الحريري في القاهرة.. دلالات الزيارة ودور مصر في حل أزمة تشكيل الحكومة
كتبت– إيمان محمود
صباح اليوم، الأربعاء، وصل رئيس الحكومة المكلف في لبنان، سعد الحريري، إلى مصر، ضمن جولات إقليمية بدأها خلال الأسابيع القليلة الماضية لبحث الأزمة الاقتصادية والسياسية التي تشهدها لبنان.
وخلال زيارته التقى الحريري بالرئيس عبد الفتاح السيسي في قصر الاتحادية، وذلك بحضور، وزير الخارجية، سامح شكري.
واستعرضت وسائل الإعلام اللبنانية، جدول أعمال الزيارة قائلة: "يعقد منذ التاسعة والنصف في قصر الاتحادية في القاهرة لقاء بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس المكلّف سعد الحريري بحضور وزير الخارجية المصري الذي كان في استقبال الحريري ويقيم له غداء عمل".
وأضافت: "ويلتقي الحريري عند الثانية عشرة ظهر اليوم أيضاً الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط".
كما أكد الحريري أن الزيارة تهدف إلى مناقشة مستجدات الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة، قائلاً في تغريدة عبر صفحته الرسمية على "تويتر" صباح اليوم "توجه رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري إلى جمهورية مصر العربية، حيث من المقرر أن يلتقي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ووزير الخارجية سامح شكري والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط ويجري معهم محادثات تتناول آخر المستجدات والأوضاع العامة في لبنان والمنطقة".
توجه رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري إلى جمهورية مصر العربية، حيث من المقرر أن يلتقي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ووزير الخارجية سامح شكري والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط ويجري معهم محادثات تتناول آخر المستجدات والأوضاع العامة في لبنان والمنطقة .
— Saad Hariri (@saadhariri) February 3, 2021
وتأتي الزيارة بعد يوم من تسليم السفير المصري في بيروت ياسر علوي، رسالة من الرئيس السيسي إلى نظيره اللبناني ميشال عون، عبّر فيها عن تمنياته للبنان بدوام التقدم والازدهار.
ودعا السيسي في رسالته لعون إلى دعم بلاده لترشيح الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط لولاية ثانية "من أجل خدمة القضايا العربية، وذلك على ضوء مسيرته الممتدة في العمل العام والتمثيل الدبلوماسي، فضلا عن الجهد الذي بذله أبو الغيط خلال السنوات الماضية للحفاظ على العمل العربي المشترك وتعزيز التواصل مع القوى الدولية ومنظمة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى دفاعا عن القضايا العربية".
وأشار السيسي في رسالته إلى أنه لا وضوح للرؤية بعد بالنسبة إلى إمكانية عقد القمة العربية في موعدها حتى تضطلع بمسؤولياتها تجاه هذه المسألة نظرا لظروف جائحة كورونا.
كما قام السفير علوي بزيارة لوزير الزراعة اللبناني عباس مرتضى، أمس الثلاثاء، حيث بحث خلالها التبادل التجاري بين البلدين وكيفية تفعيله خصوصا في ظل الأزمة التي تحيط بالاقتصاد اللبناني. بحسب ما ذكرته الوكالة الوطنية للإعلام.
وأضافت الوكالة اللبنانية أن اللقاء تناول ملف استيراد لبنان للبطاطس المصرية في ضوء اتفاقية التعاون بين البلدين.
وأكد مرتضى أن التعاون اللبناني- المصري، استراتيجي في مجال الأمن الغذائي لا سيما في ضوء العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين، مشيرا إلى أهمية تفعيل التبادل بما يصب في مصلحة البلدين.
دور مصري لحل الأزمة
سلّطت الصحف اللبنانية اليوم الأربعاء، الضوء على الدور المصري تجاه الأزمة الحكومية في لبنان، حيث قالت صحيفة "النهار" في افتتاحيتها "يواصل الرئيس الحريري تحركه الخارجي الذي بدأه قبل أسابيع ويقوم اليوم بزيارة للقاهرة يلتقي خلالها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لعرض التطورات اللبنانية والإقليمية وبطبيعة الحال ستتناول المحادثات ملف الأزمة الحكومية نظرا إلى الاهتمام المصري المعروف بالوضع اللبناني والجهود التي تبذلها عبر سفيرها في لبنان سعيا إلى حل للأزمة".
وأضافت: "زيارة الحريري للقاهرة في إطار ما سبق للرئيس المكلف أن أعلنه من أنه سيقوم بزيارات عدة للخارج إلى دول عربية وغربية في محاولة لإعادة علاقات لبنان مع الدول الشقيقة والصديقة".
من جانبها، ذكرت صحيفة "الجمهورية" اللبنانية، أن "الحريري كان ينتظر موعد اللقاء مع السيسي منذ بداية السنة، وكان قد انتظر تحديده منذ كان في الإمارات العربية المتحدة منتصف الشهر الماضي".
كما شددت صحيفة "اللواء" على أن لقاء الحريري بالرئيس السيسي يأتي في "في إطار الاهتمام المصري بالمساهمة في تأليف حكومة جديدة".
ويأمل الحريري بحشد دعم عربي للبنان الذي يشهد أسوأ أزمة اقتصادية خانقة تُعدّ الأسوأ منذ عقود، والتي عززت من الانقسامات الداخلية بين الأطراف اللبنانية.
ويسعى الحريري الذي تم تكليفه بتشكيل الحكومة منذ قرابة شهرين، إلى تأليف حكومة تقوم بالإصلاحات التي طلبها المجتمع الدولي وعلى رأسهم فرنسا لمساعدة البلاد على الخروج من أزمتها، إلا أنه يصطدم بعراقيل توزيع الحصص والتوازن السياسي في لبنان.
وفي السياق، أشارت صحيفة "الخليج" الإماراتية، إلى الدور الذي تقوم به مصر من أجل استعادة الاستقرار في الدول العربية.
فتحت عنوان "قبل فوات الأوان".. كتبت صحيفة "الخليج" أن الرئيس المصري وضع إصبعه على الجرح يوم أمس الأول خلال افتتاح "المنتدى العربي الاستخباري" بالقاهرة، عندما أكد أهمية العمل الجماعي في جميع الدول العربية لا سيما التي تشهد حالة من السيولة وتعصف بها الأزمات، وتسعى التنظيمات الإرهابية للاستقرار والتمدد فيها، مدعومة بقوى خارجية إقليمية ودولية تستهدف صناعة الفوضى من أجل السيطرة على مقدرات الأوطان.
وأوضحت الصحيفة أن السيسي ناشد العرب أيضا للوقوف صفاً واحداً لنبذ الفرقة وتجاوز أية خلافات من أجل إعلاء مصالح الأوطان والشعوب العربية.
ولفتت إلى أن العرب يمتلكون كل الوسائل والآليات لتحقيق هذا الهدف، ومن خلال منظومة العمل العربي المشترك الممثلة بالجامعة العربية، التي تحتاج فقط إلى إعادة الحياة إليها.
فيديو قد يعجبك: