لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

معارك مرتقبة في ٢٠٢٢

09:15 م الخميس 30 ديسمبر 2021

معارك منتظرة في ٢٠٢٢

كتبت - هدى الشيمي:

عام شهد أحداثًا عديدة، اعتداء على مبنى الكابيتول بالولايات المتحدة الأمريكية، صراع دامي في إثيوبيا، استيلاء حركة طالبان الإرهابية على العاصمة الأفغانية كابول، حدوث اشتباكات بين القوى العظمى على أوكرانيا وتايوان، تضاؤل الطموح الأمريكي على الساحة العالمية، مع تفشي فيروس كورونا. عام طان من السهل فيه رؤية العالم وهو ينحرف عن مساره الطبيعي.

مع ذلك، قالت مجلة فورين بوليسي الإخبارية أن الأمور أفضل مما تبدو عليه، فبالنظر إلى بعض المقاييس يمكن ملاحظة تراجع الحروب، انخفاض أعداد القتلى في المعارك بجميع أنحاء العالم منذ عام ٢٠١٤.

وأفادت التقارير الصادرة عن برنامج بيانات الصراع في أوبسالا أنه بنهاية عام ٢٠٢٠، انخفض عدد القتلى في المعارك عما كان عليه قبل سبع سنوات، وربما يعود ذلك إلى تراجع حدوث المعارك في سوريا إلى حد كبير.

غير أن أعداد القتلى الذين سقطوا ضحية المعارك لا يكشف إلا عن جزء صغير من حصيلة ضحايا الحروب؛ ففي اليمن يموت عدد ضخم من المدنيين، معظمهم من النساء والأطفال، بسبب المجاعة أو الأمراض التي لا يمكن الوقاية منها بسبب انتشار العنف.

ويعاني ملايين الإثيوبيين من النقص الحاد في المواد الغذائية بسبب الحرب الأهلية بين القوات الحكومية والمتمردين، ويتسبب القتال الدائر في منطقة الساحل الإفريقي في سقوط العديد من القتلى، علاوة على نزوح الملايين من ديارهم.

وفيما يلي استعرضت مجلة فورين بوليسي عدد من الحروب والنزاعات المتوقع نشوبها أو استمرارها خلال العام المُقبل:

أوكرانيا

1لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت روسيا، التي تحشد قواتها على الحدود الأوكرانية، ستغزو جارتها أم أنها تهددها فقط.

بدأت حرب أوكرانيا عام ٢٠١٤ عندما غضب بوتين بعد دعم الغرب لإطاحة الرئيس الأوكراني الذين كان حليفًا مُقربًا لموسكو، واحتل شبه جزيرة القرم ودعم الانفصاليين في دونباس بشرق أوكرانيا.

ومن أجل إنهاء الأزمة، وقعت أوكرانيا في عام ٢٠١٤، اتفاقيتي سلام، وهما اتفاقيتي مينسك، ومنذ ذلك الوقت سيطر الانفصاليون على منطقتين انفصاليتين في دونباس.

احتدم الصراع مرة أخرى منذ فترة، وانهارت الهدنة التي وافق عليها بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ومنذ أشهر حشد الرئيس الروسي أكثر من ١٠٠ ألف جندي بالقرب من الحدود، ولكنه سحب العديد منهم بعد أسابيع من اجتماعه بالرئيس الأمريكي جو بايدن.

يقول محللون إنه ربما تهدف روسيا إلى إجبار كييف على الموافقة على بعض التنازلات، لاسيما بعد شعور بوتين بالغضب من عدم التزام أوكرانيا بالاتفاقيتين خاصة فيما يتعلق بـ الانفصاليين، ولكن بالنظر إلى سجل بوتين الحافل بالعمليات العسكرية العدوانية، تقول فورين بوليسي إنه لا ينبغي أن يستبعد أحد حدوث مغامرة عسكرية جديدة في المنطقة.

إيران والولايات المتحدة وإسرائيل

2ربما تكون سياسة الضغط القصوى التي اتبعتها الولايات المتحدة خلال حكم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب انتهت، ولكن مع تلاشي الأمل بإمكانية إحياء الاتفاق النووي الإيراني، فمن المحتمل حدوث تصعيد جديد بين طهران وواشنطن.

تعهد الرئيس الأمريكي جو بايدن بالانضمام إلى الاتفاق النووي بعد توليه الرئاسة، بعد قرار ترامب الأحادي بسحب واشنطن منه في مايو ٢٠١٨.

وبحسب فورين بوليسي، فإن إدارة بايدن ضيعت الوقت في موقفها حول من يجب عليه اتخاذ الخطوة الأولى، ولكنها في الوقت نفسه أجرت عدة محادثات حققت تقدمًا ملحوظًا في الشهور الأخيرة الماضية.

ورغم من أن طهران لم تنسحب من الاتفاق كما فعل ترامب، إلا أنها لا تزال تلعب بالنار -وفقًا لـ فورين بوليسي-.

وفي حالة الفشل في استعادة الصفقة في الأشهر المقبل فإنه من المحتمل أن تصبح الاتفاقية الأصلية محلاً للنقاش.

هناك مجموعة من الخيارات التي قد تساعد على إنهاء هذه الأزمة، من بينها محاولة الدبلوماسيين السعي إلى التوصل إلى اتفاق أكثر شمولاً، ولكن إنهاء الاتفاق الأصلي قد يترتب عليه حدوث مشاكل كبيرة، أو يمكنهم السعي إلى ترتيب مؤقت يحد من استمرار تقدم إيران النووي، وتخفيف العقوبات.

إثيوبيا

3قبل عامين كانت إثيوبيا قصة إخبارية جيدة تدعو إلى التفاؤل، إذ تعهد رئيس الوزراء الاثيوبي بطي صفحة عقود من الحكم القمعي، غير أن القتال الذي دام أكثر من عام بين الجيش الإثيوبي وجبهة تحرير الشعب في تيجراي تسبب في تمزيق البلاد.

تسبب القتال الوحشي في تفاقم النزاع، صوّر أبي أحمد الحرب على أنها معركة من أجل بقاء الدولة الإثيوبية، واتهم قادة جبهة التحرير بالفاسدين المتعطشين للسلطة، الذين يحاولون القضاء على رؤيته لتطوير البلاد.

في المقابل، يقول قادة جبهة تحرير الشعب إن هجومهم الذي أشعل فتيل الحرب جاء عقب حملة شنها أحمد وصديقه الرئيس الإريتري أسياس أفورقي من أجل إخضاع تيجراي.

وقد يؤدي استمرار الحروب إلى حدوث المزيد من الكوارث. تسبب القتال في وفاة عشرات الآلاف، وشرد ملايين الإثيوبيين من ديارهم.

وتقول فورين بوليسي إن جميع الأطراف متهمة بارتكاب جرائم وفظائع، مشيرة إلى أن أغلب المناطق في تيجراي أوشكت على أن تشهد حدوث مجاعة.

وبعد التطورات الأخيرة في ساحة المعركة؛ قدم قادة تيجراي شرطًا أساسيًّا لإجراء محادثات مع الحكومة، وهو مغادرة القوات المناطق المتنازع عليها التي استولت عليها في غرب المنطقة.

كما أعلنت قوات النظام أنها لن تتقدم أكثر لمحاولة هزيمة القوات المتمردة في غرب تيجراي.

الجهاديين الإسلاميين في افريقيا

4بعد فقدان تنظيم داعش لعاصمة خلافته المزعومة في الشرق الأوسط عام ٢٠١٧؛ عانت أفريقيا من بعض المعارك الشرسة بين الحكومات والجهاديين.

ولا يُعد التشدد الإسلامي في إفريقيا شيئًا جديدًا، ولكن الثورات المرتبطة بتنظيمي داعش والقاعدة تصاعدت في السنوات الأخيرة الماضية.

وتقول فورين بوليسي إن الحكومات التي وصفتها بالضعيفة تواجه الفصائل المسلحة الذكية داخل مناطق نائية، حيث تتمتع الحكومات بنفوذ ضئيل.

وشهدت بعض الأجزاء في الساحل الإفريقي -بحسب فورين بوليسي- حمامات دماء جراء القتال الذي شارك فيه جهاديون امتد من شمال مالي إلى وسط البلاد، إلى النيجر، وعبر ريف بوركينا فاسو.

خسر متمردو بوكو حرام مساحات واسعة من شمال شرق نيجيريا كانت تسيطر عليها قبل عدة سنوات، وتفككت الحركة، لكن الجماعات المنشقة لا تزال تشكل خطورة كبيرة حول بحيرة تشاد.

في شرق أفريقيا، لا تزال حركة الشباب، أقدم حركة تمرد إسلامي في القارة، قوة فاعلة بالرغم من الجهود المبذولة منذ أكثر من ١٥ عامًا لدحرها.

تسيطر الجماعة على أجزاء كبيرة من المناطق الريفية في جنوب الصومال، وتدير محاكم الظل وتجمع الضرائب، وأحيانًا تشن هجمات على البلدان المجاورة.

كذلك شهدت منطقة شمال موزمبيق وشرق جمهورية الكونغو الديمقراطية ظهور أحدث حركة جهادية، وهم عبارة عن مجموعة من المتمردين الذين يطالبون بإقامة ولاية جديدة لتنظيم الدولة، وشنوا هجماتهم على قوات الأمن والمدنيين، وأسفرت هجماتهم عن فرار ما يقرب من مليون شخص.

في الوقت نفسه، قالت فورين بوليسي إنه في حالة تراجع الجهود الأجنبية، فإن الديناميكيات ساحة المعركة ستتحول بلا شك، وربما بشكل حاسم لصالح المتمردين والمسلحين، وربما تتمكن حركة الشباب من الاستيلاء على العاصمة مقديشو كما تمكنت طالبان من الاستيلاء على كابول.

ووسط ما يحدث وجدت القوات الأجنبية نفسها أمام معضلة كبيرة، حسب فورين بوليسي- فهي غير قادرة على تحقيق أهدافها ولكنها تخشى عواقب انسحابها حال خروجها من البلاد. لذا على القوات الأجنبية أن تتعاون أكثر مع المدنيين، بينما تعمل حكومات البلاد على إصلاح علاقاتها مع أهل الريف لمساعدتها على احكام قبضتهم على الإرهابيين.

أفغانستان

5إذا كان عام ٢٠٢١ أنهى فصلاً واحدًا من مأساة أفغانستان التي استمرت عقودًا، فسيبدأ فصل آخر العام المقبل. فمنذ استيلاء طالبان على العاصمة الأفغانية كابول، باتت الكارثة الإنسانية على وشك الحدوث.

تشير بيانات الأمم المتحدة إلى أن ملايين الأطفال الأفغان قد يموتون جوعًا.وتقول فورين بوليسي أن قادة الغرب هم أكثر من يتحمل اللوم.

وبعد سقوط كابول في يد طالبان، تعاني البلاد من أزمة اقتصادية ينكرها قياديو الحركة الجهادية، لا تستطيع الحكومة الجديدة دفع رواتب الموظفين، وقالت فورين بوليسي إن القطاع المالي مُصاب بالشلل. علاوة على ذلك، تواجه طالبان معارك شرسة مع الفرع المحلي لتنظيم داعش.​

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان