صاروخ المقاومة بـ 300 دولار.. كيف أرعبت الفصائل الفلسطينية دولة الاحتلال بأقل التكاليف؟
كتب – محمد صفوت – محمد عطايا:
4 أيام فقط منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة كانت مُهلة كافية للفصائل الفلسطينية للرد بقوة على الاحتلال، صواريخ من كل صوب وحدب وُجهتها هي دولة الاحتلال، أحدثت أضرارًا في الممتلكات والمنشآت الإسرائيلية تُقدر بضعف الأضرار التي تكبدتها خلال حرب 2014 على قطاع غزة، والتي استمرت 50 يومًا، وذلك بحسب ما ذكرته صحيفة "يديعوت أحرونوت".
تكبدت دولة الاحتلال الإسرائيلي وفق الصحف العبرية، خسائر بالجملة، خاصة بعدما اعترف جيش الاحتلال بفشل منظومة القبة الحديدية من اعتراض عشرات الصواريخ التي تطلق يوميا من غزة باتجاه المستوطنات المتاخمة للقطاع وتصل إلى تل أبيب.
يقدر جيش الاحتلال الإسرائيلي إطلاق نحو 500 صاروخ يوميًّا من الفصائل الفلسطينية المختلفة، في مواجهات هي الأعنف منذ العدوان الإسرائيلي على غزة في 2014.
ويتخذ الاحتلال رد فصائل المقاومة الفلسطينية ذريعة لتبرير عدوانه على غزة الذي تسبب حتى اللحظة في سقوط نحو 150 شهيدًا بينهم أطفال ونساء من فلسطين.
الغرف المحصنة
تسببت صواريخ الفصائل الفلسطينية، وأبرزها كتائب القسام التابعة لحماس، وسرايا القدس التابعة لحركة الجهاد الإسلامي، في خسائر بالجملة لدولة الاحتلال.
وذكرت صحيفة "ذا تايمز أوف إسرائيل"، العبرية أن قطاع غزة أصبح يعاني من انقطاع الكهرباء لساعات كبيرة، بعدما تمكنت حماس من قصف محطات كهرباء إسرائيلية في المستوطنات المتاخمة لغزة.
وقالت الصحيفة العبرية إن قطاع غزة سيشهد انقطاعات للكهرباء يوميًّا يصل إلى 20 ساعة، مقابل 4 ساعات فقط في الأيام العادية قبل التصعيد.
ونقل موقع إضاءات عن جدعون ليفي، المحلل والكاتب الإسرائيلي، تأكيده على أن إسرائيل تكلفت في الأيام الماضية ما قيمته 921 مليون دولار (وهو رقم قابل للزيادة مع كل يوم إضافي في المواجهات).
تلك الفاتورة الباهظة أتت، حسب التصريح المنسوب إليه، من أن صاروخًا قيمته 50 ألف دولار ينطلق لمواجهة صاروخ المقاومة بقيمة 300 دولار.
وقال رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن منظومة القبة الحديدية لم تنجح في اعتراض صواريخ غزة بنسبة 100٪.
وطاب أمس، المستوطنين بالبقاء في الغرف المحصنة، نظرا لاستمرار التصعيد في غزة.
اختراق القبة الحديدية
خلال الأيام الماضية، استخدمت فصائل فلسطينية صواريخًا لقصف مناطق عدة في إسرائيل، وطورت تكتيكاتها واستحدثت في ترسانتها طائرات مسيرة مفخخة لمهاجمة قوات الاحتلال.
وأعلن جيش الاحتلال مساء الأحد، أن حركتا حماس والجهاد الإسلامي أطلقتا نحو 3100 صاروخًا خلال الـ7 أيام الماضية.
وقدرت المخابرات الإسرائيلية وفقًا لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن حركتا حماس والجهاد الإسلامي وفصائل فلسطينية أخرى لديها نحو 30 ألف صاروخ وقذيفة مخبأة في غزة، وتلك الصواريخ ذات مدى متفاوت لكنها تفتقر إلى أنظمة التوجيه، لكن الفصائل الفلسطينية تمكنت من تحسين دقتها، هذا ما أثبتته المعركة الجارية.
ونقلت الصحيفة الأمريكية، عن الأستاذ المشارك في أبحاث العمليات في جامعة بروك في كندا مايكل أرمسترونج، قوله إن هناك زيادة كبيرة في معدل إطلاق الصواريخ من غزة، مقارنة بحرب 2014.
وذكر أن ذروة إطلاق الصواريخ في 2014، لم تتخطْ 200 صاروخ يوميًّا، الأمر الذي تطور كثيرًا في تلك الأثناء حيث تطلق الفصائل من غزة ما يقرب من 500 صاروخ يوميًّا.
وأشار إلى أن هناك تطورًا ملحوظًا في الصواريخ التي تصل إلى تل أبيب مقارنة بالتي كانت تصل لتلك المنطقة في 2014.
وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" أن حماس تعتمد إلى حد كبير على التصنيع المحلي، بسبب الحصار المفروض عليها.
ووفقًا لوسائل إعلام أجنبية، فإنه يتباين مدى صواريخ حماس التي أعلنت عنها وأطلقت على الأراضي المحتلة لاستهداف قوات الاحتلال، فهناك الصواريخ قصيرة المدة التي يتراوح مداها بين 10 كيلومترات مثل صاروخ "القسام" إلى التي يصل مداها لنحو 55 كيلومترًا مثل "سجيل 55" و"جراد".
وهناك الصواريخ بعيدة المدى مثل "إم 75" الذي يصل لنحو 75 كيلومترًا، و"فجر" الذي يصل لـ100 كيلومتر، و"إم 302" التي تصل لنحو 200 كيلومتر، وصاروخ "عياش 250" الذي أعلنت كتائب القسام دخوله للخدمة قصفت به تل أبيب خلال الأيام الماضية ويصل لنحو 250 كيلومترًا.
صاروخ بدر 3
واستخدمت سرايا القدس، صاروخ بدر 3، وهو صاروخ يحمل رأسا متفجرا بوزن 250 كجم، ويبلغ مداه أكثر من 160 كم، فضلا عن أن له ميزة أخرى مهمة، وهي أنه لا ينفجر عندما يضرب الهدف، بل عندما يكون فوقه بنحو 20 مترا.
وأشار مواقع عبرية إلى أن "سرايا القدس" التابعة لحركة "الجهاد الإسلامي" الفلسطينية طورت هذا الصاروخ ليحمل رأسًا حربية بوزن 350 كجم.
الدفعة الثالثة من صواريخ غزة في طريقها إلى قلب إسرائيلpic.twitter.com/7J6G6uQn5o
— Screen Mix (@ScreenMix) May 15, 2021
فيديو قد يعجبك: