سفير مصر بواشنطن: الولايات المتحدة وحدها قادرة على حل أزمة سد النهضة
وكالات:
قال السفير المصري في واشنطن، معتز زهران، إن الولايات المتحدة وحدها قادرة على حل أزمة سد النهضة المستمرة منذ أعوام بين مصر والسودان من جهة، وإثيوبيا من جهة أخرى.
وكتب في مقال بمجلة "فورين بوليسي" الأمريكية: "مع اقتراب إثيوبيا من تنفيذ الملء الثاني لخزان السد من جانب واحد، وبالتالي تجاوز (الخط الأحمر) الذي حدده الرئيس عبدالفتاح السيسي، باتت هناك حاجة لوساطة الولايات المتحدة من أجل الوصول إلى حل سلمي لمنع الاضطرابات في المنطقة".
ورأى أن "واشنطن تمتلك النفوذ اللازم لتشجيع إثيوبيا بنجاح على الانخراط بحسن نية في المفاوضات والامتناع عن الإجراءات الأحادية والسعي لتحقيق المصالح الذاتية الضيقة، والتي أضرت بالمصالح المشروعة لجيرانها".
وأشار في مقاله إلى أن نزاع سد النهضة قد ينجم عنه تداعيات اقتصادية واجتماعية خطيرة تزعزع استقرار المنطقة وربما تصل للغرب، حيث يُمكن تسريع الآثار المدمرة بالفعل لتغير المناخ في المنطقة، وإطلاق موجة من الهجرة غير الشرعية إلى الغرب، وفتح الباب أمام صراعات جديدة وحتى الإرهاب في الشرق الأوسط وشرق أفريقيا.
واقترح مشاركة الشركاء الدوليين، بما في ذلك الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، لدعم عملية الوساطة التي يقودها الاتحاد الأفريقي في المفاوضات، معتبرًا أن التماس الخبرة من هذه الجهات سيكون ذا قيمة كبيرة في جعل المفاوضات تؤتى ثمارها في أقرب وقت ممكن.
وأضاف أن هذا الاقتراح سيضمن أيضًا عدم وجود مجال لتوجيه أصابع الاتهام بشكل خاطئ، إذ لن يكون من المجدي التشكيك في حياد كل هؤلاء الشركاء بقيادة رئيس الاتحاد الأفريقي، كما فعلت إثيوبيا مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ومن خلال الدبلوماسية، يمكن لإدارة بايدن إعادة ضبط المفاوضات المتعثرة، وتحقيق حل عادل لجميع الأطراف، وبذلك حماية مصالحها الاستراتيجية مع ثلاثة حلفاء إقليميين مهمين، حسب زهران.
ودعا زهران، إدارة بايدن، التي تفكر حاليًا في السياسة الأفضل لإدارة هذه الأزمة، إلى التحرك الآن لحلها.
والشهر الفائت، أبدت واشنطن استعدادها لتقديم العون لحل أزمة سد النهضة، وذلك إثر تعثر مفاوضات كينشاسا التي وصفتها مصر بأنها "الفرصة الأخيرة".
وثمّة نقاط خلافية عالقة بين أطراف النزاع. لكن الخلاف الجوهري يتمحور حول فترة ملء وكيفية تشغيل السد.
وتُصر إثيوبيا على الملء الثاني لسد النهضة في يوليو المقبل، رغم عدم التوصل لاتفاق، ما تعتبره مصر والسودان "تهديدًا لأمنهما القومي".
فيديو قد يعجبك: