إعلان

لبنان يباشر حملة التطعيم ضد كورونا

07:58 م الأحد 14 فبراير 2021

التطعيم ضد كورونا

بيروت - (ا ف ب)

باشر لبنان الأحد حملة التطعيم ضد فيروس كورونا بإعطاء أولى جرعات اللقاح للطواقم الطبية وكبار السن، أملاً في تخفيف الضغط على المرافق الصحية في بلد أنهكه أزمات اقتصادية وسياسية.

وتلقى عدد من الأطباء والعاملين في الفرق الطبية، إضافة لأشخاص تزيد أعمارهم عن 75 عاماً الجرعة الأولى من لقاح فايزر-بايونتيك بعد يوم من وصول شحنة أولى من بلجيكا ضمت 28,500 جرعة.

أمام المركز الطبي في الجامعة الأمريكية في بيروت، وقفت دانا شاتيلا ضمن طابور تنتظر بحماسة دورها لتلقي الجرعة الأولى، مرتدية لباسها الطبي الأبيض وواضعة كمامة.

وقالت شاتيلا طالبة الطب في السنة الرابعة والتي تعمل في قسم الطوارئ في المستشفى "أخيراً، هناك بصيص أمل في أن تعود الأمور إلى طبيعتها".

وأضافت "بكل تأكيد سوف يستغرق ذلك وقتاً، لكن الظلام سينتهي".

وتم توزيع أولى جرعات اللقاح الأحد في ثلاثة مستشفيات في بيروت من ضمنها مستشفى رفيق الحريري، أبرز المؤسسات الحكومية المتخصصة باستقبال المصابين بكورونا، إضافة إلى مستشفى القديس جاورجيوس.

وكان رئيس قسم العناية المركزة في مستشفى رفيق الحريري الحكومي في بيروت الطبيب محمود حسون، أول من تلقى اللقاح.

وقال لوكالة فرانس برس "أتمنى أن تكون تلك بداية النهاية لهذه الجائحة في البلد".

وإلى جانب حسون، تلقى الممثل الكوميدي اللبناني صلاح تيزاني البالغ من العمر 93 عامًا، اللقاح أمام عدسات الكاميرات، وقال لوكالة فرانس برس "أقول لكل إنسان أن يتطعم وألا يخاف، تلقوا اللقاح كي لا تصابوا بهذا الفيروس القاتل".

آلية "كوفاكس"

وبحسب خطة الحكومة، تخصص المرحلة الأولى من التلقيح للطاقم الطبي ومن هم فوق 75 عامًا. وقال مستشار وزير الصحة إنه اعتبارًا من يوم الاثنين، ستجري حملة التطعيم في 18 مستشفى في جميع أنحاء البلاد.

وسيشرف الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر "بشكل مستقل" على تخزين وتوزيع اللقاحات الممولة بمساعدة من البنك الدولي بقيمة 34 مليون دولار.

وزار مستشفى رفيق الحريري، اليوم الأحد رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب للاطلاع على العملية، فأشاد بجهود الأطباء "لحماية الناس من هذا الوباء القاتل".

وقال لاحقًا "تبدأ دورة التلقيح في هذا الوقت، آملين أن نصل إلى حماية مجتمعية كافية لتعود دورة الحياة الطبيعية تدريجيًا إلى لبنان في أسرع وقت".

وينتظر لبنان تلقي ما مجموعه ستة ملايين جرعة من اللقاحات، بينها 2,7 مليون جرعة عبر آلية "كوفاكس" الدولية التي أنشئت لدعم الدول ذات الإمكانات المحدودة.

وبحسب وزارة الصحة فإن نحو نصف مليون شخص سجلوا أسماءهم حتى الآن لتلقي اللقاحات بينهم 45 ألفًا ممن تزيد أعمارهم عن 75 عامًا و17500 موظف في القطاع الصحي.

وقال وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن السبت "اللقاح سيصل إلى كل مواطن لبناني في أرجاء الوطن"، كما سيشمل التطعيم "النازحين السوريين واللاجئين الفلسطينيين".

لكن كثيرين حتى الآن لا يزالون متردّدين في تلقي اللقاح، إذ أظهر استطلاع أجرته الشركة الدولية للمعلومات على عينة من 500 شخص ونشر مطلع فبراير، أن "38 بالمئة من المستطلعين (أبدوا) عدم رغبتهم في تلقي اللقاح للحماية من كورونا، بينما وافق 31 بالمئة على تلقي اللقاح، فيما لم يحسم 31 بالمئة قرارهم بعد".

وأعلن عن أول إصابة بفيروس كورونا في لبنان قبل عام. وسجل البلاد الذي يعد ستة ملايين نسمة، حتى الآن 336,992 إصابة بينها 3961 وفاة.

إصلاحات ضرورية

وبدأ لبنان في 8 فبراير التخفيف تدريجيًا من القيود المفروضة لاحتواء فيروس كورونا، بعد أكثر من ثلاثة أسابيع من الإجراءات الصارمة الرامية إلى وقف تزايد الإصابات وتخفيف العبء عن المستشفيات المكتظّة.

وزادت السلطات عدد الأسرّة في المستشفيات لمرضى (كوفيد-19) لكنّ كل المرافق الطبية شبه ممتلئة.

وقالت منظمة الصحة العالمية السبت إن معدل إشغال الأسرة في وحدات العناية المركزة في جميع أنحاء البلاد بلغ أكثر من 89 بالمائة.

وذكر البنك الدولي الجمعة أن النظام الصحي اللبناني "يعاني بالفعل من ضغوط شديدة من جراء تفشي جائحة كورونا، وأزمة عميقة طال أجلها على صعيد الاقتصاد الكلي، وأخيرًا الانفجار المدمّر الذي تعرض له مرفأ بيروت" في الرابع من أغسطس.

وضاعف انفجار مرفأ بيروت الذي أوقع أكثر من 200 قتيل وآلاف المصابين، الضغوط على المستشفيات والطواقم الطبية المنهكة أساسًا من الأزمة الاقتصادية.

واستقالت الحكومة اثر انفجار المرفأ ولا تزال القوى السياسية عاجزة عن تشكيل حكومة تنفذ إصلاحات يشترطها المجتمع الدولي لمساعدة لبنان. ويعيش أكثر من نصف اللبنانيين اليوم تحت خط الفقر، وفق الأمم المتحدة.

ولم تسفر مساعي زعيم تيار المستقبل سعد الحريري، الذي كلف في 22 أكتوبر الماضي بتشكيل الحكومة، عن أي نتيجة حتى الآن وسط انقسامات سياسية واتهامات متبادلة مع رئيس الجمهورية ميشال عون بفرض شروط تعرقل قيام الحكومة.

في الذكرى السادسة عشرة لاغتيال والده رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، في انفجار بوسط بيروت، كرّر رئيس الوزراء المكلف مجددًا قناعته بأن الحل هو "حكومة اختصاصيين غير حزبيين".

وقال الحريري "من يمنع تشكيل الحكومة يمنع الانطلاق في الإصلاحات ويؤخر انتهاء الانهيار ويطوّل معاناة اللبنانيين".

هذا المحتوى من

AFP

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان