إقالة سفير ميانمار في الأمم المتحدة بعد خطاب مناهض للجيش
نايبيداو- (بي بي سي):
قال حكام ميانمار العسكريون إنهم أقالوا سفير بلادهم لدى الأمم المتحدة بعد أن دعا للمساعدة في إزاحة الجيش من السلطة.
وفي خطاب مؤثر، قال السفير، كياو مو تون، إنه لا ينبغي لأحد أن يتعاون مع الجيش حتى يعيد السلطة إلى الحكومة المنتخبة ديمقراطيا.
وكثفت قوات الأمن في ميانمار، السبت، حملة القمع ضد المتظاهرين المناهضين للانقلاب.
وذكرت وسائل إعلام محلية أن الأمن اعتقل العشرات وأطلق النار على امرأة في مدينة منويا، ولا تزال حالتها غير واضحة حتى الآن.
وشهدت ميانمار احتجاجات منذ الإطاحة بكبار قادة الحكومة، بمن فيهم الزعيمة أونغ سان سو تشي، واحتجازهم بعد تولي الجيش السلطة في 1 فبراير.
ماذا قال سفير ميانمار؟
في حديث أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الجمعة، حث السفير كياو مو تون المجتمع الدولي على استخدام "أي وسيلة ضرورية لاتخاذ إجراءات" ضد الجيش للمساعدة في "استعادة الديمقراطية"، قائلا إنه يمثل حكومة سو تشي المخلوعة.
وأضاف "نحن بحاجة إلى مزيد من الإجراءات الأقوى الممكنة من المجتمع الدولي لإنهاء الانقلاب العسكري على الفور، ووقف قمع الأبرياء، وإعادة سلطة الدولة إلى الشعب واستعادة الديمقراطية".
وقد قوبل خطابه بالتصفيق، وكانت ليندا توماس فرينفيلد، المبعوثة الأمريكية الجديدة لدى الأمم المتحدة، من بين الذين أشادوا بتصريحاته ووصفتها بأنها "شجاعة".
وفي عرض آخر للتحدي، رفع كياو مو تون ثلاثة من أصابع يده، وهي الإشارة التي تبناها المتظاهرون المناهضون للانقلاب في البلاد.
وأعلن التلفزيون الحكومي في ميانمار السبت إقاله كياو مو تون، قائلا إنه "خان البلاد وتحدث باسم منظمة غير رسمية لا تمثل البلاد" و "أساء استخدام سلطته ومسؤولياته" كسفير.
ماذا حدث في ميانمار السبت؟
نُظمت المزيد من الاحتجاجات في عدة مدن، ونشر الجيش سيارات مزودة بخراطيم المياه لمنعهم، وورد أن صحفيين من بين عشرات المعتقلين لدي الجيش.
وفي مدينة يانغون الرئيسية، أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع على حشود من المتظاهرين. وقال شهود عيان تحدثوا إلى وكالة رويترز للأنباء، إن الشرطة ألقت القبض على أشخاص وتعرضوا للضرب، كما ورد أنهم أطلقوا النار في الهواء، مع وقوع اشتباكات مماثلة في مدينة ماندالاي ثاني أكبر مدينة.
وشوهد المتظاهرون في بعض الأماكن، بما في ذلك مدينة يانغون، وهم يبنون حواجز مؤقتة في محاولة لعرقلة قمعهم.
وبحسب جمعية مساعدة السجناء السياسيين، فقد اعتُقل وحُوكم أكثر من 770 شخصا منذ بدء الانقلاب.
وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن ثلاثة صحفيين على الأقل اعتقلوا يوم السبت بينهم مصور من وكالة أسوشيتد برس.
ودافع الجنرال، مين أونغ هلينغ، عن الانقلاب الذي قاده، لكن ثلاثة متظاهرين على الأقل وشرطي لقوا حتفهم حتى الآن في أعمال عنف ضده.
ما هي خلفية الاحتجاجات؟
استولى الجيش على السلطة في الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا في 1 فبراير، بعد اعتقال الزعيمة السياسية أونغ سان سو تشي ومئات من أعضاء البرلمان الآخرين.
وقال بيان بثه التلفزيون العسكري إن كل السلطات مُنحت للقائد الأعلى للجيش، مين أونغ هلينغ، الذي أعلن حالة الطوارئ لمدة عام.
وشكل قادة الانقلاب منذ ذلك الحين مجلسا أعلى يهيمن على مجلس الوزراء.
وجاء الانقلاب في أعقاب الفوز الساحق الذي حققته الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية التي ترأسها سو تشي في الانتخابات.
وحثت سو تشي أنصارها على "عدم قبول ذلك" و"الاحتجاج على الانقلاب".
وتشهد ميانمار احتجاجات كبيرة بشأن إطاحة الجنرالات بالزعيمة المدنية أونغ سان سو تشي واحتجازها قبل ثلاثة أسابيع.
وخرجت مظاهرات حاشدة في الشوارع في جميع أنحاء البلاد، بينما أدت حملة عصيان مدني إلى خنق العديد من العمليات الحكومية وكذلك الشركات.
فيديو قد يعجبك: