"إشارات واضحة".. هل استبعد بايدن الشرق الأوسط من أولوياته؟
كتب- محمد صفوت:
يبدو أن الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي تعامل كثيرًا مع ملفات الشرق الأوسط حينما كان نائبًا لباراك أوباما، سئم مع الشرق الأوسط مع وصوله للمكتب البيضاوي، وربما لاحظت المنطقة ذلك، التي كانت تترقب التغييرات، التي قد تطرأ على السياسة الأمريكية، تجاه المنطقة وقضاياها. ويقول مستشاروه إن الإشارات لا ينبغي أن تكون خفية.
وبعد أكثر من شهر على دخوله البيت الأبيض لم يجري بايدن محادثة مع زعماء المنطقة باستثناء رئيس الوزراء الإسرائيلي بينامين نتنياهو الذي أجرى اتصالاً هاتفيًا معه قبل أيام.
وسلطت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية الضوء على أولويات بايدن خلال الفترة المقبلة التي برزت أمام ملفات الشرق الأوسط، بعد إعلان إدارته إنهاء الدعم الأمريكي للعمليات التي تقودها السعودية في اليمن في أول أسبوعين من توليه منصبه وهي خطوة سبقها تجميد بعض مبيعات الأسلحة إلى المنطقة.
وتقول المجلة الأمريكية، إن إدارته تراجعت عن عمد في الرد على هجوم صاروخي مميت في الآونة الأخيرة في شمال العراق استهدف التحالف الذي تقوده أمريكا نفسها.
ترتيب الأولويات
ورتب مسؤول كبير سابق بالأمن القومي ومستشار مقرب من بايدن، أولويات الرئيس من حيث المناطق، قائلاً: "إذا كنت ستدرج المناطق التي يراها بايدن كأولوية، فإن الشرق الأوسط ليس في المراكز الثلاثة الأولى" مضيفًا أن الأولويات الحالية هي منطقة آسيا والمحيط الهادئ ثم أوروبا ثم نصف الكرة الغربي، ما يعكس إجماعًا من الحزبين على أن القضايا التي تتطلب اهتمامًا تغيرت مع عودة المنافسة بين القوى العظمى مثل الصين وروسيا.
وأكد مستشار آخر لبايدن، أنهم مصممون على عدم الانجرار إلى الشرق الأوسط.
على مدى سنوات اعتاد بايدن كنائبًا لأوباما التنقل بين واشنطن والشرق الأوسط، والتعامل مع الملف العراقي، وشن معركة وحيدة لمنع زيادة القوات الأمريكية المخطط لها إلى أفغانستان، والحرب في سوريا، ومحاربة داعش، ومع ذلك هاجم بايدن الحلفاء في 2014 وألقى باللوم عليهم في صعود التنظيم الإرهابي وكشف عن إحباطاته تجاه المنطقة.
وتقول "بوليتيكو" إنه يتعين على بايدن معالجة بعض تلك القضايا التي أزعجته قبل نحو عقد من الزمان، لافتة إلى أنه لم يقدم إلا مؤشرات ضئيلة بعد بشأن ما إذا كان سيكمل الانسحاب الأمريكي من أفغانستان، المقرر في مايو المقبل بموجب اتفاق سلام أبرمته إدارة ترامب مع طالبان.
إشارات واضحة
وأشارت المجلة أن بايدن عارض بشكل لا يُنسى أي زيادة في القوات الأمريكية في أفغانستان أثناء عمله كنائب لأوباما، إلا أن وزير دفاعه الجديد لويد أوستن، لمح إلى أن الانسحاب الأمريكي قد لا يستمر كما هو مخطط له خلال اجتماع الأخير مع وزراء دفاع الناتو. وقال إن البنتاجون لن "يقوم بانسحاب متسرع أو غير منظم".
وذكرت أن أوستن بدا حريصًا كبايدن على عدم التورط في الشرق الأوسط، ونقلت عن مسؤولاً كبيرًا في الإدارة الأمريكية، قوله إنه بدأ مؤخرًا مراجعة لنشر القوات الأمريكية في جميع أنحاء العالم ومن المتوقع أن يعيد تقييم الوجود العسكري الأمريكي في الخليج، ومن غير المرجح أن يقلل من وجود القوات في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
وذكرت المجلة أن الشرق الأوسط لم يظهر في أولويات أوستن عندما عين ثلاثة مستشارين خاصين في قضايا رئيسية هي الصين وكورونا والمناخ، مشيرة إلى أن البنتاجون ليس المكان الوحيد الذي يقدم تلميحات حول الأولويات الجديدة.
وأضافت أن مستشار الأمن القومي جيك سوليفان في مجلس الأمن القومي، قلص حجم الفريق المخصص للشرق الأوسط وحشد الوحدة التي تنسق سياسة واشنطن تجاه منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
وقالت في تقريرها إن التعيين المحتمل لمستشار بيرني ساندرز، مات دوس في منصب رفيع المستوى في وزارة الخارجية، أثار الشكوك حول الإدارة بأنها ليست مهتمة بشكل مفرط بالسياسات المحلية التقليدية بشأن سياسة الشرق الأوسط.
وتقول إنه خلال الفترة القصيرة التي قضاها بايدن كرئيس هناك إشارات على استعداده للالتزام ببعض الإنجازات الدبلوماسية التي توسط فيها سلفه بين إسرائيل والإمارات والبحرين، مضيفة أن الاختبار الكبير الذي يواجهه والذي يمكن أن يحدد جيدًا أولوية جهوده في الشرق الأوسط، هو كيف سيتعامل مع الاتفاق النووي الذي انسحب منه ترامب.
وفي إشارة أخرى إلى أن الإدارة تريد تخليص نفسها من المنطقة، يقول المسؤولون الأمريكيون إن الاستخبارات لم تشر بعد إلى الجاني "الواضح" في حادث سقوط ثلاثة صواريخ على قاعدة جوية عراقية في أربيل حيث تتمركز القوات الأمريكية الذي أسفر عن مقتل متعاقد مدني غير أمريكي وإصابة خمسة أمريكيين وأكدت أنها ستسمح للعراقيين بقيادة التحقيق وأي رد عسكري، وقال متحدث باسم البنتاجون: "نريد أن نمنح العراقيين الوقت والمساحة اللازمين للتحقيق".
فيديو قد يعجبك: