الجيش الفرنسي يستعد لمناورات ضخمة تعد الأولى من نوعها منذ عقود
باريس- (أ ش أ(:
تستعد القوات المسلحة الفرنسية للقيام بمناورات عسكرية كبرى في ثلاثة مناطق بأراضيها عام 2023 تحت اسم "أوريون"، والتي من المخطط أن تستمر لعدة أيام.
وكشفت مجلة "الإيكونومست" البريطانية أن التدريبات الفرنسية ستتم على نطاق واسع لم يتم القيام به منذ عقود، وستشمل التدريبات مزيجا من السيناريوهات بالإضافة إلى تدريبات محاكاة وتمارين بالذخيرة الحية.
وأضافت أن من المنتظر أن يشارك في هذه المناورات نحو 10 آلاف جندي من القوات البرية بالإضافة إلى قوات جوية وبحرية، لافتة إلى إمكانية مشاركة قوات أمريكية، وبلجيكية وبريطانية أيضا.
وأوضحت المجلة أن فكرة هذه المناورات تنبع من هاجس في التفكير العسكري الفرنسي، والمتمثل في شبح الحرب المتطورة، وبينما لم يتم الكشف عن أسماء الخصوم المفترضين في هذه الحرب، يشير المحللون إلى أنها ربما تكون روسيا أو تركيا أو إحدى دول شمال أفريقيا.
وترى المجلة البريطانية أن هذه المناورات تؤشر إلى وجود تغيير جذري في الفكر العسكري الفرنسية، الذي كان يعتمد في العقد الماضي على المشاركة في قوات حفظ السلام أو محاربة التمرد والإرهاب سواء داخل حدود فرنسا أو خارجها.
وقال الجنرال تييري بوركارد، رئيس أركان القوات البرية الفرنسية، لمجلة "الإيكونومست" إنه يجب الاستعداد لعالم أكثر خطورة وهذا ما يتطلب تعزيز قوة القوات البرية، مشيرا إلى "إمكانية زيادة عدد الجنود الفرنسيين في العمليات المستقبلية لتصبح لواء (8000 جندي) أو فرقة (25000 جندي)".
وأضاف بوركارد أن الجيش الفرنسي بحاجة إلى عدة إصلاحات في العقد المقبل منها: الاستثمار في المعدات الحديثة، وبناء هياكل تنظيمية أكثر ذكاء، وتدريب أشد على الصراعات الكبرى.
وتشير المجلة إلى أن ركيزة عملية تطوير الجيش الفرنسي تقوم على برنامج العقرب، بتكلفة تقارب 7 مليارات دولار، وتعتمد على إحلال العربات المدرعة بما فيها الدبابات بطرازات أحدث متصلة ببعضها البعض عبر شبكة رقمية.
أوضحت أن نهج فرنسا في الحرب المستقبلية يختلف عن الرؤية البريطانية لها، ففرنسا تحتفظ بالجنود بنسبة 60% أكثر من بريطانيا ولديها دبابات أكثر من بريطانيا بـ50%.
وفي هذا السياق، يرى الجنرال بوركارد أن التكنولوجيا ليست فعالة دائما بنسبة 100%، مؤكدا ضرورة تدريب الجنود على القتال بشراسة في جميع الأحوال.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: