بعد قرار سحب القوات من أفغانستان.. هل يُنهي بايدن الحروب الأمريكية الأبدية؟
كتب - محمد صفوت:
وصف وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، قرار الرئيس جو بايدن سحب القوات الأمريكية من أفغانستان بأنه ينسجم مع هدف الإدارة الأمريكية الجديدة المتمثل في تركيز الموارد على تحديات مثل الصين و(كوفيد-19).
وقال بلينكن في تصريحات لبرنامج "هذا الأسبوع" الذي تذيعه شبكة "إيه بي سي" الأمريكية اليوم الأحد إن "التهديد الإرهابى انتقل إلى أماكن أخرى" مضيفًا: "لدينا بنودًا هامة جدًا على جدول أعمالنا بما فيها العلاقات مع الصين، والتعامل مع كل شئ من تغير المناخ إلى كورونا وهنا يجب أن نركز طاقتنا ومواردنا".
وعلى مدى عقدين من الزمان شنت واشنطن حربًا على أفغانستان عقب هجمات 11 سبتمبر، لم تستطع الانتصار فيها لكنها لم تنسحب وورثها بايدن من 3 رؤساء سابقين.
حروبًا أبدية
ويقول ستيفن ويرثيم رئيس قسم الاستراتيجية الكبرى في معهد كوينسي الأمريكي، في مقال له على "فورين بوليسي" إن الحروب الأمريكية بعد ١١ سبتمبر أصبحت طويلة ونالت اعتراض اليمين واليسار الأمريكي ليس فقط على طول الحرب التي لا نهاية لها، لكن تكمن المشكلة في طبيعة الأهداف التي اختار قادة الولايات المتحدة السعي وراءها.
ويرى الكاتب أن اختيار أمريكا لشعار "الحرب على الإرهاب" يعد تعريفًا لا نهائيًا وبدت الحرب طبيعية وأبدية ولا مفر منها، حتى بأعبائها على أقوى دولة في العالم.
ويتحدث الكاتب عن طبيعة الحرب في أفغانستان، وسعى الرؤساء الأمريكيون السابقون لبناء دولة على أنقاض المتمردين، لكنهم اكتشفوا أنها مهمة لا يمكن لأي جيش أجنبي تحقيقها، وبدا ذلك واضحًا بعد زيادة القوات الأمريكية إلى 98 ألفًا فضلاً عن قوات الناتو.
ويرى أن واشنطن كانت تقاتل على مدى عقدين من الزمن لتأخير الهزيمة، وأنها كانت أمام خياران الاستمرار في حرب لا نهاية لها أو التوقف في الحال.
ويقول الكاتب إن بايدن كسر منطق حرب اللانهاية وقدم فضحًا منهجيًا لعقلية الحرب الأبدية التي سادت لعقود.
هل تنهي أمريكا حروبًا أخرى؟
يقول الكاتب إنه عندما كشف بايدن عن خطته لسحب القوات الأمريكية من أفغانستان برر قراره وقف الحرب الأبدية في أفغانستان وذهب إلى أبعد من ذلك، بقوله إن قضية واشنطن للحرب كانت خاطئة منذ فترة طويلة.
وفي خطاب الأربعاء، أشار بايدن إلى الأسباب "المعلنة" التي واصلت بلاده القتال بسببها في أفغانستان ووبخ تلك الأهداف بقوله "الأفغان فقط يملكون الحق والمسؤولية لقيادة بلدهم" مشددًا على أن بلاده يجب أن تشن الحرب عند الضرورة لأمنها.
وانتقد بايدن في خطابه معارضي قراره بإنهاء الحرب في أفغانستان وأصدر أمره بسحب القوات بحلول 11 سبتمبر المقبل، وأكد أنه أن لم يستطع توضيح هدف القوات الأمريكية في الخارج فعليه إعادتها للبلاد.
ويقول الكاتب إن بايدن قدم حجة أخيرة تحمل معنى دور أمريكا في العالم بقوله "أعلم أن هناك كثيرين ممن يصرون بصوت عالٍ على أن الدبلوماسية لا يمكن أن تنجح بدون وجود عسكري أمريكي قوي ليكون بمثابة قوة ضغط، وعلينا تغيير هذا التفكير".
ويتابع أنه بقرار بايدن يبدو أن الإدارة الجديدة مستعدة لتفكيك الحروب الأمريكية الأبدية في الشرق الأوسط الكبير وما وراءه، وأنه عندما أعلن بايدن أن "أمريكا عادت" فإنه يقصد استعادة الاستراتيجية الكبرى لما بعد الحرب الباردة لتقسيم العالم إلى حلفاء وخصوم وتحمل أعباء عسكرية تجاه كليهما.
واختتم الكاتب مقاله بقوله، إن بايدن ربما يفاجئ الجميع مرة أخرى أثناء تقييمه ومراجعته لوضع القوات الأمريكية في سوريا والعراق، المنوط بها منع إعادة تنظيم داعش للحياة مرة أخرى.
فيديو قد يعجبك: