مناشدات لمساعدة المنكوبين في الفلبين جراء اعصار راي
مانيلا - (ا ف ب)
سارع عمال الإغاثة الثلاثاء لإيصال الطعام والمياه إلى الجزر الفلبينية المتضررة جراء مرور إعصار راي الذي أودى بحياة 375 شخصًا على الأقل، فيما ناشدت منظمات إنسانية مساعدة مئات الآلاف من الأشخاص الذين أصبحوا بلا مأوى.
لجأ أكثر من 400 ألف شخص إلى مراكز إيواء أو لدى أقاربهم بعد أن تضررت منازلهم أو دُمرت الخميس بسبب أقوى إعصار يضرب البلاد هذا العام، وفقًا للوكالة الوطنية لإدارة الكوارث.
ولقى ما لا يقل عن 375 شخصا حتفهم وأصيب المئات فى جنوب ووسط الأرخبيل، حيث اقتلع الإعصار سقوف منازل وأشجارا ودمّر منازل خشبية وحرم بلدات بأكملها من التيار الكهربائي.
وقالت رئيسة إحدى بلديات جزر ديناغات، سيمبليشيا بيدرابلانكا، لمحطة إذاعية محلية إن "مخزوننا الغذائي سينفذ قريباً، ربما في خلال أيام قليلة أو غداً".
تعد جزيرة بوهول من أكثر الجزر تضررا مع سقوط ما لا يقل عن 96 قتيلا على ما أعلن حاكم المنطقة ارتور ياب على موقع فيسبوك.
وأضاف ياب أن المقاطعة تعاني من ضائقة مالية وناشد الحكومة إرسال أموال لتوفير المياه الصالحة للشرب والطعام للأسر المنكوبة.
وحذر على أثير اذاعة محلية "إذا لم ترسلوا نقودًا لشراء الطعام، ارسلوا الجنود والشرطة لأن عمليات نهب ستقع هنا".
وفيما تستعد مناطق أخرى من البلاد للاحتفال بعيد الميلاد، تواجه المقاطعة "وضعاً مشابهاً ليولاندا"، الاسم المحلي المرادف لإعصار هايان الذي ضرب في 2013 الفلبين مصحوبا بأمطار غزيرة وكان الأشد من نوعه، وأسفر عن سقوط أكثر من 7300 شخص بين قتيل ومفقود.
وفي جزيرة نيغروس المجاورة، روى كارل أرابوك (23 عاما) لوكالة فرانس برس أنه لا توجد كهرباء وأن أسرته تستخدم الأخشاب للطهي.
كما سجل دمار واسع النطاق في جزر سيارغاو وديناغات ومينداناو عندما ضرب الإعصار البلاد مصحوبا برياح سرعتها 195 كيلومترا في الساعة.
قال تال وهران، وهو إسرائيلي يعيش في بلدة جنرال لونا السياحية في سيارغاو "لقد كانت حقا، حقا سيئة، إنها أقوى عاصفة شاهدتها في حياتي".
أمر وزير الدفاع الفلبيني دلفين لورينزانا الجيش بنشر السفن والقوارب والطائرات والشاحنات لنقل الطعام والمياه الصالحة للشرب والمستلزمات الطبية للناجين.
كما ارسلت لجنة الصليب الأحمر مساعدات إلى جزيرتي سيارغاو وبوهول، وهما وجهتان سياحيتان تعانيان بالفعل بسبب القيود المفروضة للحد من كوفيد منذ 18 شهراً.
دعا الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في الفلبين إلى جمع 22 مليون دولار لتمويل جهود الإغاثة وإعادة الإعمار.
وتعهدت كل من المملكة المتحدة بتقديم حوالي مليون دولار وكندا بحوالي 2,3 مليون دولار والاتحاد الأوروبي بنحو مليوني دولار.
عاصفة أخرى قادمة
والواقع أن راي ضرب البلاد في وقت متأخر من الموسم. فغالبية العواصف المدارية في المحيط الهادئ تتشكل بين يوليو وأكتوبر.
وتلوح عاصفة أخرى في الافق. إذ حذرت وكالة الأرصاد الجوية الوطنية من أن منطقة الضغط المنخفض تتجه نحو مينداناو وهناك احتمال "بنسبة 30 إلى 40 بالمئة أن تتحول إلى منخفض استوائي".
ويحذر علماء منذ فترة من أن الأعاصير تزداد عنفا مع تزايد الاحترار المناخي الناجم عن نشاط الإنسان.
يضرب الفلبين، إحدى أضعف الدول في مواجهة التغير المناخي، سنويا حوالى عشرين إعصارا تشيع الدمار في المساكن وتقضي على محاصيل وبنى تحتية في مناطق تعاني أصلا من الفقر.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: