الأمم المتحدة: نشعر بالفزع بسبب الدموية في احتجاجات ميانمار
يانجون - (د ب أ)
قتلت قوات الأمن في ميانمار عشرات الأشخاص اليوم السبت في أكثر الأيام دموية منذ الانقلاب العسكري الذي تم تنفيذه في فبراير، مما أثار موجة إدانة عالمية قادتها الأمم المتحدة.
وقال بيان إن الامم المتحدة: "تشعر بالفزع من الخسائر التي لا داعي لها في الأرواح اليوم لدى ورود تقارير عن مقتل العشرات برصاص الجيش في جميع أنحاء البلاد في اليوم الأكثر دموية منذ الانقلاب".
واحتفل جيش ميانمار اليوم بعيد القوات المسلحة، باستعراضات وخطب، رغم الاحتجاجات الدامية المتواصلة على نحو متزايد ضد النظام الحاكم منذ الانقلاب الذي شهدته البلاد الشهر الماضي.
وذكرت الأمم المتحدة في ميانمار إن تصعيد العنف يظهر أن الجيش "انقلب على شعبه"، واصفة استخدام القوة المميتة بأنه "غير مقبول على الإطلاق".
وذكرت تقارير إعلامية محلية أن حصيلة ضحايا الاحتجاجات ارتفعت بواقع 50 شخصا في أعقاب المداهمات التي تمت خلال الليل، والاحتجاجات المنتشرة في أنحاء البلاد. وقال موقع "ميانمار ناو" الإخباري المستقل إن 91 شخصا قتلوا في أربعين مدينة.
وقدرت إحصائية لصحيفة إيراوادي أن عدد القتلى بلغ 59، من بينهم ثلاثة أطفال تبلغ أعمارهم 7 و10 و13 عاما.
وشهدت أنحاء واسعة من البلاد احتجاجات، وبينها العاصمة التجارية يانجون، ومنطقة ماندالاي بشمال ميانمار، ومدينة باجو في الجنوب. وتردد أن قوات الجيش والشرطة أطلقت الذخيرة الحية بهدف القتل.
وكان من بين الضحايا تشيت بو نيين 21عاما، كابتن فريق هانتر وادي يونايتد تحت 21 سنة، الذي قُتل برصاص الجيش في يانجون صباح اليوم، أثناء عمله في مقهى للشاي تابع لعائلته ببلدة إنسين، حسبما قال جيرانه لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ).
وكانت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي من بين من نددوا بالوحشية التي ظهرت في شوارع الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا.
وقال بيان للسفارة الأمريكية "تقتل قوات الأمن في عيد القوات المسلحة في ميانمار مدنيين عزل، من بينهم أطفال، وهم نفس الأشخاص الذين أقسمت على حمايتهم. إن إراقة الدماء مرعبة. هذه ليست أفعال جيش أو شرطة مهنية".
وصفت بعثة الاتحاد الأوروبي في ميانمار اليوم السبت بأنه "يوم الرعب والعار".
وكتبت البعثة "قتل المدنيين العزل، بمن فيهم الأطفال، أعمال لا يمكن الدفاع عنها. ويقف الاتحاد الأوروبي إلى جانب شعب ميانمار ويدعو إلى الإنهاء الفوري للعنف واستعادة الديمقراطية".
وغرد السفير البريطاني دان تشوج عبر موقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي أن قوات الأمن "جلبت لنفسها الخزي بإطلاق النار على المدنيين العُزِل."
وكان بيان بثته قناة" إم آر تي في" التليفزيونية الإخبارية الرسمية، مساء أمس الجمعة، وجه تحذيرا مبطنا بأن على المدنيين أن يتعلموا من وفاة الآخرين حيث "يمكن أن تكونوا عرضة لخطر الإصابة برصاصة في الرأس والظهر".
وقتل 328 شخصا أثناء الاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ انقلاب الأول من فبراير الماضي، بينما تم القبض على أكثر من 3000 شخص، وفقا جمعية مساعدة السجناء السياسيين.
وعلى الرغم من تزايد عدد القتلى والتهديدات، يشارك الآلاف من سكان ميانمار في احتجاجات منتظمة مطالبين بعودة الحكومة المدنية برئاسة أون سان سو تشي إلى السلطة.
ووضع الجيش سو تشي قيد الإقامة الجبرية منذ أول فبراير، وهي متهمة بارتكاب جرائم مختلفة. كما يزعم الجيش حدوث تلاعب في الانتخابات التي جرت بالبلاد في شهر نوفمبر الماضي والتي شهدت عودة حزب "الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية" إلى السلطة. ولم يقدم الجيش دليلا على مزاعمه.
وأكد القائد العام للجيش، مين أونج هلاينج، اليوم السبت، تعهده بإجراء انتخابات، وردد مزاعم بأن حزب "الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية" قد سلك مسلكا غير قانوني بتنظيم مسيرات كبيرة في نايبيداو.
وقال: "يسعى الجيش إلى العمل مع الأمة بأسرها من أجل حماية الديمقراطية"، مضيفا أنه يسعى أيضا إلى حماية الشعب واستعادة السلام في جميع أنحاء البلاد، حيث إن "أعمال العنف التي تنال من الاستقرار والأمن من أجل تقديم مطالب، غير مناسبة".
وتُظهر الاحتجاجات المستمرة أن قطاعا كبيرا من السكان لا يدعمون رواية الجيش بشأن تطورات الأحداث في البلاد.
فيديو قد يعجبك: