لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

قتل بعد ساعات من إعادة انتخابه.. من هو إدريس ديبي رئيس تشاد القوي؟

04:54 م الثلاثاء 20 أبريل 2021

رئيس تشاد الراحل إدريس ديبي

كتبت- رنا أسامة:

قُتِل الرئيس التشادي إدريس ديبي، متأثرا بجروح أصيب بها إثر اشتباكات مع المتمردين في شمال البلاد، وذلك بعد ساعات من فوزه بفترة ولاية سادسة في انتخابات الرئاسة التي جرت قبل 11 يومًا.

وقال الجنرال عظيم برماندوا أغونا، المتحدث باسم الجيش التشادي، في بيان بثه التلفزيون الرسمي، الثلاثاء، إن الرئيس ديبي "لفظ أنفاسه الأخيرة دفاعا عن دولة ذات سيادة في ساحة المعركة".

أضاف ناثانيال باول، مؤلف تاريخ التدخل العسكري الفرنسي في تشاد، لوكالة "رويترز"، أن وفاة ديبي قد تعني قدرًا هائلاً من عدم اليقين بالنسبة لتشاد بسبب انقسام الجيش داخليًا والمعارضة المحلية الواسعة.

كان ديبي، الذي كثيرًا ما كان ينضم إلى الجنود على جبهة القتال بزيه العسكري، تفقد القوات التشادية على خط المواجهة أمس الاثنين بعد أن تقدم المتمردون المتمركزون عبر الحدود الشمالية في ليبيا مئات الكيلومترات جنوبًا باتجاه العاصمة نجامينا، بحسب "رويترز".

وقامت جبهة "التغيير والوفاق" المتمردة المتمركزة على الحدود الشمالية مع ليبيا بشق طريقها جنوبًا بعد مهاجمة نقطة حدودية يوم الانتخابات ودعوتها إلى إنهاء رئاسة ديبي.

غير أنها عانت من انتكاسة كبيرة خلال عطلة نهاية الأسبوع على ما يبدو. وقال المتحدث باسم الجيش التشادي عظيم برمينداو أجونا لرويترز، إن قوات الجيش قتلت ما يربو على 300 مسلح وأسرت 150 يوم السبت في إقليم كانم على بُعد نحو 300 كيلومتر من نجامينا. وأضاف أن خمسة جنود حكوميين قتلوا وأصيب 36.

1

وفور مقتل إديبي الحاكم منذ 30 عامًا، "تم تشكيل مجلس عسكري بقيادة نجله الجنرال محمد إدريس ديبي إتنو"، وفق ما أعلنه المتحدث باسم الجيش الجنرال عازم برماندوا أغونا في بيان تلي عبر الإذاعة الوطنية، مضيفًا أن "المجلس اجتمع على الفور وأعلن ميثاق انتقال" السلطة.

وأُعيد انتخاب الرئيس إدريس ديبي إتنو الذي يحكم تشاد بقبضة حديدية منذ 30 عامًا لولاية سادسة بحصوله على 79,32 بالمائة من الأصوات في الاقتراع الرئاسي الذي جرى في 11 أبريل. وبلغت نسبة المشاركة في هذه الانتخابات 64,81 بالمائة من أصوات الناخبين.

وكان الرئيس الراحل المُنتمي إلى قبيلة الزغاوة التشادية- السودانية، أول من أدلى بصوته في مركز للاقتراع بالعاصمة إنجامينا.

وديبي (68 عامًا) أحد أطول الزعماء حكمًا في أفريقيا وكان يُعرف بأنه "عميد الرؤساء" ليس في أفريقيا وحدها بل في العالم كله.

وصل إلى السلطة في تمرد مُسلح عام 1990، عندما أطاح بالرئيس السابق حسين حبري، الذي أُدين لاحقًا بانتهاكات حقوق الإنسان في محكمة دولية بالسنغال.

انضم ديبي إلى الجيش التشادي في السبعينيات عندما كانت تشاد تمر بحرب أهلية طويلة. تلقى تدريبًا عسكريًا في فرنسا وعاد إلى تشاد في عام 1978، حيث دعم الرئيس حسين حبري وأصبح في نهاية المطاف القائد العام للقوات المسلحة، بحسب "رويترز".

2

ونجا الرئيس التشادي الراحل من عدة محاولات انقلاب، وواجه حركات تمرد متكررة في الصحراء الشمالية، واستياءً شعبيًا متزايدًا على إدارته للثروة النفطية وحملات قمع للمعارضين، بحسب "رويترز".

كان ديبي أجرى تعديلا دستوريا في 2018 كان من شأنه أن يسمح له بالبقاء في السلطة حتى عام 2033 -. حصل على لقب "المارشال" العام الماضي. وقال قبل انتخابات الأسبوع الماضي: "أعرف مقدمًا أنني سأفوز، كما فعلت طوال الثلاثين عامًا الماضية".

كانت إعادة انتخاب ديبي متوقعة بشكل واسع، فيما لم يُقبل التشاديون بحماسة على الانتخابات، لأنه كان يواجه 6 مرشحين لا ثقل سياسيا لهم، إذ إن السلطة أزاحت عن السباق بموجب القانون أو العنف أو الترهيب الشخصيات البارزة القليلة في المعارضة المنقسمة جدا.

وركز ديبي في حملته الانتخابية، لا سيّما على "السلام والأمن" اللذين يؤكد أنه مهندسهما في بلده وكذلك في منطقة مضطربة؛ إذ أن تشاد التي لا تملك أي منفذ على البحر والمحاطة بليبيا والسودان وأفريقيا الوسطى وغيرها، مساهم رئيسي في مكافحة الإرهابيين في منطقة الساحل، عبر نشر قوات مدربة في مالي وأحيانا نيجيريا.

3

كما أنه حليف للقوى الغربية في القتال ضد الإرهابيين في غرب ووسط القارة، وفق وكالة "فرانس برس".

واعتمدت الدول الغربية، لا سيّما فرنسا، على ديبي كحليف في القتال ضد الجماعات المتطرفة، بما في ذلك بوكو حرام في حوض بحيرة تشاد والجماعات المرتبطة بالقاعدة وتنظيم داعش في الساحل.

وفّر ديبي مساعدة مهمة وثمينة للغاية لفرنسا عندما أرسلت قواتها لإنقاذ مالي، وعاصمتها باماكو من براثن التنظيمات الداعشية والقاعدية المتطرفة، بداية عام 2013، بحسب تقرير سابق لصحيفة "الشرق الأوسط".

وعندما أعادت باريس نشر قوة "برخان" في منطقة الساحل لغرض محاربة هذه التنظيمات الإرهابية المتنوعة المشارب، اختارت العاصمة التشادية نجامينا مقرًا لها، كما أن طائراتها المقاتلة ترابط في مطار العاصمة.

وفي إطار البحث عن وسيلة لاحتواء العمليات الإرهابية فيما يسمى "المثلث الحدودي" الصحراوي – الذي يضم مالي والنيجر وبوركينا فاسو – قبل إدريس ديبي إرسال 1200 رجل لتخفيف العبء العسكري والبشري عن القوات الفرنسية العاملة هناك.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان