لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بعد 40 عامًا من الحرب.. بايدن يعلن رسميًا سحب قواته من أفغانستان

01:53 م الأربعاء 14 أبريل 2021

جو بايدن

(أ ف ب)

يعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، الأربعاء، رسميا سحب كافة القوات الأمريكية من أفغانستان قبل الذكرى العشرين لاعتداءات 11 سبتمبر، لينهي بذلك أخيرا أطول حرب في تاريخ الولايات المتحدة رغم المخاوف المتزايدة من عودة حركة طالبان بقوة.

وهذا الانسحاب يؤخر فقط ببضعة أشهر اتفاقا كانت أبرمته ادارة دونالد ترامب السابقة لسحب القوات بحلول الأول من مايو وسط توافق في واشنطن على أنه لا يمكن تحقيق المزيد.

ويأتي القرار فيما أعلنت تركيا عن مؤتمر سلام دولي حول أفغانستان على أمل التوصل إلى اتفاق يحمل الاستقرار الى بلد يعاني من 40 عاما من الحرب، لكن حركة طالبان قالت إنها ستقاطع المؤتمر.

وبايدن الذي سيدلي بخطاب حول المخططات الأمريكية في وقت لاحق الأربعاء كان يميل لابقاء كتيبة صغيرة تضرب تنظيم القاعدة أو أي تهديد من تنظيم داعش أو القيام بالانسحاب عملا بالتقدم الميداني او عملية السلام البطيئة.

في النهاية، لم يعتمد أيا من هذين الخيارين وقرر أن يأمر بانسحاب كامل باستثناء قوة محدودة لحماية المنشآت الأمريكية بما يشمل السفارة في كابول، كما قال مسؤول كبير.

وأعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الأربعاء أنّ الوقت حان لسحب القوات المنتشرة في أفغانستان، مضيفاً أنّ واشنطن ستعمل مع حلفائها في حلف شمال الأطلسي لتأمين انسحاب "منسق".

وقال بلينكن قبل محادثات مع شركاء في الحلف في بروكسل "حققنا معاً الأهداف التي وضعناها والآن حان الوقت لإعادة قواتنا إلى الوطن".

من جهتها، صرحت وزيرة الدفاع الألمانية أنيغريت كرامب كارنباور الأربعاء أن قوات حلف شمال الأطلسي ستنسحب في سبتمبر على الأرجح من أفغانستان، على غرار القوات الأمريكية.

وقالت كرامب كارنباور للإذاعة العامة الألمانية "آ ار دي" قبل اجتماع الأربعاء لوزراء الدفاع والخارجية للدول الأعضاء في الحلف الأطلسي "قلنا دائما: ندخل معا (مع الأمريكيين) ونخرج معا". وأضافت "أنا مع انسحاب منظم لذلك أفترض أننا سنقرر ذلك اليوم".

كما ستتبع بريطانيا خطى الولايات المتحدة وتسحب قواتها من أفغانستان بحلول سبتمبر المقبل، على ما جاء في تقرير الاربعاء لم تنفه الحكومة.

وقال متحدث باسم الحكومة البريطانية لوكالة فرانس برس تعليقا على تقرير نشرته صحيفة ذا تايمز "إننا نعمل عن كثب مع الولايات المتحدة وحلف الأطلسي والشركاء لدعم أفغانستان آمنة ومستقرة". وتابع أنّ "أي تغيير لتواجدنا الأمني سيتم بالاتفاق مع الحلفاء وبعد مشاورة الشركاء".

- تهديد طالبان-

وقال مسؤول أمريكي كبير للصحفيين الثلاثاء "سنبدأ انسحابا منظما للقوات المتبقية قبل الأول من مايو ونتوقع إخراج كل القوات الأمريكية من البلاد قبل الذكرى العشرين (لاعتداءات) 11 سبتمبر"، مؤكدا ان هذا الانسحاب سيكون "منسقا" ومتزامنا مع انسحاب القوات الأخرى التابعة لحلف شمال الأطلسي.

لكن تأجيل استحقاق 1 مايو بأكثر من أربعة أشهر أثار غضب حركة طالبان.

وكتب الناطق باسم طالبان في قطر محمد نعيم في تغريدة "إلى أن تنسحب كل القوات الأجنبية من بلادنا، لن نشارك في أي مؤتمر قد تتّخذ خلاله قرارات بشأن أفغانستان" وذلك بعد إعلان تركيا عن محادثات سلام "رفيعة المستوى" من 24 أبريل وحتى 4 مايو في اسطنبول.

من جهته قال المسؤول الأمريكي "أبلغنا حركة طالبان من دون أي التباس أننا سنرد بقوة على أي هجوم على الجنود الأميركيين خلال قيامنا بانسحاب منظم وآمن".

وكانت حركة طالبان حذرت في الآونة الأخيرة واشنطن من أي تجاوز لموعد 1 مايو مهددة بالرد بالقوة فيما امتنعت عن أي هجوم ضد القوات الأجنبية منذ الاتفاق بين الولايات المتحدة وطالبان في 2020.

وتستمر أعمال العنف بشكل كبير على الأرض بين حركة طالبان والقوات الأفغانية.

وفي رسالة وجهها الى الرئيس الأفغاني أشرف غني في الآونة الأخيرة، حذر بلينكن من أن انسحابا أمريكيا يمكن أن يؤدي إلى "مكاسب ميدانية سريعة" لطالبان. واعتبرت الاستخبارات الأميركية في تقرير نشر الثلاثاء ان الحكومة الأفغانية "ستواجه صعوبات" في حال رحيل قوات التحالف الدولي.

وتدخلت الولايات المتحدة في أفغانستان غداة اعتداءات 11 سبتمبر 2001 على برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك ومقر وزارة الدفاع. وسرعان ما أطاحت بنظام طالبان الذي اتهم بإيواء تنظيم القاعدة الجهادي المسؤول عن الاعتداءات وزعيمه الراحل أسامة بن لادن.

وفي أوج انتشار الجيش الأمريكي، كان هناك حوالي مئة ألف جندي أمريكي في افغانستان في 2010-2011. وخفض الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما عديدة إلى 8400 عنصر عند نهاية ولايته الثانية ثم أرسل الرئيس السابق دونالد ترامب تعزيزات وأصبح العدد 14 ألفا في 2017.

لكنه تعهد لاحقا القيام بانسحاب تدريجي، ولم يعد هناك سوى 2500 جندي أمريكي في أفغانستان.

- "حروب طويلة"-

ومن أجل إنهاء أطول حرب في التاريخ الأمريكي التي أدت إلى مقتل أكثر من ألفي جندي أمريكي، وقعت واشنطن ابان ولاية ترامب اتفاقا تاريخيا مع طالبان في فبراير 2020 في الدوحة.

ونص الاتفاق على سحب كل القوات الأميركية والأجنبية قبل 1 مايو بشرط أن يتصدى المتمردون لنشاط اي تنظيم ارهابي في المناطق التي يسيطرون عليها.

كما نص الاتفاق على وجوب ان تباشر طالبان مفاوضات سلام مباشرة مع حكومة كابول. لكن هذه المفاوضات تراوح مكانها منذ بدأت في سبتمبر.

وغياب حركة طالبان عن مؤتمر اسطنبول قد يؤدي إلى طريق مسدود جديد.

لكن المسؤول الأميركي نبه الثلاثاء إلى أن الانسحاب الذي قرره بايدن سيكون "من دون شروط".

وقال إن "الرئيس يعتبر أن مقاربة مشروطة كما كانت الحال عليه في العقدين الماضيين، كان سببا للبقاء في أفغانستان إلى الأبد".

وعلى غرار دونالد ترامب وباجماع الرأي العام الأميركي الذي سأم من التدخلات الدامية والمكلفة في الخارج، وعد بايدن "بإنهاء حروب" أمريكا الطويلة.

وكانت الطبقة السياسية الأمريكية منقسمة حيال هذا الاعلان.

غالبية الديمقراطيين لكن ايضا العديد من مؤيدي ترامب رحبوا بقرار سحب الجنود الذي طال انتظاره، لكن آخرين من المعسكرين أسفوا لانسحاب "سابق لأوانه".

هذا المحتوى من

AFP

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان