدءاً من عام 2010، قضت بكين فعليًا على شبكة عملاء المخابرات المركزية الأمريكية المجندين، مما أسفر عن مقتل أو سجن أكثر من 12 مصدراً، لافتة إلى أن تطوير مثل هذه الشبكات يستغرق سنوات، كما أنه من غير المرجح أن تتعافى.

ويرى المسؤولون السابقون أنَّ التحول الجديد في السياسة يمكن أن يساعد في مواجهة هذا التحدي من خلال بناء خبراء جغرافيين على المدى الطويل، ونشرهم في الأماكن المناسبة مع المهارات والمعرفة الفنية اللازمة.

ويعتقد بعض منتقدي الوكالة أنَّ تركيزها على مهام مكافحة الإرهاب التي أصبحت جزءاً من عمل كل عنصر تقريباً، أدى إلى إضعاف أنشطة التجسس التقليدية.

تغييرات من أجل الصين

وقالت "سي إن إن" إن التغيير في كيفية إدارة وكالة المخابرات المركزية لضباط عملياتها يأتي ضمن تغييرات عديدة أجرتها الوكالة لتعزيز قدرات التجسس والتحليل التي تستهدف الصين.

وأنشأت الوكالة مؤخراً "مركز مهام الصين"، وهو المركز الوحيد الذي يركز على دولة واحدة فقط، وليس على منطقة من العالم. كما قال مدير الوكالة وليام بيرنز علناً إنه يستكشف المتخصصين الصينيين لنشرهم في دول حول العالم حيث تعمل كل من الولايات المتحدة والصين.

وقال متحدث باسم وكالة المخابرات المركزية في بيان "بشكل عام نحن نبحث دائماً عن طرق لتطوير القوى العاملة لدينا بشكل احترافي. موظفونا هم أولويتنا القصوى"، رافضاً التعليق على أي تغيير في إدارة شؤون الموظفين.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان