أحداث القدس: من يتولى الإشراف على المسجد الأقصى؟
القدس- (بي بي سي):
خلال تاريخه، أشرفت على إدارة المسجد الأقصى ورعايته جهات عدّة، وفقاً لتعاقب الخلافات الإسلامية والدول التي حكمت فلسطين التاريخية.
وإذا نظرنا إلى مئة عام الماضية، سنجد أن الأقصى كان تابعا إدارياً لوزارة الأوقاف العثمانية، خلال حكم العثمانيين.
وبعد سقوط السلطنة العثمانية عام 1922، وخلال فترة الانتداب البريطاني، تولى المجلس الإسلامي الأعلى برئاسة الشيخ أمين الحسيني، مفتي عام القدس، شؤون أوقاف المسلمين ومؤسساتهم الدينية والتعليمية، ومن ضمنها المسجد الأقصى.
بعد قيام دولة إسرائيل، انتقلت أوقاف القدس إلى عهدة الأردن، وما زالت تحت إشراف المملكة الهاشمية حتى يومنا هذا.
كيف تكرست وصاية الأردن على الأقصى؟
تكرست وصاية دائرة الأوقاف الأردنية بموجب القانون الدولي، لأنها كانت آخر سلطة تشرف على الأماكن المقدسة، قبل الغزو الإسرائيلي.
بعد حرب يونيو 1967، حاوت إسرائيل ضم الأوقاف الإسلامية والمسيحية إلى سيطرة وزارة الأديان الإسرائيلية، لكنها لم تفلح في ذلك.
وفقاً لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 271، طُلب من إسرائيل عدم إعاقة مشاريع ترميم وصيانة الأماكن المقدسة التي يديرها الأردن، على خلفية حريق المسجد الأقصى عام 1969.
لاحقاً، جاءت اتفاقية وادي عربة للسلام بين الأردن وإسرائيل عام 1994، لتكرس وصاية الأردن على الأوقاف المقدسية.
وتشرف حالياً دائرة أوقاف القدس التابعة لوزارة الأوقاف والمقدسات والشؤون الإسلامية الأردنية، على المسجد الأقصى وأوقاف القدس الأخرى، مسيحية وإسلامية.
ما هي صلاحيات دائرة أوقاف القدس؟
من صلاحيات هذه الدائرة الإشراف على أبواب المسجد الأقصى الأربعة عشر وحمل مفاتيحها، باستثناء باب المغاربة الذي تتحكم بمفاتيحه إسرائيل منذ عام 1967.
وينبثق عن هذه الدائرة مجلس الأوقاف الإسلامية في القدس، ويعين أعضاءه بقرار من مجلس الوزراء الأردني، للإشراف على "إدارة الأوقاف والأملاك الوقفية التي تشكل أكثر من 50 بالمئة من الأملاك في القدس الشريف"، بحسب موقع الوزارة.
ويهدف المجلس، بحسب الموقع، إلى "الحفاظ على الهوية العربية والإسلامية لمدينة القدس، ورسم البرامج والخطط المتعلقة بالحرم القدسي، وإدارة "الأوقاف الإسلامية من الناحية الدينية والإدارية والسياسية".
يرأس مجلس أوقاف القدس الشيخ عبد العظيم سلهب، فيما يتولى الشيخ عزام الخطيب منصب مدير عام أوقاف القدس، ويتولى الشيخ عمر الكسواني منصب مدير المسجد الأقصى.
كذلك تشرف وزارة الأوقاف الأردنية على اللجنة الملكية لإعمار المسجد الأقصى وقبة الصخرة، وهي لجنة مخصصة لإدارة أعمال الإعمار والصيانة والترميم والمشتريات اللازمة لتلك الغاية، بحسب موقع الوزارة.
ورغم أن الشؤون الإدارية والمالية للمسجد الأقصى تُدار من قبل وزارة الأوقاف الأردنية، إلا أن مداخيله تخضع للسيطرة الإسرائيلية.
وأفادت تقارير إعلامية في أبريل الماضي، أن وزارة الأوقاف الأردنية أعادت تشكيل المجلس، وزادت أعضاءه من 18 إلى 23، مقلصة نفوذ حركة فتح فيه، ومعززة حضور شخصيات على ارتباط أمتن بالإدارة الأردنية.
ويرى محللون أن هذه الخطوة جاءت لقطع الطريق على نفوذ إماراتي قد يحاول الدخول على خط وقف الأقصى، بعد الاتفاقات الأخيرة بين الإمارات وإسرائيل.
من هم خطباء المسجد الأقصى حالياً؟
في نوفمبر 2020، سمّى وزير الأوقاف الشيخ يوسف عبد الوهاب أبو سنينة، كبير خطباء المسجد الأقصى.
كذلك عيّن الشيخان أياد العباسي ومحمد مصطفى سرندح خطيبين إلى جانب الخطباء الآخرين.
ومن أبرز خطباء المسجد الأقصى في السنوات الأخيرة الشيخ عكرمة صبري، الذي كان مفتي الأراضي الفلسطينية بين عامي 1994 و2006، ويرأس الهيئة الإسلامية العليا في القدس التي أسسها عدد من علماء الدين في فلسطين لحماية الأقصى، بعد عام 1967.
في مرحلة ما قبل وباء كورونا، كان المسجد يحتضن صلوات جماعية يشارك فيها الآلاف، وأحياناً عشرات الآلاف. وأفادت تقارير أن أكثر من 70 ألف مصلّ شاركوا في صلاة الجمعة الأخيرة من شهر رمضان 2021، على وقع اندلاع الأحداث الأخيرة في القدس.
مع الإشارة إلى أنّ إسرائيل تمنع سكان قطاع غزة والضفة الغربية، وكل من لا يحمل بطاقةً زرقاء من دخول المسجد.
فيديو قد يعجبك: