إعلان

الاحتلال يجري تقييمًا للتأكد من توافر شروط وقف إطلاق النار ويستعد لأيام أخرى من القتال

10:00 م الأربعاء 19 مايو 2021

قصف غزة

تل أبيب - (ا ف ب)

ذكر مصدر عسكري إسرائيلي الأربعاء أن تل أبيب تدرس وقف إطلاق النار مع الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة شريطة أن تتحقق كل الظروف الملائمة لتطبيقه لكنها مع ذلك تستعد لجولات أخرى من القتال في الأيام القادمة. فيما صرح الرئيس الفلسطيني محمود عباس بأن ما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي في غزة هو "إرهاب دولة منظم" وأن السلطة الفلسطينية ستلاحقها جراء ذلك. وعلى الصعيد نفسه قال رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو في كلمة أمام جمع من السفراء الأجانب إن بلاده ستعمل على "سحق حماس" إذا لم تنجح في "ردعها".

قال مصدر عسكري إسرائيلي لصحفيين الأربعاء، غداة ليلة من المواجهات، إن دولته تجري تقييمًا للتأكد مما إذا كانت شروط "وقف إطلاق النار" مستوفاة لكنها تستعد "لأيام أخرى" من القتال بعد أسبوع من التصعيد مع الفصائل في غزة.

وصرح المصدر قائلا "نبحث عن الوقت المناسب لوقف إطلاق النار" ولكن "نستعد لأيام أخرى". وأضاف المصدر "نحن نقيم ما إذا كانت إنجازاتنا كافية وما إذا كان هدفنا في إضعاف القدرة القتالية لحركة حماس في غزة قد تحقق". وتساءل المصدر ما إذا كانت حماس ستفهم "الرسالة" التي تقول أن قصفها الصاروخي لإسرائيل لا يمكن أن يتكرر.

وذكر مراسل وكالة الأنباء الفرنسية في غزة أن طائرات الاحتلال الإسرائيلي واصلت ليلاً قصف القطاع حيث حلقت على ارتفاع منخفض.

وقالت رندة أبو سلطان (45 عاما) وهي أم لسبعة أطفال تقيم في غرب مدينة غزة "لا نعرف طعم النوم، صوت الانفجارات والصواريخ والطائرات الحربية يرعبنا". وأضافت "نجلس جميعا في غرفة واحدة وابني الصغير إبراهيم (أربعة أعوام) يقول لي إنه يخاف أن ينام حتى لا يستيقظ ويجدنا استشهدنا".

وذكر مصور لوكالة الأنباء الفرنسية مساء الثلاثاء أنه شاهد خطوطًا ضوئية في السماء عندما كان الدفاع الجوي للاحتلال يعترض صواريخ أطلقت من قطاع غزة.

وقال جيش الاحتلال الأربعاء إنه قصف ما أسماه "المترو" أي أنفاقًا تحت الأرض تسمح حسب الدولة العبرية، للحركة الإسلامية بنقل ذخائر بعضها يمر بمناطق مدنية، وكذلك منازل قادة في حماس موضحة أن بعضها كان يستخدم "لتخزين أسلحة".

وأعلن استهداف الفصائل في قطاع غزة جنوب الدولة العبرية بخمسين صاروخ.

لا بيان لمجلس الأمن

قال دبلوماسيون إن اجتماعًا جديدًا لمجلس الأمن الدولي الذي تعرقل واشنطن منذ ثمانية أيام اعتماده إعلانًا بسيطًا بشأن النزاع، انتهى من دون اتفاق مساء الثلاثاء. لكن فرنسا أعلنت أنها قدمت قرارًا يدعو إلى وقف إطلاق النار بالتنسيق مع مصر والأردن.

وذكرت دول عدة أعضاء في مجلس الأمن لوكالة الأنباء الفرنسية مساء الثلاثاء إنها لم تتسلم بعد النص الفرنسي، الذي سيكون "قصيرًا وبسيطًا"، بحسب مصدر دبلوماسي.

وصرح دبلوماسي آخر طلب عدم الكشف عن هويته إنه بالإضافة إلى الدعوة لـ"وقف الأعمال العدائية"، يطلب النص "إتاحة إيصال المساعدات الإنسانية للأشخاص الذين يحتاجون إليها".

وقال السفير الصيني في الأمم المتحدة تشانغ جون الذي يتولى رئاسة مجلس الأمن الدولي في مايو، لعدد قليل من الصحفيين إنه خلال اجتماع مغلق "استمعنا إلى اقتراح زميلنا الفرنسي في المجلس". وأضاف "بالنسبة للصين ندعم بالطبع كل الجهود التي تسهل إنهاء الأزمة وعودة السلام في الشرق الأوسط".

وأوضح السفير الصيني أن النص الأخير للإعلان الذي اقترحته بلاده مع النرويج وتونس ورفضته الولايات المتحدة مجددا الاثنين، ما زال مطروحًا على طاولة مجلس الأمن.

من جهته قال نائب السفير الروسي لدى الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي لوكالة الأنباء الفرنسية إنه بالإضافة إلى دعم الصين الصريح لمشروع القرار الفرنسي، تميل روسيا أيضًا إلى اعتماد النص.

وتجري وساطة أخرى أيضًا عن طريق الأمم المتحدة بمساعدة قطر ومصر.

وللمرة الأولى، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن دعمه "لوقف لإطلاق النار"، في اتصال هاتفي مع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو الاثنين. غير أن نتنياهو قال "سنواصل (القتال) طوال الوقت اللازم لإعادة السلام إلى مواطني إسرائيل".

"سنوات إلى الوراء"

خلال وجوده في إحدى القواعد الجوّية بجنوب إسرائيل قال نتنياهو الثلاثاء إنّ حماس والجهاد الإسلامي "تلقّتا ضربات لم تتوقعاها". وأضاف "أعدناهم سنوات إلى الوراء وسنواصل طالما كان ذلك ضروريًا لإعادة الهدوء إلى مواطني إسرائيل".

وأطلقت حماس ما يقرب من 3700 صاروخ على دولة الاحتلال منذ 10 مايو ، مما دفع الإسرائيليين الذين يعيشون على الحدود القريبة مع قطاع غزة إلى البقاء في الملاجئ.

وإلى جانب الأزمة الأمنية، تحذر الأمم المتحدة من خطر حدوث أزمة إنسانية مع نزوح 72 ألف فلسطيني وخسارة 2500 شخص منازلهم في عمليات القصف.

عباس: ما تقوم به إسرائيل في غزة "إرهاب دولة منظم" و"لن نتهاون في ملاحقتها"

وصف الرئيس الفلسطيني محمود عباس الأربعاء العمليات العسكرية التي تقوم بها دولة الاحتلال في قطاع غزة بـ"إرهاب دولة منظم"، مشددًا على أن السلطة الفلسطينية "لن تتهاون في ملاحقتها أمام المحاكم الدولية".

وقال عباس في كلمة مسجلة ألقاها أمام البرلمان العربي عبر الفيديو "ما تقوم به دولة الاحتلال الآن في قطاع غزة من اعتداءات وحشية على المدنيين، وقصف متعمد للبيوت والمنشآت وتدميرها على رؤوس سكانها وتدمير البنى التحتية وقتل الأطفال والشيوخ والنساء، هو إرهاب دولة منظم وجرائم حرب يعاقب عليها القانون الدولي".

وأضاف "لن نتهاون في ملاحقة مرتكبي هذه الجرائم أمام المحاكم الدولية".

وكان عباس أكد للمبعوث الأمريكي الى الشرق الأوسط هادي عمرو الذي التقاه قبل أيام، وللرئيس الأمريكي جو بادين الذي تلقى منه اتصالا قبل أيام، استعداده للعمل مع اللجنة الرباعية والولايات المتحدة من أجل إطلاق عملية سياسية جديدة بعد التوصل الى اتفاق هدنة بين الفصائل الفلسطينية في غزة وإسرائيل.

وقال عباس في كلمته التي بثتها محطات تلفزيونية عدة "عملنا منصب اليوم على وقف العدوان الإسرائيلي على شعبنا في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة، ومن ثم الدخول في عملية سياسية جدية وبمرجعية دولية واضحة تفضي إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين".

وأعلن الاحتلال الإسرائيل الأربعاء أنه تجري تقييما للتأكد مما إذا كانت شروط "وقف إطلاق النار" مستوفاة أم لا، لكنه أشار في الوقت ذاته إلى أنه يستعد لأيام أخرى من القتال.

ومنذ العاشر من مايو، استشهد 219 فلسطينيًا على الأقل بينهم 63 طفلاً في الغارات الإسرائيلية، حسب وزارة الصحة الفلسطينية.

وقالت شرطة الاحتلال إن 12 إسرائيليًا قتلوا بصواريخ فلسطينية.

من جهة أخرى، قالت السلطات الفلسطينية إن قوات الاحتلال قتلت 24 فلسطينيًا في الضفة الغربية المحتلة منذ العاشر من مايو خلال مواجهات وتظاهرات تضامنية مع غزة.

نتانياهو: إسرائيل لا تستبعد العمل على "سحق حماس" إذا لم تنجح في "ردعها"

وأعلن نتنياهو الأربعاء أن حملة القصف الجوي على قطاع غزة تهدف إلى "سحق حماس" إذا لم تنجح في "ردعها".

وقال "هناك طريقتان فقط يمكن التعامل بهما معهم: إما أن تسحقهم، وهذا دائمًا احتمال مفتوح، أو تردعهم، ونحن منخرطون الآن في ردع قوي". وأضاف أمام مجموعة سفراء أجانب في تل أبيب "لكن يجب أن أقول أننا لا نستبعد أي احتمال".

وأصر رئيس الوزراء اليميني المتشدد على أن بلاده "لم تسع" إلى التصعيد الذي بدأ في 10 مايو عندما أطلقت حركة حماس صواريخ باتجاه الأراضي المحتلة بعد توجيه إنذار إلى الاحتلال بضرورة إخلاء المسجد الأقصى وباحاته في القدس من أفراد الأمن الإسرائيلي.

وربط نتنياهو التصعيد الدراماتيكي لأعمال العنف بقرار رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلغاء الانتخابات الفلسطينية التي كان من المقرر أن تجري في 22 مايو.

وتوصلت حركة فتح ومنافستها حركة حماس إلى اتفاق على إجراء انتخابات تشريعية بعد أكثر من 15 سنة من دون انتخابات في الأراضي الفلسطينية، لكن عباس ألغى الانتخابات بحجة رفض إسرائيل ضمان التصويت في القدس الشرقية المحتلة.

وشن طيران الاحتلال الإسرائيلي ليل الأحد الإثنين عشرات الغارات على غزة، ما ألحق أضرارًا خصوصًا بعيادة هي الوحيدة التي تجري فحوص كشف الإصابة بكوفيد-19 ومكاتب الهلال الأحمر القطري ومباني وزارة الصحّة في القطاع الفقير والمحاصر منذ حوالى 15 عامًا.

وقالت وزارة الصحة إنها ستستخدم مختبر الفيروسات الموجود في مؤسسة الإغاثة الطبية للسماح للمسافرين "فقط" بإجراء فحوص كورونا "نظرا لمحدودية قدرة المختبر".

وبعد ساعات على فتحه، أغلق الاحتلال الإسرائيلي معبر كرم أبو سالم المؤدي إلى قطاع غزة الثلاثاء بعد قصف ما اضطر الشاحنات التي تنقل مساعدات دولية من موادة غذائية وأدوية ووقود، إلى العودة أدراجها.

وهددت حماس التي تسيطر على قطاع غزة منذ 2007 بإطلاق مزيد من الصواريخ على تل أبيب إذا "لم يتوقف" الطيران الإسرائيلي "عن استهداف المدنيين".

واندلع النزاع بعد إطلاق صواريخ من قطاع غزة على إسرائيل تضامنا مع مئات المتظاهرين الفلسطينيين الذين أصيبوا في اشتباكات مع الشرطة الإسرائيلية في ساحة المسجد في القدس الشرقية التي تحتلها إسرائيل منذ 1967.

وبدأ العنف على إثر تهديد بطرد عائلات فلسطينية من منازلهم في حي الشيخ جراح لصالح مستوطنين إسرائيليين في القدس الشرقية التي عمها إضراب الثلاثاء مثل العديد من مدن الضفة الغربية المحتلة وعرب الداخل استجابة لدعوات شعبية ورسمية "تضامنا مع قطاع غزة ورفضا للاحتلال الإسرائيلي".

وجرت مواجهة كبيرة بين الاحتلال الإسرائيلي وحماس صيف 2014. وأدى النزاع الذي استمر 51 يوما إلى تدمير قطاع غزة وسقوط 2251 شهيدًا على الأقل في الجانب الفلسطيني معظمهم من المدنيين، و 74 على الجانب الإسرائيلي جميعهم تقريبًا الجنود.

هذا المحتوى من

AFP

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان