رئيس الاتحاد الأوروبي بمصر: مستعدون للمساعدة في قضية سد النهضة
القاهرة - أ ش أ
أكد رئيس وفد الاتحاد الأوروبي في مصر السفير كريستيان برجر استعداد الاتحاد للمساعدة على التوصل لاتفاق بين مصر والسودان وإثيوبيا بشأن سد النهضة.. وقال: إن التوصل لاتفاق هو هدف يمكن تحقيقه، ونقوم بكل ما في وسعنا للتوصل لهذا الاتفاق، لأن هناك الملايين يعيشون على حوض النيل، وإذا توصلت الدول الثلاث لاتفاق سيكون ذلك مفيداً للجميع ولاقتصاداتهم".
وأضاف السفير الأوروبي -في حوار مع صحيفة (الأخبار) نشرته بعددها الصادر اليوم الجمعة- أن "الاتحاد الأوروبي جاهز للمساعدة للتوصل إلى اتفاق، وفي حال وجود رغبة يمكن للاتحاد أن يرفع من مستوى مشاركته في المفاوضات"، معربا في الوقت ذاته على دعم جهود الاتحاد الأفريقي برئاسة الكونغو الديمقراطية.
وفيما يخص الشأن الشراكة الاقتصادية بين مصر والاتحاد الأوروبي، تحدث السفير "كريستيان برجر" عن مشروع قناة السويس الجديدة، وقال: تابع الاتحاد الأوروبي عن قرب المشروع.. وأستطيع أن أقول إننا تأثرنا بالدعم القوى من الشعب المصرى وأعمال التنفيذ السريعة والاهتمام الواجب الذي حظيت به".
وأكد اهتمام الاتحاد بالتنمية التي ستحققها المنطقة الاقتصادية لقنا السويس، مضيفا أن الاتحاد يدير - بالفعل - مشروعات هناك لتطوير وتحسين إمكانات المنطقة، مشددا على السعي لجذب استثمارات جديدة من الاتحاد الأوروبي إلى هذه المنطقة.
وأردف: نقوم بإبلاغ المستثمرين المحتملين عن فرص الاستثمار والتسهيلات والامتيازات المقدمة لمختلف الشركات.
وعن مبادرة تطوير الريف المصري التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي، اعتبر الدبلوماسي الأوروبي أن تطوير القرى ملف مهم للغاية، فهو جزء من عمل الاتحاد الأوروبي الذي اعتمد على التنمية والريفية... وقال "الاتحاد الأوروبي كان يدرس هذا الملف ويسعدني أن أواصل العمل على هذه المبادرة التي تعكس ما نؤمن به".
وساق "كريستيان برجر" أمثلة للمشروعات التي يشارك فيها الاتحاد الأوروبي في مصر لدعم المناطق الريفية، قائلة: "قمت مؤخرا بزيارة المنيا لمناقشة موضوع تنمية القرى الريفية من بين المشاريع التي تدعمها توفير حياة أفضل هناك في مجالات الرعاية الصحية والتوظيف والمياه والمرافق الرياضية، علاوة على ذلك، من بين المشاريع التي يدعمها الاتحاد الأوروبي تلك المتعلقة بتطوير المشاريع المتوسطة والصغيرة، وهو جانب يمنح المرأة الفرصة للخروج من الاقتصاد غير الرسمي والوصول إلى الاقتصاد الرسمي".
وتابع: يعمل الاتحاد الأوروبي على تطوير نظم الري، "ندعم المنظمات المصرية لتحسين الري وضخ المزيد من المياه للحقول.. أخبرني المواطنون في القرى أن المحصول قد تحسن - بشكل كبير - بعد التنمية، والذي يعتبر بدوره دافعا كبيرا للمواطنين للعمل في المناطق الريفية.. لدينا شراكة مهمة للغاية مع مصر في هذا الصدد. هناك جوانب أخرى ذات صلة بالمياه مثل تنقية المياه".
وفيما يتعلق بالوضع في ليبيا، أبدى رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي قلقه من "مجيء وتواجد" مسلحين أجانب في ليبيا، معربا عن خشيته من عمليات الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا عبر البحر والتي تنطلق من ليبيا.
وأشار إلى العملية البحرية التي يقوم بها الاتحاد الأوروبي في البحر المتوسط (عملية إيريني) لوقف تهريب السلاح والبشر من وإلى ليبيا، مشدد على ضرورة أن تقوم الحكومة الليبية بدورها في السيطرة على أراضيها، وأن تمنع وجود مقاتلين أجانب وتهريب البشر، مؤكدا أن الحكومة الليبية ستحظى بدعم الاتحاد الأوروبي في هذا الصدد.
ووصف الدبلوماسي الأوروبي، التطورات الأخيرة التي شهدتها ليبيا، حيث تم إعلان وقف لإطلاق النار واتفاق على عقد انتخابات في ديسمبر المقبل بالإضافة إلى تشكيل الحكومة، (وصفها) بـ"التغير الإيجابي" معربا عن أمله في أن تستمر "لأنها في الاتجاه الصحيح"، وقال إنها "خطوات ندعمها، وهو ما كنا ندعمه دائماً".
وبالنسبة للقضية الفلسطينية، شدد الدبلوماسي الأوروبي على إيمان الاتحاد بحل الدولتين، معتبرا أنه الحل الوحيد للصراع المستمر منذ فترة طويلة، مؤكدا في هذا السياق ضرورة أن تكون هناك دولة فلسطينية وفق خطوط الرابع من يونيو 1967، تعيش إلى جانب إسرائيل.
وأعرب عن أمله أن تتم مناقشة سبل استئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بعد تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة.
وعن سياسات الإدارة الأمريكية الجديدة تجاه القضية الفلسطينية، قال برجر "الولايات المتحدة كانت دائما طرفاً مهماً في ذلك الملف، وأثق أن الإدارة الجديدة سيكون لديها أفكار لتحريك الوضع في القضية الفلسطينية، والاتحاد الأوروبي سيتعاون مع الولايات المتحدة في ذلك الأمر، بحكم أننا أعضاء في الرباعية الدولية لعملية السلام في الشرق الأوسط، إلى جانب الأمم المتحدة وروسيا، ونتمنى أن نجد الطريق للمضي قدماً باتجاه الحل.
وشدد على أن الاتحاد الأوروبي يعد أكبر داعم للسلطة الفلسطينية ولمشاريع البنية التحتية، وقال "إننا أيضا الداعم الأكبر لمنظمة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وكل هذا يجعل دور الاتحاد الأوروبي في غاية الأهمية فيما يتعلق بحل القضية الفلسطينية".
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: