المبادرة السعودية باليمن.. هل تفشل قبل أن تبدأ رغم الترحيب الدولي؟
كتبت- رنا أسامة:
احتفت دول ومنظمات عربية ودولية بالمبادرة السعودية لحل الأزمة اليمنية المُستمرة منذ انقلاب الحوثيين في عام 2014، وسط تطلعات لحلّ الأزمة سلميًا وفي أسرع وقت مُمكن.
تقترح المبادرة السعودية وقف إطلاق نار في البلاد تشرف عليه الأمم المتحدة، وإعادة فتح مطار صنعاء، والسماح باستيراد الوقود والمواد الغذائية عبر ميناء الحُديدة، واستئناف المفاوضات السياسية بين الحكومة اليمنية المدعومة من المملكة والحوثيين المتحالفين مع إيران.
وفي حين رحّبت الحكومة اليمنية بالمبادرة باعتبار أنها "اختبار حقيقي لمدى رغبة الميليشيات المدعومة من إيران في السلام"، رفضها الحوثيون وقلّلوا من أهميتها وقالوا إنها "لا تتضمن شيئًا جديدًا". وقال كبير المفاوضين الحوثيين محمد عبدالسلام إنهم سيواصلون المحادثات مع الرياض ومسقط وواشنطن في محاولة للتوصل إلى اتفاق سلام.
وقال عبدالسلام لرويترز إن فتح المطارات والموانئ "حق إنساني"، ويجب ألا يستخدم كأداة ضغط. ومن المُقرر أن تدخل المبادرة حيّز التنفيذ فور موافقة الحوثيين عليها، حسبما أعلن، وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان.
ترحيب عربي: فرصة ثمينة
عربيًا، ثمّنت مصر الجهود الصادقة للمملكة وحرصها الدؤوب على التوصل لتسوية شاملة في اليمن، تُنهي أزمته السياسية والإنسانية المُمتدة، وتعمل على تغليب مصلحة الشعب اليمني الشقيق، وتهيئة الأجواء لاستئناف العملية السياسية، بهدف التوصل إلى حل شامل للأزمة اليمنية.
ودعت مصر، في بيان لوزارة الخارجية، كافة الأطراف اليمنية إلى التجاوب مع المبادرة السعودية، بما يحقن دماء الشعب اليمني الشقيق ويدعم جهود إحلال السلام في اليمن.
وأعربت الإمارات عن تأييدها للمبادرة. ووصف، وزير الخارجية الإماراتي، الشيخ عبدالله بن زايد، المبادرة بأنها "فرصة ثمينة" لوقف شاملٍ لإطلاق النار في اليمن، ولتمهيد الطريق نحو حل سياسي دائم.
فيما أشادت البحرين بالمواقف السعودية الداعمة لليمن، وسعيها الدائم لاستعادة أمنه واستقراره، مُعربة عن تطلعها بأن "تلقى هذه المبادرة السعودية الخيرة تأييدًا وترحيبًا من كافة الأطراف اليمنية والمجتمع الدولي، من أجل إنهاء الحرب، وإعادة السلم والأمن إلى اليمن، وتحقيق تطلعات شعبه الشقيق في إعادة الإعمار والتنمية والازدهار"، حسبما ذكرت وكالة الأنباء البحرينية.
ورحّبت الكويت بالمبادرة السعودية، داعية الأطراف اليمنية إلى التفاعل الإيجابي معها، والالتزام التام بها، بغية انطلاق المشاورات وصولًا إلى الحل السياسي المنشود، وفق المرجعيات الثلاث المتفق عليها، بحسب وكالة الأنباء الكويتية (كونا).
وانضمت سلطنة عُمان إلى مصر والإمارات والكويت، وأعربت عن تأييدها للمبادرة السعودية. وقالت السلطنة في بيان أوردته وكالة الأنباء العمانية، الثلاثاء، إنها ستواصل العمل مع المملكة والأمم المتحدة والأطراف اليمنية المعنيّة "بهدف تحقيق التسوية السياسية المنشودة التي تعيد لليمن الشقيق أمنه واستقراره، وبما يحفظ أمن ومصالح دول المنطقة".
وكذلك أعلن الأردن "دعمه المُطلق" للمبادرة، باعتبار أنها "توفر طرحًا متكاملًا للتوصل لاتفاق سياسي شامل منسجم مع قرارات الشرعية الدولية"، لإنهاء الأزمة وحماية اليمن وشعبه وتعزيز الأمن والاستقرار الإقليميين، بحسب وكالة الأنباء الأردنية (بترا).
وأيّد، الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبوالغيط المبادرة، بأنها "خطوة إيجابية نحو تسوية شاملة في اليمن"، تعكس صدق نوايا المملكة وسعيها للتخفيف من معاناة الشعب اليمني جراء استمرار الحرب.
كما رحب، الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، نايف الحجرف بالمبادرة، واعتبر أنها تعكس الحرص الكبير والرغبة الصادقة لإنهاء الازمة اليمنية، داعيًا إلى قبولها لتجاوز العقبات القائمة وتغليب مصالح الشعب اليمني.
وأشاد، رئيس منظمة التعاون الإسلامي، الدكتور يوسف العثيمين بحرص المملكة المستمر على أمن واستقرار اليمن والمنطقة، ودعمها الجاد والعملي للسلام وإنهاء الأزمة اليمنية، ورفع المعاناة الإنسانية عن الشعب اليمني.
دعم دولي: طرح بنّاء
دوليًا، رحبت الولايات المتحدة بالمبادرة. ودعت وزارة الخارجية الأمريكية جميع الأطراف إلى "الالتزام بجديّة" بوقف إطلاق النار فورًا والانخراط في المفاوضات السياسية برعاية الأمم المتحدة.
ووصف كبير الجمهوريين في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي، جيم ريش، المبادرة بـ"الطرح البنّاء"، مُشيرًا إلى أن الكرة باتت في ملعب الحوثيين وداعميهم في إيران للتجاوب مع المبادرة بشكل جدي.
وغرّد السيناتور الجمهوري عبر تويتر: أرحب بالطرح الجدّي البنّاء من قبل السعودية لإنهاء الصراع في اليمن.. على الحوثيين إثبات ما إذا كانوا هم وداعموهم الإيرانيون جادين في تحقيق سلام حقيقي".
كما أيّد، وزير الخارجية البريطاني، دومينيك راب، المبادرة باعتبارها "أمرا ضروريا"، داعيًا الحوثيين إلى العمل مع السعودية لوضع حد للصراع المستمر منذ 6 سنوات في اليمن.
وغرّد راب "أرحب بإعلان السعودية اليوم بخصوص اليمن. وقف إطلاق النار على مستوى البلاد والتحرك لتخفيف القيود على وصول المساعدات الإنسانية أمر ضروري. يجب على الحوثيين الآن اتخاذ خطوات بالمثل صوب السلام وصوب إنهاء معاناة الشعب اليمني".
I welcome today’s announcement by Saudi Arabia on Yemen. A nationwide ceasefire and action to ease humanitarian access restriction are essential. The Houthis must now match the steps toward peace and an end to the suffering of the Yemeni people
— Dominic Raab (@DominicRaab) March 22, 2021
وأشادت الأمم المتحدة بالمبادرة السعودية التي "تتوافق مع مبادرات المنظمة الدولية".
وقال، المتحدث باسم الأمم المتحدة، فرحان حق إن "المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، مارتن جريفيثس، يعمل على تأمين وقف إطلاق النار على المستوى الوطني في اليمن، وإعادة فتح مطار صنعاء أمام المدنيين والملاحة الجوية، والسماح بدخول مزيد من الوقود والسلع إلى ميناء الحديدة، واستئناف العملية السياسية لإنهاء الصراع".
وفي أبريل 2020 أعلن التحالف العسكري بقيادة السعودية، وقفًا مؤقتًا لإطلاق النار في اليمن بهدف منع انتشار فيروس كورونا، لكن الحوثيين رفضوا تلك المبادرة ووصفوها بأنها مناورة سياسية.
وتأتي المبادرة السعودية وسط تصاعد الهجمات الصاروخية وبالطائرات المُسيّرة التي يشنها الحوثيون ضد المملكة، والتي تستهدف المدنيين ومنشآت للطاقة.
وأسفر النزاع في اليمن منذ 2014 عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح الملايين، بحسب منظمات دولية، بينما بات ما يقرب من 80 في المائة من سكان اليمن البالغ عددهم 29 مليونا يعتمدون على المساعدات في إطار أكبر أزمة إنسانية على مستوى العالم.
فيديو قد يعجبك: