"مؤشر الإرهاب": 182 هجمة خلال مارس.. والعراق في الصدارة
شهد شهر مارس الماضي، تصاعداً للعمليات الإرهابية في الشرق الأوسط والمنطقة العربية بشكل حاد، بعدد 182 هجمة إرهابية، في مقابل 83 هجمة إرهابية خلال فبراير الماضي، وفق تقرير "مؤشر الإرهاب الشهري" الذي يُصدره المركز الوطني للدراسات.
ويشير التقرير إلى أن هذا العدد جاء بعد استبعاد كافة العمليات القتالية التي نفذتها التنظيمات الإرهابية داخل دول المنطقة محل الرصد- وعددها 29 دولة- في إطار الصراعات الدائرة مع غيرها من التنظيمات المسلحة غير الشرعية.
وبيّن التقرير توزيع نطاق العمليات بين دول الصراع والدول المستقرة، ففي حين وقعت نحو 147 هجمة إرهابية في نطاق دول المنطقة التي تشهد صراعات أو عدم استقرار سياسي؛ سُجّلت 35 عملية بالدول التي يصفها التقرير بالمستقرة، علماً بأن أغلب الهجمات استمرت في نمطين محددين هما: التفجيرات التي تكررت نحو 79 مرة -بينهم 70 تفجير في دول الصراع - والهجوم المسلح الذي تكرر نحو 66 مرة -بينهم 57 في دول الصراع.
ويبدو لافتاً تصدر العراق لقائمة الدول الأكثر عرضة لهجمات إرهابية في مارس، إذ شهد وقوع نحو 60 عملية إرهابية في الشهر الماضي، في حين حلّ رابعاً في شهر فبراير بعدد 8 عمليات، بينما جاءت أفغانستان في المركز الثاني، لشهر مارس، بعدد عمليات إرهابية بلغ 40، علماً بأنها حلّت في المركز الأول لشهر فبراير، بنحو 28 عملية إرهابية، وفق ما رصده المركز الوطني للدراسات في تقريره.
أما سوريا، فقد حلّت في المركز الثالث، في معدل العمليات الإرهابية خلال شهر مارس، والذي وصل إلى نحو 28 عملية إرهابية، تليها الصومال بنحو 15 عملية إرهابية، ثم اليمن بنحو 5 عمليات إرهابية.
وأرجع التقرير التصاعد الحاد للعمليات خلال شهر مارس إلى احتدام الصراع السياسي في عدة دول، منها مثلاً أفغانستان التي تعرضت في مارس إلى 60 هجمة إرهابية، فيما شهد العراق احتدام المواجهات العملياتية على خلفية جهود الدولة في مواجهة تنظيم داعش، ما دفع التنظيم إلى محاولة إثبات وجوده عبر المزيد من الهجمات الإرهابية والتي وصلت خلال شهر مارس إلى 40 هجمة إرهابية.
وبالنسبة إلى اليمن، الذي يشهد صراعاً منذ عام 2015، فقد أدى احتدام المشهد العسكري إلى دفع جماعة أنصار الله الحوثي إلى تكثيف هجماتها الإرهابية ضد المملكة العربية السعودية التي تعرضت لــ 14 عملية اسُتخدم في تنفيذها القذائف والطائرات المسيرة.
يأتي ذلك في الوقت الذي تبذل فيه دول المنطقة وعدة أطراف دولية جهوداً متزايدة لمكافحة الإرهاب والتطرف، ورصد التقرير في هذا الصدد، زيارة البابا فرانسيس بابا الفاتيكان للعراق، التي قام خلالها بصلاة القداس في كنيسة سيدة النجاة التي تعرضت لهجوم كبير نفذه تنظيم القاعدة قبل 11 عاماً.
وأشار التقرير إلى العمليات الأمنية والعسكرية التي نفذتها الأجهزة الأمنية والمؤسسات العسكرية ببعض دول المنطقة ضد التنظيمات والعناصر الإرهابية، والتي نجح بعضها في ضبط وقتل عدد من القيادات الإرهابية البارزة بينهم عاشور النعيمي مسؤول خلية الإعدامات في تنظيم داعش ببغداد؛ وإسماعيل جيس المسؤول عن التفجيرات بحركة الشباب المجاهدين وغيرهم.
فيما نجحت دول أخرى في تفكيك بعض الخلايا الإرهابية وإجهاض عدد من العمليات الإرهابية، ويبرز هنا ما قامت به أجهزة الأمن المغربية بالتنسيق مع نظيرتها الأمريكية في ضبط خلية لداعش بمدينة وجدة المغربية، في الوقت الذي نجحت فيه أجهزة الأمن الجزائرية في ضبط خليتين يتبعان التنظيم ذاته. وفي إيران، استطاعت أجهزة الأمن إجهاض عملية اختطاف إحدى طائرات الركاب التابعة للخطوط الجوية الإيرانية.
كذلك أقدمت بعض الدول على عدد من الإجراءات والتدابير لمواجهة ظاهرة الإرهاب، مثل مؤتمر موسكو بشأن السلام في أفغانستان، الذي دعت إليه الإدارة الروسية بغرض تجديد المفاوضات بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان، والأنظمة التقنية المتخصصة في مجال غسيل الأموال وتمويل الإرهاب التي استعانت بها دولة الإمارات مؤخراً، ومشروع القانون الذي قدمته الحكومة الجزائرية والذي يسمح بسحب الجنسية من أي جزائري يتورط في أنشطة إرهابية.
جدير بالذكر أن المركز الوطني للدراسات هو "مركز تفكير مستقل تأسس بالقاهرة عام 2020، يعمل على دراسة القضايا الدولية مع التركيز على منطقتي الشرق الأوسط وأفريقيا"، وفق تعريفه على صفحته الرسمية بموقع "فيسبوك".
فيديو قد يعجبك: