إعلان

محادثات فيينا.. هل تنفك أولى الأزمات بين واشنطن وطهران بالعودة للاتفاق النووي؟

09:23 م السبت 01 مايو 2021

هل تنفك أولى الأزمات بين واشنطن وطهران؟

كتب- محمد عطايا:

بدأت في العاصمة النمساوية، الشهر الماضي، مفاوضات بين أطراف الاتفاق النووي، لبحث عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق، والتزام طهران ببنود الاتفاق.

واشترطت إيران، خلال المفاوضات التي عقد أطرافها اجتماع اليوم في فيينا، رفع كامل العقوبات الأمريكية عنها، مقابل الالتزام ببنود الاتفاق النووي. وفي المقابل، ترى الولايات المتحدة أن رفع العقوبات يأتي كمرحلة لاحقة لالتزام طهران بالاتفاق.

وتأمل القوى السياسية أن تسفر المحادثات المستمرة حاليا إلى توصل الولايات المتحدة وإيران خلال المفاوضات الجارية في فيينا وتستأنف الأسبوع المقبل، إلى اتفاق حول عودة واشنطن للاتفاق، ورفع العقوبات عن طهران.

تفاؤل إيراني

أعرب مساعد وزير الخارجية الإيراني، وكبير المفاوضين في محادثات فيينا، عباس عراقجي، عن تفاؤله بإحراز محادثات فيينا تقدما، ولكنه وصفه بأنه "تقدم بطيء".

وأوضح أن "المباحثات أصبحت أكثر نضجا ووضوحا بشأن نقاط الخلاف، وقد بدأنا بتدوين نص الاتفاق في بعض المجالات".

وقال إن طهران تتوقع رفع العقوبات الأمريكية على قطاعي النفط والبنوك وغيرهما من القطاعات، وعن معظم الأفراد والمؤسسات، وذلك بناء على الاتفاقيات التي جرى التوصل إليها في محادثات فيينا حتى الآن.

ونقلت وسائل الإعلام عن عباس عراقجي قوله "العقوبات.. على قطاع الطاقة الإيراني الذي يشمل النفط والغاز، أو تلك (العقوبات المفروضة) على صناعة السيارات والمالية والمصارف والموانئ، ينبغي رفعها كلها، بناء على الاتفاقيات التي جرى التوصل إليها حتى الآن".

أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية، انتهاء اجتماع فيينا حول الاتفاق النووي، لافتة إلى أنه تقرر عودة الوفود إلى بلادها، واستئناف المحادثات يوم الجمعة المقبل.

روايات متضاربة

قدمت روسيا والقوى الأوروبية روايات متضاربة اليوم السبت بشأن نتائج أحدث جولة في المحادثات الهادفة إلى إعادة إيران والولايات المتحدة إلى الالتزام الكامل بالاتفاق النووي المبرم في عام 2015 وذلك بعد إرجاء المحادثات لمدة ستة أيام، وذلك بحسب ما ذكرته وكالة رويترز.

وبدأت المحادثات الشهر الماضي في فيينا، حيث يلتقي باقي أطراف الاتفاق النووي، وهي إيران وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا، في فندق بينما يقيم الوفد الأمريكي في فندق آخر. ورفضت إيران إجراء محادثات مباشرة مع الولايات المتحدة.

ويسعى الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى العودة إلى الاتفاق، بعدما انسحبت منه بلاده عام 2018 تحت إدارة سلفه دونالد ترامب وقرارها إعادة فرض عقوبات على إيران.

وردت طهران في العام التالي بخرق العديد من القيود التي فرضها الاتفاق على أنشطتها النووية.

وقال دبلوماسيون كبار من فرنسا وبريطانيا وألمانيا في بيان "أمامنا الكثير من العمل ولم يتبق سوى القليل من الوقت.. كنا نأمل في المزيد من التقدم هذا الأسبوع".

وقال مسؤولون إنهم يأملون في التوصل إلى اتفاق قبل 21 مايو، وهو موعد انتهاء أجل اتفاق بين طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، بشأن استمرار مراقبة بعض الأنشطة النووية الإيرانية.

وقال الدبلوماسيون "لم نصل بعد إلى تفاهم على معظم النقاط الحاسمة"، مضيفين أن النجاح لا يزال ممكنا لكنه غير مضمون.

وكان، مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان قال أمس الجمعة إن المحادثات تقف "في مكان غير واضح"، وهو ما يشير إلى أن إعلان التوصل لاتفاق أمر غير مؤكد.

وقال ميخائيل أوليانوف، السفير الروسي في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، للصحفيين عقب اجتماع الأطراف المتبقية بالاتفاق النووي في ختام الجولة الثالثة من المحادثات "لا نتوقع انفراجة في الأيام المقبلة"، مضيفا أن المحادثات ستستأنف الجمعة.

وأضاف أوليانوف، الذي يعد أحد أكثر الأصوات تفاؤلا في المحادثات، "نحتاج ببساطة إلى مواصلة العمل الدبلوماسي اليومي، وكل المؤشرات تقودنا إلى توقع نتيجة نهائية ستكون ناجحة وسريعة خلال بضعة أسابيع".

وكان توقف المحادثات متوقعا على نطاق واسع بعدما قال دبلوماسيون إن مسؤولين من عدة دول سيشاركون أيضا في اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع في لندن، الذي يبدأ الاثنين وينتهي يوم الأربعاء.

هل ينتهي الخلاف؟

رغم التفاؤل الحذر من إيران، والروايات المتضاربة من أوروبا ورسيا، إلا أن تقارير إعلامية أوروبية تشير إلى احتمالية عودة الولايات المتحدة للاتفاق النووي الشهر الجاري.

ونقلت وكالة رويترز عن دبلوماسيين كبار من فرنسا وبريطانيا وألمانيا أنهم يأملون في التوصل إلى اتفاق قبل 21 مايو، وهو موعد انتهاء أجل اتفاق بين طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن استمرار مراقبة بعض الأنشطة النووية الإيرانية.

من جهتها، قالت السلطات الإيرانية أن الخلاف مع الولايات المتحدة لن ينتهي بعودتها للاتفاق النووي الإيراني ورفع العقوبات.

وأكد، مساعد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي في تصريحات سابقة، أن "الخلاف بين إيران والولايات المتحدة لن ينتهي حتى لو عادت إلى الاتفاق النووي ورفعت العقوبات، لأننا لن نتخلى عن التعويض عن الخسائر التي تكبدتها إيران بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق".

في المقابل، تسعى الولايات المتحدة إلى طمأنة حلفائها بالشرق الأوسط، حول موقفها من الاتفاق النووي والعلاقة مع إيران.

وقال لقناة الحرة الأمريكية، إن وفدا أمريكيا يزور منطقة الشرق الأوسط بهدف حماية المصالح واحتواء إيران.

وأوضحت القناة في تحليلها أن الزيارة تأتي سعيا من الإدارة الأمريكية الجديدة لطمأنة الحلفاء وتهدئة الخلافات حول المحادثات الجارية للاتفاق النووي، والتي قد تمهد إلى رفع جزئي للعقوبات عن إيران مقابل كبح الأنشطة النووية.

وأشارت إلى أن الزيارة تهدف أيضا إلى طمأنة دول الخليج حيال المظلة الدفاعية الأمريكية، باستمرار الحضور الدفاعي والبحري في مياه الخليج لردع إيران، والموافقة على بيع طائرات "إف-35" للإمارات.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان