إعلان

بعد أعوام من الغموض.. الاستخبارات الأمريكية تحقق في "هجمات الميكرويف"

11:45 ص الخميس 25 فبراير 2021

هجمات الميكروويف

كتبت- رنا أسامة:

بعد أكثر من 3 أعوام على تعرض الضابط السابق للمخابرات الأمريكية، مارك بوليمروبولوس، لهجوم غامض في موسكو، قلب حياته رأسًا على عقِب، حصل أخيرًا على تشخيص: "إصابة دماغية مؤلمة وأرق أثناء النوم وقلق".

ووفق شبكة "سي إن إن" الأمريكية، فإن حالة بوليمروبولوس تُماثل حالة ضباط كُثر في وكالة الاستخبارات المركزية تعرّضوا لهجمات غامضة تعرف باسم "هجمات الميكروويف".

يأتي تشخيص حالة بوليمروبولوس هذا الشهر من قِبل مركز "والتر ريد الطبي" بعد أن أمضى سنوات من أجل الحصول على علاج طبي متخصص، في ظل التشكيك في طبيعة مرضه.

قال بوليمروبولوس (26 عامًا) للسي إن إن: "عندما شخّصوا حالتي بأنها إصابة دماغية، بكيت واتصلت على الفور بضابط استخباراتي آخر حالته مماثلة. وكل ما ما يمكنني قوله، وكما تعلمون، إنهم لم يصدقوني من قبل. لكن انظر إلى ما حدث الآن".

وبوليمروبولوس واحد من حوالي 40 مسؤولًا حكوميًا أمريكيًا عبر العديد من الوكالات الذين وقعوا ضحايا لهجمات "غير مرئية" منهكة في روسيا وكوبا والصين وأماكن أخرى حول العالم.

في العام الماضي فقط، تم تنفيذ المزيد من هذه الاعتداءات ضد ضباط وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه)، حسبما نقلت الشبكة الأمريكية عن مصدر قالت إنه "مُطلع على هذه القضية".

وعلمت الشبكة أن السي آي إيه أنشأت أول فرقة عمل على الإطلاق للتركيز على "هجمات الميكروويف "، المشتبه بها على ضباط المخابرات.

وستعتمد جهود هذه الفرقة على مجموعة واسعة من الموارد في الوكالة لضمان التصدي لأي حوادث مستقبلية، وفقًا لمسؤول حكومي أمريكي. وبينما يجري الآن تشكيلها، تشير وكالات متعددة إلى أنها ستعيد فحص الهجمات الغامضة وإعطاء الأولوية للتحقيق.

1

زخم جديد

يأتي هذا الزخم الجديد في أعقاب التقارير التي رُفعت عنها السرية مؤخرًا، وتشير إلى أن التحقيق الأولي ربما كان "فاشلًا" منذ البداية.

وتؤكد قصة بوليمروبولوس التحدي المُعقّد الذي تواجهه إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن في مواجهة روسيا، بحسب السي إن إن.

وتستعد إدارة بايدن لفرض عقوبات على روسيا في الأسابيع المقبلة، بسبب تسميم وسجن زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني واختراق سولار ويندز. وكان الرئيس الأمريكي أكد

وفي وقت سابق، أعلنت إدارة بايدن عن مراجعة لـ"التصرفات العدوانية" لروسيا، وتعهد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن خلال جلسة تثبيت تعيينه بالكشف عن المزيد من المعلومات بشأن "متلازمة هافانا"، كما وعد بـ"المحاسبة" في حال ثبتت مسئولية دولة ما.

كان هجوم بوليمروبولوس وقع في ديسمبر 2017، عندما كان في مهمة في موسكو، حيث أجرى عمليات سرية ضد روسيا بعد تدخلهم في الانتخابات الأمريكية لعام 2016، حيث أصدرت حينها قيادة السي آي إيه في المقابل "دعوة لحمل السلاح" وأعادت نشر ضباط متمرسين من أمثال بوليميروبولوس.

2

وصار بوليمروبولوس قائمًا بأعمال رئيس العمليات السرية في أوروبا وأوراسيا، إذ تعاون مع الحلفاء لكشف أنشطة موسكو التي كان من بينها تسميم الجاسوس الروسي السابق سيرجي سكريبال عام 2018 في سولزبري بإنجلترا.

وقال: "استيقظت في منتصف الليل وأنا أعاني من حالة دوار وكأنني أوشك على التقيؤ، لم أستطع الوقوف على قدمي، كنت أسقط. أصبتُ بالرصاص مرات عدة، غير أن هذه كانت أكثر تجربة مرعبة في حياتي".

ولم تحدد الحكومة الأمريكية منفذ الهجوم، حيث لا تزال تحقق في الحوادث، لكن العديد من المسؤولين الأمريكيين الحاليين والسابقين يعتقدون أن روسيا هي المسؤولة. ولم ترد السفارة الروسية في واشنطن على طلب السي إن إن للتعليق.

وذكرت دراسة مولتها الحكومة الأمريكية، أجرتها الأكاديمية الوطنية للعلوم أواخر العام الفائت، أن إشعاع الميكروويف "الموجّه" كان السبب الأكثر ترجيحًا للأعراض التي لوحظت في موظفي الحكومة الأمريكية المتضررين.

ودرست الاستخبارات الأمريكية هجمات الميكروويف لعقود، وفقًا لوثائق حصلت عليها السي إن إن من مجموعة شخصية لضابط سابق في وكالة الاستخبارات المركزية.

وكان مجتمع الاستخبارات الأمريكية على دراية أيضًا بأن روسيا كانت تجري أبحاثًا عن أسلحة الميكروويف منذ سبعينيات القرن الماضي، التي قرروا أنها قد تكون مفيدة في "تعطيل أنماط سلوك الأفراد العسكريين أو الدبلوماسيين"، بحسب وثائق وكالة الأمن القومي.

3

من علاقة غرامية إلى "طلاق"

أمضى بوليميروبولوس أعوامًا في العراق وسوريا وأفغانستان كضابط رفيع المستوى بوكالة الاستخبارات المركزية.

وعندما ذهب بوليمروبولوس لأول مرة إلى المسؤولين الطبيين في السي آي إيه، لم يعتقدوا أنه تعرض لهجوم مماثل لتلك التي كان تعرّض لها دبلوماسيون أمريكيون في كوبا وقتذاك.

لكنه كان واثقًا من استهدافه بسلاح سري من الموجات الدقيقة (ميكروويف) في موسكو. "ما حدث لدبلوماسيين أمريكيين في كوبا حدث لي"، هكذا يعتقد بوليميروبولوس.

شعر بوليمروبولوس، الذي قضى حياته المهنية في محاربة الإرهاب في الشرق الأوسط، بالخيانة من قِبل المخابرات المركزية. ووصف علاقته مع السي آي إيه بأنها تحوّلت من علاقة غرامية إلى "طلاق".

قال بوليمروبولوس: "إنهم (السي آي إيه) يرسلونك إلى مكان خطير وأنت تقبل مواجهة هذا الخطر، لكنك تعلم أنه إذا حدث لك شيء ما -سيدعمونك وستحصل دائمًا على العلاج المناسب. لكن ما حدث معي كما أظن أنهم خانوا ذلك العهد".

ورفضت السي آي إيه الرد مباشرة على تصريحات بوليمروبولوس.

بيد أن المتحدث باسمها تيموثي باريت قال في بيان إن "وكالة المخابرات المركزية تعمل جنبًا إلى جنب مع الوكالات الحكومية الأخرى لمضاعفة جهودنا للعثور على إجابات فيما يتعلق بالحوادث الصحية العالمية غير المبررة التي أثرت على الأفراد. كانت الأولوية القصوى للوكالة ولا تزال هي رفاهية جميع ضباطنا".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان