لبنان: تفاقم أزمات قطاعات المحروقات والمستشفيات والأفران على وقع انهيار الليرة
بيروت - أ ش أ
تفاقمت أزمات قطاعات المحروقات والمستشفيات والأفران والمخابز جراء الانهيار المتسارع في سعر صرف الليرة اللبنانية مقابل الدولار الأمريكي وتخطي السعر في السوق الموازية (السوداء) 15 ألف ليرة للدولار الواحد في وقت تتراوح أسعار الصرف الرسمية ما بين 1500 إلى 3900 ليرة.
وحذر نقيب أصحاب المستشفيات سليمان هارون من انهيار وشيك سيتعرض له القطاع الاستشفائي في لبنان جراء عدم توافر الدولار الأمريكي اللازم لاستيراد الأدوات والمعدات الطبية الضرورية وصيانتها، وبقاء أسعار التعريفات المعتمدة حاليا للخدمات الطبية في المستشفيات منذ أكثر من 20 عاما وتأخر الدولة في سداد مستحقات المستشفيات.
وأشار هارون - في مؤتمر صحفي اليوم الثلاثاء- إلى أن الأطباء وأطقم التمريض بدأوا في ترك لبنان والهجرة إلى الخارج على وقع الانهيار المالي والاقتصادي والنقدي المتسارع، الأمر الذي يمثل خطورة بالغة تتطلب إجراءات استثنائية من قبل الدولة ووقف المناكفات بين القوى السياسية والمضي قدما في عملية إنقاذية للبلاد عبر تشكيل الحكومة الجديدة سريعا.
وأعرب هارون عن تخوفه من إمكانية توقف تقديم الخدمات الطبية والاستشفائية في عدد من المستشفيات اللبنانية على وقع تداعيات الانهيار المالي والاقتصادي والنقدي الذي يشهده لبنان ويلقي بثقله على القطاع الطبي والصحي اللبناني، بما يمثله هذا الأمر من خطورة بالغة على السلامة الصحية للبنانيين.
وعلى صعيد متصل.. بدا لافتا تفاقم أزمة نقص المحروقات في عموم لبنان، حيث قامت العديد من محطات الوقود لا سيما في المناطق الشمالية والجنوب ومحافظة البقاع، بوضع لافتات تفيد بعدم وجود بنزين، في حين شوهدت طوابير طويلة من السيارات أمام المحطات التي لا تزال تمتلك كميات من الوقود.
ولجأ العديد من محطات البنزين في العاصمة بيروت ومحافظة جببل لبنان إلى تقنين الكميات المباعة للسيارات والمركبات في ظل النقص الحاد في كميات الوقود التي تصلها، الأمر الذي تسبب في اصطفاف السيارات في طوابير طويلة للحصول على كميات تتراوح ما بين 10 لترات و20 لترا بحد أقصى.
وأكد ممثل موزعي المحروقات في لبنان فادي أبو شقرا وجود أزمة كبيرة في البنزين وشُح في المحروقات، لافتا إلى أن المنشآت النفطية التابعة للدولة شبه خالية من البنزين منذ فترة.
وأوضح أبو شقرا -في تصريح اليوم- أن الارتفاع الكبير في سعر صرف الدولار الأمريكي، تسبب في مشكلة كبيرة في مختلف القطاعات لا سيما قطاع المحروقات، مطالبا الدولة اللبنانية بالتدخل لتوفير الوقود في السوق اللبنانية لأن الوضع لم يعد يتحمل.
من ناحية أخرى، أعلن اتحاد نقابات الأفران والمخابز أن التقلب الحاد في سعر صرف الدولار الأمريكي في السوق السوداء والذي بلغ حد التفلت، قد يدفع بالأفران إلى التوقف القسري عن العمل ومن ثم عدم توفير الخبز للمواطنين إلى حين استقرار سعر الصرف.
وطالب نائب رئيس اتحاد نقابات الأفران والمخابز علي إبراهيم - في بيان اليوم - الدولة اللبنانية بالتدخل وتحمل مسئولياتها حتى يُمكن الاستمرار في توفير "رغيف الخبز" للمواطن في ظل التقلبات الحادة لأسعار الدولار والتي أصبحت من دون سقف.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: