هل تتجه دول غربية لفتح حوار مع حركة حماس؟
غزة - (بي بي سي)
رصدت صحف عربية ما وصفته بمؤشرات على تغير في مواقف بعض الدول الغربية تجاه الحوار مع حركة حماس، وذلك بعد تصريح المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بأن الوقت قد حان للبدء في حوار "غير مباشر" مع حركة حماس.
وناقش كُتاب تعامل الدول العربية والمجتمع الدولي مع الأزمة الأخيرة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، حيث يرى بعض الكتاب ضرورة أن تعمل الدول العربية على "احتضان" حركة حماس.
حوار غربي مع حماس
يشير عريب الرنتاوي في الدستور الأردنية إلى أنه بعد تصريحات ميركل فإن "الوقت بالنسبة لدول غربية أخرى، ربما يكون قد آن لإجراء "حوار مباشر" مع الحركة، وهو ما يعنى أيضاً، على حد تعبيره، أن الباب قد فُتح موارباً، لحوار مباشر لاحق، ستجريه الدول "المترددة" مع حماس في الأيام القادمة".
كما يشير إلى تحول "حاضنة حماس في الخارج" إلى محور الاتصالات الدولية حول الأزمة الأخيرة" بعد أن "بدأ العالم يقتنع على ما يبدو، باختلال توازنات القوى الفلسطينية الداخلية ... حماس اليوم، وليس السلطة، هي عنوان الفلسطينيين".
يقول "ستعمل عواصم القرار الإقليمي والدولي النافذة، على محورين اثنين في المرحلة القادمة: الأول؛ تعويم السلطة واستنقاذها... والثاني؛ تأهيل حماس للانخراط في النظام الفلسطيني، توطئة لقيادته".
ويضيف: "سيستخدم الغرب، في مسعاه، أدوات عدة من أهمها ملفات إعادة الإعمار والحالة الانسانية في غزة، وسيتكئ على حلفائه الذين لن يتأخروا في تقديم الخدمة، على محورين هما تأهيل حماس، وإبقاء السلطة في "غرفة الإنعاش" على حد وصفه لكنه هذه المرة، سيكون أكثر تخففاً من ثقل الشروط و"الفيتوات" الإسرائيلية، بعد أن فقدت إسرائيل، الكثير من عناصر تفوقها المعنوية والأخلاقية بالنسبة للغرب.
"تدجين"
لكن لميس أندوني في العربي الجديد اللندنية تحذر الفلسطينيين من "العودة إلى ما تسمى عملية السلام، أو أن تقبل حماس بأي مفاوضات مع الولايات المتحدة".
وترى أن "الغرب يسعى إلى تدجين الحركة، ولذا لن تكون مفاوضات مثل هذه إنجازا، لأنها ستكون مشروطة بإفراغ الحركة من مضمونها".
كذلك يقول علاء أبوعامر في نفس الصحيفة: "تعمل الولايات المتحدة وحلفاؤها على سرقة نصر الفلسطيني دوما وتحوّله إلى هزيمة وآلام مدة طويلة، محاولةً كيّ وعيه بأنه ضعيفٌ أمام إسرائيل.
ويرى هشام ملحم في النهار العربي اللبنانية أنه "ليس من المتوقع أن نرى أي تغيير في موقف إسرائيل من حماس ومن الفلسطينيين عموماً".
ويشدد حسام كنفاني في العربي الجديد اللندنية على ضرورة أن تأخذ الفصائل الفلسطينية، وخصوصاً حركة حماس، المعطيات السياسية، في الاعتبار.
يقول: "ولعل الحركة بدأت تسير في هذا الدرب الذي سيكون طويلاً، وإشارة رئيس مكتبها السياسي، إسماعيل هنية، خلال كلمته أول من أمس، إلى "تعزيز العلاقات مع المجتمع الدولي" كانت لافتة في هذا الخصوص".
الموقف العربي من الفصائل
ينتقد نضال منصور في الغد الأردنية الموقف الأردني خلال الأزمة.
ويتساءل الكاتب: "لماذا لم تفتح حكومتنا قنوات اتصال علنية مع حماس، ولماذا لم توجه دعوة لرئيس المكتب السياسي لحماس اسماعيل هنية لزيارة الأردن؟"
ويرى فؤاد البطاينة في رأي اليوم اللندنية أن "مصلحة الأردن والأردنيين هي مع حماس واحتضان حماس".
ويقول إن على الدول العربية "أن تسبق أمريكا والكيان في الاعتراف بشرعية حماس والمقاومة الغزية كلها".
يقول حسين الرواشدة في الدستور الأردنية إن الحكومات العربية "ستتحرك باتجاهين متوازيين أحدهما لاحتواء أية مواجهة بين غزة والفلسطينيين وبين المحتل مستقبلا ، والثاني لاستيعاب ما وصفه بـ "انتصار" حماس واحتوائها سياسياً، وكل ذلك لضمان عدم انتقال عدوى ما حصل في غزة الى داخل المجتمعات العربية لانطلاق "ربيع عربي ربما يكون مختلفاً هذه المرّة".
ويشير محمد أبورمان في العربي الجديد اللندنية إلى ضرورة أن تنفتح الأردن على الفصائل الفلسطينية.
ويقول: "الرهان لا يجوز أن يقتصر على السلطة، ولا على الرئيس عباس الذي هو في أضعف حالاته اليوم، فمن الضروري أن يكون هنالك انفتاح وعلاقة قوية بالفصائل والقوى والمجتمع الفلسطيني، بما في ذلك حركة حماس، والأهم أن يكون الأردن شريكاً في التفكير في مرحلة ما بعد عباس، أيّاً كان سبب أو وقت ذلك".
ينتقد أنيس الخصاونة في رأي اليوم اللندنية الدور الأردني خلال الأزمة الأخيرة، حيث يدعو الأردن "لإعادة النظر في علاقاته مع حماس والجهاد الإسلامي، ويجب أن لا يضع كامل خياراته في سلة السلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس المنتهية ولايته".
ويشير إلى أن "إسطوانة الإرهاب ووسم حماس وفصائل المقاومة بمنظمات إرهابية ينبغي أن لا تنطلي على الأردن وتجعله يتخذ مواقف في ضوء أوصاف غربية وغير غربية لفصائل المقاومة والدليل على ذلك أن أمريكا والغرب قدرت وشكرت مصر وقطر على رعايتها وتوسطها لدى حماس لوقف إطلاق النار".
يقول: "الدور الأردني لم يكن جوهريا على مستوى التواصل الأمريكي والأوربي. من هنا نعتقد أن السياسات الأردنية السابقة نحو حماس والجهاد الإسلامي والجمود وشبه المقاطعة التي كانت تتسم بها العلاقة مع هذين الفصيلين لم تكن سليمة من الناحيتين السياسية والإستراتيجية".
شكوك حول مواقف حماس
يثير خيرالله خيرالله في العرب اللندنية شكوكاً حول مواقف حماس المستقبلية، حيث يقول: "ليس معروفا هل حماس مستعدة لدور جديد تكون فيه صاحبة مشروع وطني وليس مجرّد "أداة لإيران أو لتركيا" على حد تعبيره أو في انتظار وصول حقيبة الدولارات من قطر في نهاية كلّ شهر، وهي حقيبة تمرّ عبر إسرائيل وليس عبر أي طرف آخر".
ويشدد الكاتب على ضرورة وجود دعم عربي لمصر ورهان على دور مصري في غزّة "لإعادة الحياة إلى غزّة بدل بقائها إمارة إسلامية على الطريقة الطالبانية تحكمها حماس التي لا يهمّها سوى تغيير طبيعة المجتمع الفلسطيني نحو الأسوأ، فضلا عن إغراقه في البؤس والجهل".
كما يشدد عمرو الشوبكي في المصري اليوم على ضرورة "تقديم حماس مراجعات جذرية لتحالفاتها الإقليمية، خاصة فى ظل الرفض الدولي لها، كما عليها التخلي عن فكرة "الإمارة الإسلامية فى غزة"، التى تطبقها عمليًا، حتى لو لم تعلنها، والوعى بأن صمودها وشهداءها والتضحيات الكبيرة التى قدمها مقاوموها لم تسفر عن أى نجاح سياسى يجبر إسرائيليًا على تقديم أى تنازلات".
لكن ياسر عبدالعزيز يرى في نفس الصحيفة أن "حماس انتصرت بشكل واضح... ومن حقها أيضًا أن تعدد النقاط: الصمود، وتغيير قواعد الاشتباك، واختراق القبة الحديدية، وفرض القضية مجددًا على أجندة العالم".
فيديو قد يعجبك: