إعلان

اتفاق تونسي ليبي على تعزيز النشاط التجاري بين البلدين

04:43 م الأربعاء 17 مارس 2021

اتفاق تونسي ليبي

طرابلس - (د ب أ):

اتفقت تونس وليبيا على تبادل الخبرات وتكثيف التعاون في مختلف المجالات لمواجهة التحديات الكبيرة للبلدين، وذلك عبر الإسراع بعقد لجان عليا مشتركة.

جاء ذلك خلال زيارة أجراها، اليوم الأربعاء، إلى طرابلس الرئيس التونسي قيس سعيّد مع وفد مرافق له، وكان في استقباله بمطار معيتيقة في العاصمة الليبية رئيس المجلس الرئاسي محمد النفي.

واتفق الطرفان على إعطاء دفعة جديدة للنشاط التجاري ووضع خطة عمل لتفعيل الجانب الاستثماري عبر تسهيل إجراءات العبور بين البلدين وتيسيير الإجراءات المالية بين البنك المركزي التونسي ومصرف ليبيا المركزي.

وعقد الطرفان، مؤتمراً صحفياً داخل قصر ليبيا، وصف خلاله المنفي زيارة الرئيس التونسي بالتاريخية، لتزامنها مع تسليم واستلام السلطة، وتطلعات الليبيين لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية نهاية العام الحالي.

وقال المنفي ، خلال المؤتمر: "نحن لن ننسى وقفة الشعب التونسي معنا طيلة هذه الفترات، ونؤكد لفخامة الرئيس التونسي على خصوصية العلاقات ووحدة المصير والمستقبل المشترك بين الشعبين، وسنعمل معاً على استعادة العلاقات لسابق طبيعتها في كافة المستويات، متمنياً أن "يحفظ الله دولة تونس سراج الديمقراطية في المنطقة العربية".

من جهته، أوضح الرئيس سعيد أن هذه الزيارة تم الإعداد لها منذ مدة طويلة، وجاءت لمشاركة الليبيين فرحتهم بتوحيد السلطات، وقال: "كنا نترقب أن يتم انتخاب الحكومة الجديدة، التي نتمنى أن تكون حكومة مباركة على الشعب الليبي والمنطقة، وقد جئت من أهلي في تونس إلى أهلي في ليبيا، ووجدت تراباً هو امتداد لتراب وطني، فنحن مرة أخرى شعب واحد وتاريخنا حافل بمظاهر الوحدة أكثر من مظاهر الفرقة ومظاهر الأزمات".

وأضاف: "لقد تحدثنا طويلاً هذا الصباح عن علاقاتنا المتميزة عبر التاريخ، وكيف هاجر التونسيون بعد الاحتلال الفرنسي وتفرقوا على عدد من المدن الليبية آن ذاك، ثم كيف جاء الليبيون إلى تونس سنة 1911، وفتح التونسيون أبوابهم لأشقائهم الفارين من الاستعمار، وبعد حوالي قرن شاءت الأقدار أن يأتي أكثر من مليون ليبي إلى تونس وفتح التونسيون على عادتهم لأشقائهم الليبيين بيوتهم واقتسموا معا رغيفهم، فالعلاقات بين الشعبين راسخة في التاريخ وهذه بعض محطاتها التي يمكن أن يتوقف عندها المؤرخون لإبراز متانة هذه العلاقات".

وتابع: "في بعض الأحيان شهدت هذه العلاقات جفاءً، ولكن آن الوقت لأن نتجاوز كل أسباب الجفاء، فشعبنا واحد، صحيح أننا دولتان، ولكن وحّدنا التاريخ والحاضر وسيوحدنا المستقبل".

وأشار سعيّد إلى تحاوره مع السلطات الليبية في جملة من القضايا، كالصحة والتعليم وفتح الطريق أمام الأشخاص والسلع عبر المعابر، موضحاً أن وجهات النظر كانت متطابقة، وأن هناك بعض المسائل الفنية التي لم يتم تناولها وتركت للجنة العليا المشكلة من أجل النظر في محتواها وتفاصيلها خلال الأسابيع المقبلة.

ولفت إلى أنه من بين القضايا التي تمت إثارتها قضية الصحفيّين التونسيّين المختفين في ليبيا منذ نحو ست سنوات ، مبينا أن "البحث متواصل عن مصيرهما خاصة وأن النائب العام الليبي هو الذي يتولى هذه القضية".

وقال: "أنا على ثقة أن كل قرينة قد تستحدث في هذه القضية سيستغلها أشقاؤنا من أجل معرفة الحقيقة التي نريد جميعا التوصل إليها".

وبحسب سعيّد ، فقد تم التباحث بين الطرفين عن سبل مكافحة فيروس كورونا والتعاون المشترك فيما يخص الملف كمسألة اللقاحات المضادة للمرض، وبحث التنسيق بين البلدين في هذا المجال.

واستطرد قائلاً: "لقد دخلنا مرحلة جديدة في التاريخ، ونستشرف مستقبلاً مشرقاً للأجيال القادمة، كانت أحلامنا كبيرة إثر الاستقلال، ولكن هذه الأحلام وللأسف لم يتحقق منها إلا القليل"، مشيرا إلى العمل معاً من أجل أن يعود اتحاد المغرب العربي إلى سابق نشاطه باجتماع جديد لدول الاتحاد على مستوى وزراء الخارجية وعلى مستوى القمة.

وأضاف أن "شعوبنا تقاربت عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي، وتتفاعل فيما بينها وتتقاسم الأفكار والرؤى والأحلام، وبالتأكيد سنكون في موعد مع شبابنا وشعبنا الواحد لتجسيد أحلام الخروج من الوضع الذي بقينا فيه لسنوات".

وأشار إلى أن "هناك العديد من العقود والاتفاقات التي تم إبرامها، ولكن للأسف لم تجد طريقها نحو التطبيق الكامل، ولكن سنعمل على إحيائها وتطويرها إن لم تعد ملائمة للأوضاع الجديدة".

وختم الرئيس سعيد قائلا: "في هذه المرحلة يجب أن تسترجع شعوبنا سيادتها كاملة، وتختار دساتيرها وكل ما تريد، كلنا نمر بمرحلة دقيقة ولكن سنجسد أحلامنا أو على الأقل الجزء الأكبر منها".

ووصل الرئيس سعيد إلى طرابلس صباح اليوم في أول زيارة لرئيس تونسي إلى ليبيا منذ عام 2012.

وقامت إدارة الاحتفالات والزينة الليبية بتزيين شوارع العاصمة طرابلس برايتي ليبيا وتونس ترحيبا بزيارة الرئيس التونسي .

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان