قتل أشخاصًا ودمر منازل.. كيف دمّر الإعصار "راي" الفلبين كقطار جامح؟ (صور)
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
كتبت- رنا أسامة:
يواصل الإعصار "راي" فائق القوة تدمير الفلبين، مُخلّفًا أكثر من 30 قتيلًا وأضرارًا مادية جسيمة في المناطق الأشدّ تضررًا في وسط وجنوب الأرخبيل، فيما لا تزال عمليات الإنقاذ جارية على قدمٍ وساق.
و"راي" هو الإعصار الخامس عشر الذي يضرب الفلبين و"الأعنف" الذي يشهده الأرخبيل هذا العام، وصاحبته رياح بسرعة 195 كيلومترًا في الساعة عندما حط في جزيرة سيارجاو الجنوبية على اسلاحل الشرقي الأوسط عند الساعة الواحدة والنصف ظُهر الخميس (05.30 بتوقيت جرينتش)، وفق هيئة الأرصاد الجوية الفلبينية.
وتراجعت سرعة الرياح المُصاحبة للإعصار إلى 150 كيلومترًا في الساعة الجمعة مع تقدّمه في الأرخبيل، بحسب الأرصاد الجوية الفلبينية.
عاصفة مخيفة
وأجبر "راي" آلاف الفلبينيين على ترك منازلهم والمنتجعات السياحية منذ الخميس، في الوقت الذي تسبب فيه في انقطاعات بالتيار الكهربائي والاتصالات بمناطق عدة، ودمّر أبراج اتصالات، وأسقط أعمدة كهرباء، واقتلع أشجًارًا، وهدم مساكن.
وعصر الجمعة، زحف إلى شمال جزيرة بالاوان، الوجهة السياحية الشهيرة، قبل ان يبتعد باتجاه بحر الصين الجنوبي نحو فيتنام.
ووصفه ألبرتو بوكانيجرا، مسؤول الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في الفلبين، بأنه "عاصفة مخيفة تهدد المجتمعات الساحلية كقطار جامح".
وقال: إنها واحدة من أعتى العواصف التي تضرب الفلبين في ديسمبر خلال العقد الأخير"، مُشيرًا إلى أن "المعلومات التي تردنا والمشاهد التي تصلنا مقلقة للغاية". وأضاف: "نحن متخوفون من أن التغير المناخي يجعل الأعاصير أكثر شراسة ولا يمكن توقع قوتها".
وقالت نيدا ديليتو (56 عامًا)، مالكة مطعم في جزيرة بوهول حيث دمرت الرياح المنازل واقتلعت الاشجار: "أنا حقًا خائفة".
وأضافت لفرانس برس "مرت أعاصير كثيرة من هنا في السابق وكان الأمر عاديًا، هذا الإعصار مختلف".
ولجأ نحو 98 ألف شخص إلى ملاجئ طوارئ مع عبور العاصفة للمحيط الهادئ واجتياحها البلاد، من ضمن 45 ألفًا في فيساياس الشرقية، بحسب وكالة الكوارث الوطنية.
ونشر خفر السواحل الفلبينيون صورًا على وسائل التواصل الاجتماعي تُظهر حجم الدمار الذي لحق بأنحاء واسعة من سوريجاو، حيث اقتلع الإعصار أسقف الكثير من منازلها، وهشّم عددًا كبيرًا من مساكنها، واقتلع أشجارًا من جذورها.
وأظهرت لقطات جوية مساحات من حقول الأرزّ وقد غمرتها المياه.
LORD GUIDING OUR FAMILY!🙏🙏🙏❤️❤️😥#TYPHOONODDETTE!#PHILLIPINES!
— Evy Redoble (@EvyRedoble) December 16, 2021
#SIGNAL#3!#KEEPSAFEEVERYONE!!!🙏🙏🙏🙏@gerlyn_redoble @Christi11565521 @cresenciaredobl !!! pic.twitter.com/toDcSFCrMd
أضرار جسيمة
وصرّح المتحدث باسم وكالة الكوارث الوطنية، مارك تيمبال، لوكالة فرانس برس، بانضمام أكثر من 18 ألف عسكري وشرطي وعنصر من خفر السواحل وفرق الإطفاء إلى جهود البحث والإنقاذ في أكثر المناطق تضررًا.
وأضاف أنّ "الأضرار جسيمة" في سوريجاو وسيارجاو، المنطقتان اللّتان ضربهما الإعصار بأقصى قوته.
ويقطن بجزيرة سيارجاو التي تستقطب هواة ركوب الأمواج نحو 100 ألف نسمة.
وقضى ما لا يقل عن 3 أشخاص وجرح عشرات آخرون في سوريجاو، حسبما قال رئيس بلدية المدينة ارنستو ماتوغاس لمحطة "إيه بي اس-سي بي ان" التلفزيونية، لترتفع حصيلة الضحايا إلى 21.
وحذّر بوكانيجرا من أن انقطاع التيار الكهربائي سيؤثر على إمدادات المياه.
وعلى جزيرة ديناجات، حيث توفي ما لا يقل عن 6 أشخاص، يحاول "السكان إصلاح منازلهم لأن الدمار لحق أيضا بمراكز الإيواء"، وفق نائب حاكم هذه المحافظة الواقعة في شرق البلاد نيلو ديميري لمحطة "إيه بي اس-سي بي ان" التلفزيونية.
وأضاف: "لا يمكنهم اللجوء إلى مكان آخر...فقد دمر كل شيء".
تحذيرات من رياح مدمرة
في تلك الأثناء، حذر مكتب الأرصاد من "رياح مدمرة للغاية" قد تتسبب في "أضرار فادحة للغاية في المنشآت" إلى جانب الفيضانات وانزلاقات التربة.
وأتى الإعصار "راي" في وقت متأخر في الموسم؛ فغالبية العواصف المدارية في المحيط الهادئ تتشكل بين شهريّ يوليو وأكتوبر.
ويحذر علماء منذ فترة من أن الأعاصير تزداد عنفًا مع تزايد الاحترار المناخي الناجم عن نشاط الإنسان.
ووجدت دراسة حديثة أجراها باحثون بمعهد شنتشن لابتكار الأرصاد الجوية والجامعة الصينية في هونج كونج، أن الأعاصير في آسيا قد تضاعف قوتها التدميرية بحلول نهاية القرن، بحسب شبكة "سي إن إن" الأمريكية.
ويضرب الفلبين المُصنّفة ضمن أضعف الدول في مواجهة التغير المناخي، سنويًا حوالي 20 إعصارًا تقضي على محاصيل وتلحق أضرارًا بالمنازل والبنى التحتية في مناطق تعاني أصلًا من الفقر.
وكان الإعصار الفائق القوة "هايان" أكثر الأعاصير فتكًا في الفلبين مع تسببه بمقتل أو فقدان 7300 شخص في عام 2013.
فيديو قد يعجبك: