لماذا يحاول الحوثيون استهداف مطار أبها الدولي بالسعودية؟ - مُحدّث

كتبت- رنا أسامة:

في تصعيد حوثي جديد للمرة الخامسة خلال أسبوع، أعلن تحالف دعم الشرعية في اليمن الذي تقوده السعودية، الثلاثاء، اعتراض وتدمير طائرة بدون طيار (مُسيّرة) مُفخّخة أطلقتها ميليشيات الحوثي باتجاه مطار أبها السعودي الدولي.

وقال التحالف، في بيان أوردته قناة "الإخبارية" السعودية، إنه نتيجة لعملية الاعتراض تناثرت بعض الشظايا في محيط المطار ولا إصابات أو خسائر.

ووفق البيان، أكّد التحالف أن "التصعيد الحوثي باستهداف المدنيين من تخطيط قادة الحرس الثوري لإيران في صنعاء".

تقود السعودية منذ عام 2015 تحالفًا عسكريًا داعمًا للحكومة اليمنية المُعترف بها دوليًا، والتي تخوض نزاعًا ضد الحوثيين منذ 2014، حين سيطروا على العاصمة صنعاء ومناطق أخرى.

ويُكثّف الحوثيون- الذراع الإيراني في اليمن- هجماتهم ضد السعودية مؤخرًا، ولكنها نادرًا ما تصل إلى أجواء الرياض التي تبعد نحو 700 كيلومتر عن الحدود اليمنية. وأمست تُنفّذ على أساس شبه يومي وبمُعدّل غير مسبوق منذ أواخر مايو الماضي، وذلك بعد انقضاء هُدنة أُعلنت مع تفشي جائحة فيروس كورونا المُستجد.

هجمات شبه يومية

وعلى مدى الأيام القليلة الماضية، استهدف الحوثيون مطار أبها، الذي يبعد حوالي 20 كيلومترا عن مركز المدينة السعودية المُلقّبة بـ"مدينة الضباب"وتبعد 200 كيلومتر تقريبًا عن الحدود الشمالية لليمن، أكثر من مرة بمُسيّرات إيرانية.

فقبل يومين، أعلن التحالف اعتراض وتدمير مُسيّرتين مفخختين أطلقهما الحوثيون نحو خميس مشيط جنوب غربي البلاد، واصفا هجمات الجماعة الأخيرة على المملكة بأنها "محاولات إرهابية مُمنهجة ومُتعمدة باستخدام الطائرات بدون طيار لاستهداف المدنيين والأعيان".

وكذلك أقرّ الحوثيون بتنفيذهم رابع هجوم في أقل من أسبوع على مطار أبها جنوب غربي السعودية.

وكتب المتحدث باسم قوات الجماعة، يحيى سريع، على تويتر، أن الهجوم على المطار السعودي نفذ بعد ظهر (الأحد) بطائرتين مسيرتين من طراز "صماد 3" و"قاصف كيه 2"، مُشيرًا إلى أن "الإصابة كانت دقيقة".

وسبق أن أعلن كلا الطرفين عن هجمات على مطار أبها بمُسيّرات يوميّ الجمعة والسبت الماضيين.

والأربعاء الماضي، تسبب هجوم حوثي على المطار في حريق بطائرة مدنية. ووصفه التحالف بأنه "اعتداء إرهابي جبان"، مؤكدًا عدم وقوع إصابات.

فيما أقرّت جماعة الحوثي بمسؤوليتها عن الهجوم الذي نفّذته "بأربع طائرات مسيّرة نوع (صماد 3) و(قاصف 2 كيه)- وهي نسخة من المُسيّرة الإيرانية (أبابيل تي)- وكانت الإصابة دقيقة".

وزعمت أن المطار يُستخدم "لأغراض عسكرية ضد الشعب اليمني".

جاء ذلك بعد ساعات قليلة من إعلان للتحالف عن اعتراض وتدمير مُسيّرتين مفخختين على الأراضي السعودية.

وبعد نحو 72 ساعة، أعلن التحالف اعتراض وتدمير مُفخخة مُسيّرة حوثية كانت تستهدف أبها.

وشدد في بيان، السبت، على مواصلته إحباط كافة المحاولات الإرهابية التصعيدية لمليشيا الحوثي، المدعومة من إيران.

محاولات سابقة

واستهداف الحوثيين لثاني مطار محوري في المملكة بعد مطار حائل، لا يُعد جديدًا.

ففي يونيو 2019، هاجموا "أبها"، مما أسفر عن مقتل شخص وإصابة 21 مدنيًا من جنسيات مختلفة، بينهم سيدات وأطفال، بحسب وكالة الأنباء السعودية الرسمية. كما استُهدف مرتين على الاقل في سبتمبر الماضي.

وقال التحالف في بيان حينها إن "الحوثيين يتخذون من محافظة الحديدة مكانًا لإطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات الدرونز والزوارق المفخخة والمسيّرة عن بُعد وكذلك نشر الألغام البحرية عشوائيًا"، في انتهاك واضح وصريح للقانون الدولي الإنساني.

وقبل عامين، هدّد متحدث عسكري حوثي باستهداف "كل مطار في السعودية".

معلومات عن مطار أبها

تبرز أهمية مطار أبها الدولي البالغ مساحته حوالي 3.547 مترًا مربعًا، لكونه بوابة للمطارات الإقليمية والدولية، ومركزا رئيسيا، ونقطة تجميع، حيث يستقبل الرحلات من كل المناطق داخل وخارج حدود المملكة.

واحتل المركز الثاني عالميًا لفئة المطارات الصغيرة الأكثر التزامًا بمواعيد الإقلاع والوصول، بحسب تقرير صادر قبل عام عن الموقع العالمي المتخصص في تقييم المطارات (OAG).

افتُتح في نوفمبر 1977 كمطار محلي، وبدأ العمل برحلات دولية في يونيو 2006. فيما أقلعت أول رحلة دولية منه إلى القاهرة على متن طائرة تابعة للخطوط الجوية السعودية.

ونظرا لضيق سعته أمام ارتفاع أعداد المسافرين عليه، وزيادة الرحلات المحلية والدولية، جرت الموافقة على إنشاء مطار جديد يتوافق مع ازدياد المسافرين والرحلات، ويتوافق مع الزيادة المستقبلية في توسعه واستقباله لأعداد أكبر من المسافرين بقدرة 36 مليون مسافر سنويًا.

يستقبل شهريًا 500 ألف مسافر، و1600 رحلة محلية قادمة، و1600 رحلة محلية مغادرة، و192 رحلة دولية قادمة و192 رحلة دولية مغادرة.

وفي إحصائية للمطار في عام 2019، فإنه يستقبل أكثر من مليون ونصف المليون مسافر كل ثلاثة شهور وأكثر من 10 آلاف رحلة محلية ما بين وصول ومغادرة، كما يستقبل أكثر من 1100 رحلة دولية ما بين وصول ومغادرة.

ويسجل المطار في أشهر الصيف والإجازات رحلات مضاعفة؛ نظرا لطبيعة المنطقة السياحية التي جعلت منها محط أنظار السياح من داخل المملكة، ودول الخليج العربي، والدول المجاورة.

في أغسطس 202، أعلنت هيئة الطيران المدني السعودية حصول مطار أبها على الترخيص الدولي، واعتماده مطارًا دوليًا مرخصًا عالميًا بعد أن كان إقليميًا، بحسب صحيفة "سبق" السعودية.