العنف في القدس: مناشدات للتهدئة مع تصاعد العنف
القدس المحتلة- (بي بي سي):
دعت دول في جميع أنحاء العالم إلى الهدوء بعد أيام من الاضطرابات التي تصاعدت إلى هجمات متبادلة من جانب إسرائيل والفلسطينيين.
وحثت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبريطانيا إسرائيل والفلسطينيين، على خفض التوترات في أسرع وقت ممكن.
وتصاعد العنف، ليل الإثنين، بعد أن أطلق مسلحون فلسطينيون صواريخ باتجاه القدس. وجاء ذلك تنفيذا لتهديدات قادة من حماس بالقصف، إثر إصابة مئات الفلسطينيين في اشتباكات مع الشرطة الإسرائيلية في القدس يوم الإثنين.
وردا على ذلك شن جيش الاحتلال الإسرائيلي غارات جوية على قطاع غزة، أدت إلى مقتل 20 شخصا بينهم أطفال، وفق مسؤولي الصحة الفلسطينية.
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن ثلاثة أشخاص على الأقل من حركة حماس كانوا من بين القتلى.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن حماس "تجاوزت الخط الأحمر"، وإن إسرائيل سترد "بقوة كبيرة".
وهددت المواجهات العنيفة المتزايدة بين الشرطة الإسرائيلية والمتظاهرين الفلسطينيين في البلدة القديمة بالقدس، بإشعال صراع أوسع.
وكان الفلسطينيون غاضبين من القيود المفروضة على الوصول إلى المجمع، حيث يوجد المسجد الأقصى، ثالث أقدس موقع في الإسلام.
وفي وقت مبكر من الثلاثاء، قال الهلال الأحمر الفلسطيني، إن أكثر من 700 فلسطيني أصيبوا في اشتباكات مع قوات الأمن الإسرائيلية في القدس وأنحاء الضفة الغربية.
ما هي ردود الفعل العالمية؟
قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين، إن على حماس إنهاء الهجمات الصاروخية "على الفور"، مضيفا "على جميع الأطراف وقف التصعيد".
ورددت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين بساكي تلك المطالب، قائلة إن الرئيس الأمريكي جو بايدن يشعر بقلق بالغ إزاء العنف.
وفي تغريدة، قال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب إن الهجمات الصاروخية "يجب أن تتوقف"، داعيا إلى "إنهاء استهداف السكان المدنيين".
وقال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، إن "التصعيد الكبير في العنف" في الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية "يجب أن يتوقف على الفور".
وعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا عاجلا يوم الإثنين لمناقشة العنف. ولم يتم إصدار أي بيان.
ونقلت تقارير عن مسؤول دبلوماسي قوله إن مصر وقطر والأمم المتحدة، الذين غالبا ما يتوسطون بين إسرائيل وحماس، يحاولون وقف القتال.
وكانت السلطات الإسرائيلية غيرت مسار مسيرة لقوميين يهود عبر شوارع البلدة القديمة في القدس لتجنب إثارة احتجاجات وردود فعل.
وتنظم جهات يمينية إسرائيلية المسيرة عبر شوارع القدس الشرقية احتفالا بذكرى احتلالها عام 1967، ويشارك فيها عادة المئات من الشبان اليهود يلوحون بأعلام أثناء مرورهم عبر الأحياء العربية في المدينة بالقرب من باب دمشق، مرددين أغان قومية.
ويعتبر الفلسطينيون الحدث استفزازا متعمدا، وصادف موعد هذه المسيرة الأيام الأخيرة من شهر رمضان هذه السنة.
وشهد حي الشيخ جراح في القدس في الأيام الأخيرة صدامات بين محتجين فلسطينيين والشرطة الإسرائيلية، حيث كان مستوطنون يهود يريدون الاستيلاء على منازل تقيم فيها عائلات فلسطينية منذ عقود، بزعم أنها كانت مملوكة ليهود قبل عام 1948.
وكان من المقرر أن تعقد جلسة استماع في محكمة العدل العليا الإثنين، لكن الجلسة أجلت بسبب الأحداث.
ماذا حدث في المسجد الأقصى؟
قالت قوات الشرطة الإسرائيلية إن آلاف الفلسطينيين تحصنوا في المبنى خلال الليل، مع كميات من الحجارة والزجاجات الحارقة تحسبا لأي مواجهة خلال مسيرة القوميين اليهود التي كان من المقرر أن تجري في الساعة الرابعة عصر الاثنين .
وتلقى الجنود تعليمات باقتحام المسجد لإخراج المعتصمين صباح الإثنين، بعد أن تعرضت نقطة للشرطة للهجوم وألقيت الحجارة باتجاه شارع مجاور، حسب الشرطة الإسرائيلية.
وألقت الشرطة قنابل صوتية على المحتجين، وأطلقت الرصاص المطاطي عليهم.
وظهرت في لقطات فيديو حشود تفر بحثا عن ملجأ، وسقطت بعض القنابل الصوتية في داخل المسجد.
ويقع المسجد الأقصى ضمن مجمع مبني على قمة تلة، ويدعوه اليهود جبل الهيكل، إذ يعتبرونه موقعا توراتيا.
وقد تعرضت سيارة للرجم بالحجارة خلال الاشتباكات فاصطدمت بأحد الأعمدة وصدمت رجلا.
وقالت منظمة الهلال الأحمر الفلسطيني إن 305 فلسطينيين جرحوا خلال الصدامات ونقل 228 شخصا للمستشفيات، بينهم سبعة في حالة حرجة.
وقالت الشرطة الإسرائيلية إن 21 من أفرادها جرحوا، ثلاثة منهم تطلبت حالتهم علاجا في المستشفى.
ودافع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن سلوك الشرطة. وقال "هذه معركة بين التسامح وعدم التسامح، بين النظام والفوضى. العناصر التي تريد مصادرة حقوقنا تضطرنا أن نكون أقوياء، وهذا ما يفعله ضباط الشرطة".
وأدان الرئيس الفلسطيني محمود عباس السلوك الإسرائيلي. وقال نبيل أبو ردينة المتحدث باسمه إن "الهجمات الوحشية لقوات الاحتلال الإسرائيلي على المصلين في المسجد الأقصى المبارك وساحاته تشكل تحديا جديدا للمجتمع الدولي".
وجاء التصعيد يوم الإثنين بعد أسبوع من الصدامات بين فلسطينيين وقوات الشرطة الإسرائيلية في محيط المسجد الأقصى.
ووردت تقارير عن صدام بين قوات الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين في مدينة حيفا وبالقرب من مدينة رام الله.
وأدان عبد الله الثاني ملك الأردن "الانتهاكات الإسرائيلية والتصعيد في محيط المسجد الأقصى المبارك".
ما الذي يجعل القدس بؤرة للصدام؟
المدينة بأماكنها الدينية هي المكان الأكثر قدسية، وهي الأكثر حساسية في الصراع الذي يدور منذ عقود بين إسرائيل والفلسطينيين.
وبالإضافة لأهميتها الدينية فهناك نزاع قومي عليها، فقد ضمت إسرائيل القدس الشرقية وتعتبر المدينة الموحدة عاصمة لها، مع أن معظم دول العالم لا تعترف بهذه الخطوة الأحادية الجانب.
ويرغب الفلسطينيون في أن يكون الجزء الشرقي من المدينة عاصمة لدولتهم المستقبلية.
فيديو قد يعجبك: