بعد جنوح السفينة.. مالكة "إيفرجيفن" تعتذر وتؤكد: الوضع شديد الصعوبة
كتبت- رنا أسامة:
قدمت الشركة اليابانية المالكة للسفينة الجانحة في قناة السويس اعتذارها، الخميس، بعد نحو 48 ساعة من الحادث الذي أثار اهتمامًا عالميًا واسعًا بالنظر إلى أهمية المجرى المائي العالمي، مؤكدة أن الوضع "شديد الصعوبة".
وقالت شركة "شوي كيسن كايشا"، في بيان على موقعها الإلكتروني الرسمي، الخميس، إنها تعمل حاليًا على حل المشكلة، بالتعاون مع السلطات المحلية وشركة "برنارد شولت شيب مانجمنت"؛ لإعادة تعويم السفينة.
وأكدت الشركة اليابانية أن جنوح السفينة لم يسفر عن إصابات بين الطاقم أو تسرب نفطي، بحسب البيان.
ويضم طاقم السفينة الجانحة "EVER GIVEN" ـ 25 عاملًا من الهند، بحسب وكالة الأنباء الألمانية.
وأضافت: "نعتذر للغاية للتسبب في قلق للسفن التي تسافر أو تخطط للسفر في قناة السويس، وجميع الأشخاص المرتبطين بها".
وفي وقت سابق الخميس، أعلن رئيس هيئة قناة السويس الفريق أسامة ربيع تعليق حركة الملاحة بالقناة مؤقتًا، لحين الانتهاء من أعمال تعويمها.
جنحت سفينة الحاويات العملاقة "EVER GIVEN" المُسجلة في بنما، صباح الثلاثاء، خلال عبورها لقناة السويس، ضمن قافلة الجنوب في رحلتها القادمة من الصين والمتجهة إلى روتردام.
والسفينة التي تزن 200 ألف طن، وبنيت في 2018 وتشغلها شركة نقل تايوانية تدعى "إيفرجرين مارين"، باتت محصورة بين جانبي المجرى يوم الثلاثاء في حوالي الساعة 7:40 صباحاً بالتوقيت المحلي (05:40 بتوقيت جرينتش).
وسدت الناقلة، التي يعادل طولها طول أربعة ملاعب لكرة القدم ويبلغ عرضها 59 مترًا، طريق السفن الأخرى التي علقت في طوابير في كلا الاتجاهين.
لكن هيئة قناة السويس طمأنت أمس الأربعاء بأن حركة الملاحة انتظمت من خلال مجرى القناة الأصلية، وشددت على أنها لا تدخر جهدا لضمان انتظام الملاحة وخدمة حركة التجارة العالمية.
وأوضحت أن الحادث يعود بشكل أساسي إلى "انعدام الرؤية الناتجة عن سوء الأحوال الجوية نظرا لمرور البلاد بعاصفة ترابية"، بلغت معها سرعة الرياح 40 عقدة، ما أدى إلى فقدان القدرة على توجيه السفينة ومن ثم جنوحها.
من جانبها، قالت شركة "ليث إيجنسيز"، مزود الخدمات في القناة، إن 150 سفينة على الأقل تنتظر تخليص السفينة الجانحة، بما في ذلك سفن بالقرب من بورسعيد على البحر المتوسط، وميناء السويس على البحر الأحمر، وتلك العالقة بالفعل في مجرى القناة في البحيرات المرة.
وقالت إن تكدس السفن أثر على السفن التي كانت بحاجة إلى السفر إلى البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر.
ويتواصل عمل قاطرات الجر والحفارات لإعادة تعويم "EVER GIVEN"، إحدى أضخم ناقلات الحاويات في العالم، التي أدت إلى اضطراب حركة الملاحة في واحد من أكثر ممرات الشحن ازدحاما، والذي يربط بين آسيا وأوروبا، فضلًا عن ارتفاع أسعار النفط العالمية.
وأصدرت شركة وكالة الخليج مصر المحدودة للملاحة (جي.إيه.سي) مذكرة لعملائها، الليلة الماضية، قالت فيها إن جهود تعويم السفينة باستخدام زوارق قطر مستمرة، لكن ظروف الرياح وحجم السفينة الكبير "يعرقلان العملية".
ووفق نظام تحديد المواقع (جي.بي.إس) الخاص بالسفينة، لم تطرأ سوى تغيرات طفيفة على وضع السفينة الجانحة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، ولا تزال عالقة.
ونفت الشركة التي تدير ناقلة الحاويات، برنارد شولت شبمانجمنت (بي إس إم)، صحة تقارير سابقة تحدثت عن أن الناقلة تم إعادة تعويمها جزئياً.
وقالت الشركة في بيان رسمي إن "أولوياتها الملحة تتمثل في إعادة تعويم السفينة بأمان وفي الاستئناف الآمن لحركة الملاحة في قناة السويس".
وتتجمع عند طرفي القناة عشرات السفن، ومنها حاويات كبيرة أخرى، وناقلات نفط وغاز وسفن نقل حبوب.
ويمر نحو 30% من حاويات الشحن في العالم يوميا عبر قناة السويس البالغ طولها 193 كيلومترا، ونحو 12% من إجمالي التجارة العالمية لجميع السلع.
والعام الماضي، عبرت قرابة 19 ألف سفينة عبرت القناة، بحسب هيئة قناة السويس- أي بمعدل 51.5 سفينة يوميًا.
ويبلغ طول قناة السويس حوالي 193 كيلومترًا وتضم ثلاث بحيرات طبيعية على طول المجرى الملاحي.
وفي عام 2017، سدت سفينة حاويات يابانية القناة بعد أن جنحت في أعقاب تعرضها لأعطال ميكانيكية. واستخدمت السلطات المصرية قاطرات لإعادة تعويمها في غضون ساعات.
فيديو قد يعجبك: