بيان مصري سوداني جديد حول سد النهضة: "هذا شرط الاتفاق"
كتبت- رنا أسامة:
جدّدت مصر والسودان التأكيد على أهمية التوصل لاتفاق قانوني ملزم حول ملء وتشغيل سد النهضة، بما يحفظ حقوقهما المائية ومصالحهما، إلى جانب إثيوبيا، ويحدّ من أضرار هذا المشروع على دولتي المصب.
وأكد البلدان، في بيان مُشترك، أن لديهما إرادة سياسية ورغبة جادة لتحقيق هذا الهدف في أقرب فرصة ممكنة، مُطالبين إثيوبيا بإبداء حسن النية والانخراط في عملية تفاوضية فعّالة من أجل التوصل لهذا الاتفاق.
كما أعربا عن تقديرهما للجهد الذي بذلته جنوب أفريقيا في تسيير مسار المفاوضات، وترحيبهما بتولي الكونجو قيادة هذه المفاوضات بعد تبوء رئيسها، فيلكس تشيسيكيدي، رئاسة الاتحاد الأفريقي، وفق البيان المُشترك الصادر في خِتام زيارة أول زيارة تُجريها وزيرة الخارجية السودانية مريم الصادق المهدي إلى مصر، الأحد.
وفي الوقت نفسه، أبدى الجانبان قلقهما إزاء تعثر المفاوضات التي رعاها الاتحاد الأفريقي، مُشددين على أن تنفيذ إثيوبيا الملء الثاني للسد بشكل أحادي "سيشكل تهديدًا مباشرًا للأمن المائي للقاهرة والخرطوم؛ لا سيّما فيما يتعلّق بتشغيل السدود السودانية ويهدد حياة 20 مليون مواطن سوداني"، كما أنه يعد "خرقًا ماديًا لاتفاق إعلان المبادئ المُبرم بين الدول الثلاث بالخرطوم في 23 مارس 2015".
وحسب البيان المنشور على الصفحة الرسمية لوزارة الخارجية عبر فيسبوك، أكّد سامح شكري وزير الخارجية ونظيرته السودانية مريم الصادق المهدي، على تمسّك البلدان بالمقترح السوداني الذي دعمته مصر حول تطوير آلية التفاوض.
وشدد الوزيران على ضرورة الاستمرار في التنسيق والتشاور بين البلدين فيما يتعلق بأزمة سد النهضة، واتفقا على إحاطة الدول العربية بمستجدات المفاوضات، بما في ذلك اللجنة العربية المشكلة لمتابعة تطورات هذا الملف الحيوي.
كان السودان تقدّم قبل نحو أسبوعين بمقترح لتحريك مياه المفاوضات الراكدة، بتشكيل لجنة رباعية دولية تشمل بجانب الاتحاد الأفريقي، الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، في وقت واصلت فيه إثيوبيا تعنّتها وأكّدت أنها ستقوم بتعبئة المرحلة الثانية في يوليو المقبل، حتى لو لم يُتوصل إلى اتفاق.
الأمر الذي عدّته الخرطوم تهديدا للأمن القومي. وتخشى مصر من أن عملية ملء السد قد تؤثر على حصتها من المياه، ففي السنوات التي يكون فيها معدل الأمطار عاديا أو فوق المتوسط لا يُتوقع أن تكون هناك مشكلة، ولكن القلق بشأن ما قد يحدث خلال فترات الجفاف التي قد تستمر لأعوام.
وبدأت إثيوبيا مرحلة ملء خزان السد العام الفائت على الرغم من مطالبة مصر والسودان بأن يتم الاتفاق بين الأطراف الثلاثة أولا.
وقالت إثيوبيا التي حققت أهداف العام الأول في تخزين المياه، إنها ستمضي قدما في ملء خزان السد سواء توصلت الأطراف الثلاثة إلى اتفاق فيما بينها أم لو تتوصل.
ودخل السودان ومصر في محادثات غير مثمرة دامت أكثر من عشرية كاملة مع إثيوبيا حول سد النهضة، منذ أن بدأت العمل فيه عام 2011.
وجرت الشهر الماضي محادثات بين الأطراف الثلاثة بحضور مراقبين من الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي، ولكنها باءت بالفشل.
ويهد نهر النيل عصب الحياة في 10 دول يعبرها، إذ يوفر لها المياه والكهرباء.
ويلتقي النيل الأبيض والنيل الأزرق في الخرطوم قبل أن يعبر مصر ليتدفق في البحر الأبيض المتوسط.
فيديو قد يعجبك: