جوتيريش يعلن دعم الأمم المتحدة للحكومة اللبنانية في مختلف المراحل
بيروت - (د ب أ)
أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش أن الأمم المتحدة لن تألو جهداً لدعم الحكومة اللبنانية في مختلف المراحل.
جاءت تصريحات جوتيريش خلال لقائه اليوم الإثنين رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي في السرايا الحكومية بالعاصمة اللبنانية بيروت.
وقال جوتيرييش إن: "مهمّتنا هي أساسًا مهمّة قائمة على التّضامن، ويمكن التّأكيد أنّ لبنان في محور استراتيجيّاتنا وأولويّاتنا، إن كان على مستوى الأمم المتحدة أو على صعيد الوكالات الدوليّة كافّة".
وأشار الأمين العام للأمم المتحدة إلى أنّ "الأزمة اللّبنانيّة قوّضت جهود لبنان لتحقيق أهداف التنمية المستدامة ولكن لن نألوا جهداً لمساعدة لبنان لكي يعود على المسار الصحيح ".
ودعا جوتيريش إلى "الحرص على تطبيق قرارات الأمم المتحدة والحرص على الأمن والاستقرار في جنوب لبنان وتفادي أي شكل من أشكال النزاع الذي شهده لبنان في السابق وما كان له من عواقب وخيمة بالنسبة للشعب اللبناني".
ورأى الأمين العام للأمم المتحدة أن "هناك تأثيرًا كبيرًا للنازحين السوريين على الناحية الاقتصاديّة والاجتماعيّة وأحيانًا الأمنيّة، ومع ذلك رأينا لبنان يفتح حدوده وقلبه لاستقبال النّازحين، رغم أنّ دولًا كبيرة أغلقت حدودها، وهذا يعكس الكَرَم اللّبناني الّذي يعود إلى أعرق الحضارات في العالم".
ولفت جوتيريش إلى أنّه "من النّاحية الحضاريّة والدّينيّة والثّقافيّة، يمثّل المجتمع اللبناني نموذجًا بحدّ ذاته، للتّسامح الدّيني والقدرة على بناء مجتمع متنوّع متناغم ومزدهر، وهذا المجتمع كان بإمكانه أن يكون محور العالم، فلبنان كان البلد الّذي يتوجّه إليه الجميع لمزاولة أعمالهم المزدهرة، وكان يتمتّع بمنظومة اقتصاديّة متينة".
وأوضح جوتيريش "أنّ البلد يمرّ بوضع مأساوي وصعب للغاية،تعود مسؤوليّته إلى اللّبنانيّين بشكل جزئي، والمسوؤليّات ملقاة أيضًا على عاتق جهات خارجيّة، والحقيقة أنّ الشعب اللبناني اليوم يعاني الأمرَّين، وهذا يلقي مسؤوليّة كبيرة على عاتق القادة السّياسيّين ليوحّدوا أنفسهم ويجتمعوا".
وأكّد جوتيريش أنّ "الوقت حان كي يبذل المسؤولون جهدًا لإيجاد الحلول، وهذه هي اللّحظة المناسبة الّتي يستحقّ بها لبنان التّضامن بين القوى كافّة".
ومضى الأمين العام للأمم المتحدة قائلا: "التقيت رئيس الجمهوريّة ميشال عون ورئيس مجلس النوّاب نبيه بري وميقاتي، وحصلنا على ضمانات بأنّ الانتخابات النيابية ستحصل وفق الأحكام الدستوريّة وفي موعدها".
وأضاف جوتيريش "شجّعَني أيضًا ما سمعته من ميقاتي عن التزام الحكومة بإجراء المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، وبأن تجري عددًا من الإصلاحات الإداريّة والماليّة اللّازمة،لكي يتمكّن لبنان من الاستفادة من الإمكانات المتاحة في ظلّ الدّعم الدولي المتاح اليوم، ممّا يضمن البدء بتحقيق نوع من التّعافي في أقرب وقت".
من جهته، أوضح ميقاتي أن لبنان يتعرض " لأسوأ أزمة إقتصادية ومالية واجتماعية منذ تأسيسه"، مشيراً إلى أن هذه الأزمة أعادت "خلط الأولويات التنموية للبنان، بحيث أصبح تأمين الأمن الغذائي ومكافحة الفقر ودعم الفئات الضعيفة وتوفير الطبابة والطاقة والمياه والتعليم والنقل في أعلى سلم الأولويات التنموية، كذلك تحقيق الاستقرار النقدي".
وقال ميقاتي: "يحتاج لبنان إلى مساعدات عاجلة في المجالات المذكورة، مع إيلاء أهمية خاصة لتوسيع شبكة الحماية الاجتماعية للجميع بشكل مستدام يتخطى القروض الميسرة، وتطوير بطاقة تموينية، مع التركيز على إيصال المساعدات إلى الفئات الأكثر فقرا، وتلك التي كانت تنتمي إلى الطبقة الوسطى، إضافة الى الشرائح المهمشة".
وأضاف ميقاتي "يعاني لبنان منذ سنوات من تداعيات النزوح السوري اليه منذ الأحداث في سورية التي بدأت خلال تولي رئاسة الحكومة عام 2011،" مضيفاً نجدد دعواتنا للمجتمع الدولي إلى تحمل مسؤوليته في تسهيل عودة النازحين السوريين في لبنان لبلادهم".
ومضى ميقاتي قائلا "نجدد تأكيد التزام لبنان سياسة النأي بالنفس عن أي خلاف بين الدول العربية، كما كان قراره عام 2011 عند صدور البيان الرئاسي خلال عضويته في مجلس الأمن. ولن يكون لبنان، في مطلق الأحوال، إلا عامل توحيد بين الإخوة العرب، وحريصا على أفضل العلاقات مع كل أصدقائه في العالم".
وشكر رئيس الوزراء اللبناني: "قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنيان (يونيفيل) على الدور النبيل التي تقوم به الى جانب الجيش في حفظ الأمن والاستقرار في الجنوب وتوفير الأمان لاهلنا الجنوبيين، وتعزيز الإنماء في مختلف المناطق التي ينتشرون فيها".
وجدّد ميقاتي: "تمسك لبنان بدور القوات الدولية في الجنوب لجهة تطبيق القرار 1701 والتشديد على أن لبنان يلتزم تطبيق هذا القرار ويحترم القرارات الدولية ويدعو الأمم المتحدة إلى إلزام إسرائيل بتطبيقه كاملا ووقف اعتداءاتها المتكررة على لبنان، وانتهاكاتها لسيادته برا وبحرا وجواً".
وأكّد ميقاتي التزام لبنان بالمضي في المفاوضات الجارية برعاية القوات الدولية ووساطة الولايات المتحدة الأمريكية لترسيم الحدود البحرية اللبنانية بشكل واضح يحفظ حقوق لبنان كاملة.
وأعلن ميقاتي "أن لبنان يتطلع إلى إجراء الانتخابات النيابية العام المقبل، باعتبارها ركنا من أركان الديمقراطية وتحقيقا لتطلعات الشعب اللبناني، والحكومة عازمة في هذا الصدد على إجراء الانتخابات في موعدها من دون تأخير".
يذكر أن الأمين العام للأمم المتحدة كان قد وصل أمس الأحد إلى لبنان في زيارةٍ رسمية تستمر حتى 22 ديسمبر الحالي يلتقي خلالها مسؤولين حكوميين إضافةً إلى عدد من القادة الدينيين وممثّلين عن المجتمع المدني.
فيديو قد يعجبك: