خطط دفاع استراتيجية.. كيف تدرب أوكرانيا المقاومة الشعبية لمواجهة الغزو الروسي المتحمل؟
كتب- محمد صفوت:
ترتفع حدة التصعيد في شرق أوروبا يومًا بعد يوم، بين روسيا من ناحية التي تطالب بعدم توسع الناتو شرقًا، وأوكرانيا التي تستنجد بالحلفاء على رأسهم الولايات المتحدة ودول حلف الشمال الأطلسي، وسط تقارير استخباراتية عن غزو روسي محتمل لكييف مطلع 2022.
في خضم التصعيد والتهديدات المستمرة من الجانبين، حشد روسيا أكثر من 175 ألف عسكري على حدودها مع أوكرانيا التي عقدت صفقات أسلحة مع دول بالناتو وتستعد للغزو الروسي المحتمل.
في إطار استعدادات كييف لمواجهة الغزو الروسي كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في تقرير لها، عن خطط أوكرانيا لتسليح المقاومة الشعبية وتدريبها على القتال في حال شنت روسيا حربًا على أوكرانيا.
أوكرانيا تدرب المواطنين على حمل السلاح
وضعت أوكرانيا خططًا لتدريب المواطنين على حمل السلاح في وجه القوات الروسية، مستخلصة ذلك من الحروب الأمريكية خلال العقود الماضية، التي أثبتت أن المقاومة الشعبية لها دورًا كبيرًا في الحرب.
في غابات الصنوبر قرب العاصمة كييف، يتدرب آلاف المدنيين الأوكرانيين الذين سجلوا أسمائهم على القتال في إطار برامج حكومية كجزء من خطة الدفاع الاستراتيجي حال حدوث حربًا مع روسيا، لتعزيز المقاومة الشعبية التي يمكنها الاستمرار في القتال في حال هزم الجيش الأوكراني أمام نظيره الروسي.
وتقول مارتا يوزكيف وهي إحدى المتطوعات في التدريبات، إن الجيش الأوكراني قويًا، لكنه ليس في قوة نظيره الروسي، مضيفة أنه في حال غزت روسيا أوكرانيا واحتلتها ستصبح المقاومة الشعبية هي الحل. وتضيف متطوعة أخرى أن الأشخاص المستعدين للقتال لن يصابوا بالذعر والخوف من الغزو الروسي في حال حدوثه.
الدفاع المدني أو المقاومة الشعبية ليست غير مألوفة في أوكرانيا؛ إذ شكلت كتائب المتطوعين العمود الفقري لقوة البلاد في عام 2014، عندما واجه الجيش الأوكراني الانفصاليين المدعومين من روسيا في شرق البلاد، وحاليًا يتم إضفاء الطابع الرسمي على المقاومة الشعبية الأوكرانية المشكلة حدثيًا، وبدأ الجيش في تدريب المتطوعين في وحدات الدفاع الإقليمية.
مقاومة شعبية لردع الغزاة
مع الفارق المهول بين الجيشين الروسي والأوكراني، يصبح صعبًا على كييف صد غزو موسكو، لكن في وجود مقاومة شعبية مدربة ومسلحة ستكون هناك قوة ردع جديدة في أوكرانيا. وكشف نائب قائد القوات البرية الأوكرانية أناتولي باريليفيتش، أن بلاده تستهدف تدريب 100 ألف متطوع، فيما رفض المتحدث باسم قوات الدفاع في كييف، الإفصاح عن الأعداد التي تدربت في مراكز التدريب الرسمية.
يعتقد القادة العسكريون الأوكرانيون، أن نحو نصف مليون مواطن لديهم الخبرة العسكرية حاليًا ويأملون انضمام غالبية هؤلاء للقتال، ومنهم الذين ينتمون إلى مجموعات خاصة مثل الفيلق الأوكراني، الذي لا يوزع الأسلحة على المتطوعين لكنه يشجعهم على التدريب بأسلحتهم.
في أحد مواقع التدريب بالغابات، وقف المدرِب ميخايلو هيرالدو، يشرح كيفية ربط فتيل بلوحٍ شديد الانفجار متصلٍ بلغم مضاد للدبابات، مشددًا على أهمية التدريب، قائلاً: "ليس لدينا الكثير من "الجافلن" (صواريخ أمريكية مضادة للدروع قدمت واشنطن عددًا محدودًا منها لكييف) لكن الروس لديهم الكثير من الدبابات".
خوفًا من الانشقاق
يرى المشككون أن الحديث عن متطوعين بعشرات الآلاف جزءًا من ادعاءات واهية، وأن القيادة الأوكرانية بالكاد يمكنها الاعتماد على المحاربين القدامى الذين يمكن أن ينقلبوا عليها ويبدأون تمردًا. ويعتقد بعضهم أن سيناريوهات المخاطر من خطة الدفاع الشعبية، تتمثل في وقوع انقسامات سياسية داخلية، تؤدي لاندلاع أعمال عنف من جانب المسلحين. ويرى آخرون أن تشجيع المواطنين على امتلاك أسلحة خاصة ربما يهدد مستقبلاً بارتفاع معدل الجريمة والانتحار والعنف المنزلي.
سيناريو أخر أن تستغل روسيا، تلك الميليشيات القومية وتحويلها إلى تهديد يزعزع استقرار الحكومة الأوكرانية. وفي دراسة أجراها معهد دراسة الحرب في واشنطن بشأن سيناريوهات الحرب الروسية الأوكرانية، خلصت النتائج إلى أن تلك الجماعات يمكنها التحول إلى ميليشيات متمردة في أجزاء واسعة من أوكرانيا.
هذا وحذرت روسيا الاثنين، من خطر نشوب صراع مسلح في ظل التوترات بين موسكو والناتو، بشأن الأزمة الأوكرانية، ورأت أن الحلف تبنى في الآونة الأخيرة ممارسة استفزازات مباشرة مثلت خطرا كبيرا ينذر بتوسع نطاق الأمر ليتحول إلى صراع مسلح. وتعتزم إجراء محادثات مع واشنطن بشأن المطالبة بضمانات أمنية لإنهاء توسع الناتو ، قبل الاجتماع المقترح عقده في 12 يناير المقبل بين الحلف وموسكو.
فيديو قد يعجبك: