فيروس كورونا: منظمة الصحة العالمية تقول إن طرح اللقاح في أوروبا "بطيء بشكل غير مقبول"
جنيف-(بي بي سي):
انتقدت منظمة الصحة العالمية إجراءات طرح لقاحات فيروس كورونا في أوروبا ووصفتها بأنها "بطيئة بشكل غير مقبول".
وأضافت أن الوضع في المنطقة مقلق أكثر مما كان عليه منذ عدة أشهر.
وتأثرت حملات التطعيم في معظم أنحاء أوروبا بسبب التأخير، كما أن عدد الإصابات في تزايد.
وفرنسا هي أحدث دولة تعلن إجراءات إغلاق جديدة، تستمر أربعة أسابيع.
ماذا قالت منظمة الصحة العالمية؟
قال هانز كلوج، مدير منظمة الصحة العالمية لأوروبا، في بيان "اللقاحات تقدم أفضل طريقة للخروج من هذا الوباء ... ومع ذلك، فإن طرح هذه اللقاحات بطيء بشكل غير مقبول" ويطيل الوباء في منطقة أوروبا الأوسع.
وأضاف: "يجب أن نسرع العملية من خلال تكثيف التصنيع، وتقليل الحواجز أمام إعطاء اللقاحات، واستخدام كل قنينة متوفرة لدينا الآن".
وأضاف أنه سيتعين على دول الاتحاد الأوروبي فرض عمليات إغلاق وإجراءات أخرى للتعويض عن التأخيرات.
كما حذر كلوج من أن طرح اللقاح بهذه الوتيرة البطيئة، يهدد "بتوفير إحساس زائف بالأمن للسلطات والجمهور على حد سواء".
ما هو الموقف في أوروبا؟
شهد الأسبوع الماضي زيادة في انتقال فيروس كورونا في غالبية دول المنطقة الأوروبية لمنظمة الصحة العالمية - التي تضم أكثر من 50 دولة وتمتد من غرينلاند إلى أقصى شرق روسيا. وقالت منظمة الصحة العالمية إن هناك 1.6 مليون حالة جديدة ونحو 24 ألف حالة وفاة.
وقالت المنظمة إن الحالات ترتفع في جميع الفئات العمرية باستثناء واحدة.
وتلقى 10 في المئة فقط من حوالي 900 مليون شخص في المنطقة جرعة واحدة من لقاح فيروس كورونا.
وأضافت المنظمة أن المنطقة لا تزال ثاني أكثر مناطق العالم تضررا بالفيروس، حيث يقترب إجمالي عدد الوفيات بسرعة من المليون، ويقترب العدد الإجمالي للحالات من تجاوز 45 مليونا.
كما حذرت منظمة الصحة العالمية من مخاطر الانتشار الأكبر المرتبط بزيادة التنقل وعدد التجمعات خلال الأعياد الدينية القادمة لعيد الفصح، وشهر رمضان.
وتطبق حوالي 27 دولة من بين أكثر من 50 دولة مدرجة في منطقة أوروبا التابعة لمنظمة الصحة العالمية عمليات إغلاق جزئي أو كاملة بسبب فيروس كورونا.
لماذا كان طرح اللقاح في أوروبا بطيئًا جدًا؟
تلقى 16 في المئة فقط من سكان الاتحاد الأوروبي حتى الآن جرعة واحدة من اللقاح.
وكان الاتحاد الأوروبي بطيئًا في التفاوض بشأن عقد مع شركة تصنيع اللقاحات أسترا زينيكا، مما تسبب في مشاكل في الإمداد. كما أثار ذلك جدلاً سياسيًا مع بريطانيا، التي توجد بها مصانع أسترازينيكا، وحيث حصل 52 في المئة من السكان على جرعة واحدة على الأقل من اللقاح.
واجهت اتفاقات الاتحاد الأوروبي مع فايزر-بايونتيك ومودرنا أيضًا مشاكل مبكرة في الإنتاج والتوزيع.
وكانت الجهات المنظمة في الاتحاد الأوروبي بطيئة في السماح باستخدام اللقاحات. وأوقفت بعض دول الاتحاد الأوروبي لاحقًا استخدام لقاح أسترازينيكا بسبب تقارير عن حدوث جلطات دموية بين عدد صغير من الأشخاص الذين تلقوا جرعة.
وحدت دول أخرى من استخدامه بين كبار السن بسبب مخاوف من أن الشركة لم تقدم بيانات اختبار كافية.
وأدى كل هذا إلى انخفاض ثقة الجمهور في لقاح أسترازينيكا. ووفقا لاستطلاع للرأي أجرته يوغوف فإن ثلث الألمان وأقل من ربع من استطلعت آراؤهم من الفرنسيين يعتبرونه آمنا الآن.
لكن منظمة الصحة العالمية ووكالة الأدوية الأوروبية تقولان إن فوائد اللقاح تفوق أي مخاطر.
ماذا يحدث أيضًا في أوروبا؟
بعد أن أعلن الرئيس إيمانويل ماكرون قيودًا جديدة في فرنسا مساء الأربعاء، قال رئيس الوزراء جان كاستكس صباح الخميس في الجمعية الوطنية (البرلمان) "الموجة الثالثة هنا". وأعلن عن إجراءات أكثر تفصيلا بما في ذلك حظر الكحول في الأماكن العامة. ومن المقرر أن تبدأ فرنسا إغلاقًا محدودًا لمدة أربعة أسابيع من ليلة السبت، مع تمديد قيود السفر من 19 منطقة إلى جميع أنحاء البلاد
ومن المقرر أن تقام مسابقة يوروفيجين للأغنية في روتردام في مايو المقبل. وتريد الحكومة الهولندية استخدام الحدث كاختبار للسماح بحضور 3500 متفرج لجميع التدريبات والعروض الثلاثة الكبيرة. وستكون هناك تدابير سلامة مكثفة في 39 دولة مشاركة.
مع ارتفاع عدد الإصابات في بلجيكا، قضت محكمة في بروكسل بضرورة رفع جميع إجراءات الإغلاق في البلاد في غضون 30 يومًا لأن الأساس القانوني ليس سليماً بما فيه الكفاية. وأيدت المحكمة دعوى قضائية من رابطة حقوق الإنسان. واستأنفت وزيرة الداخلية، أنيليس فيرليندن ،الحكم.
وتشهد إسبانيا ارتفاعًا جديدًا في حالات الإصابة بمتوسط يصل إلى 152 حالة لكل 100000 شخص خلال الأسبوعين الماضيين. وتعد العاصمة مدريد، ومدينة نافاري في الشمال من بين المناطق التي تشهد ارتفاعًا.
كما تتزايد الحالات في ألمانيا، مع تسجيل 24300 حالة خلال الـ 24 ساعة الماضية. وما يقرب من 90 في المئة من الإصابات ناجمة عن السلالة البريطانية .
وفرضت العاصمة النمساوية فيينا ومقاطعتان أخريان في الشرق إغلاقًا لأنشطة عيد الفصح للمساعدة في تخفيف الضغط على المستشفيات. وطُلب من النمساويين البقاء في المنزل، باستثناء الأنشطة الضرورية مثل شراء الطعام والعمل وممارسة الرياضة ومساعدة أسرهم.
تشير دراسة ألمانية جديدة إلى أن 25 في المئة فقط من الناس يؤمنون باستراتيجية التطعيم الحكومية. واقتصر استخدام لقاح أكسفورد أسترازينيكا على الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا في ألمانيا ، وقال 40 في المئة ممن شملهم الاستطلاع إنهم لا يريدون استخدامه.
فيديو قد يعجبك: