إعلان

القضية الفلسطينية.. كيف أعادت الحرب على غزة "أمريكا" إلى الشرق الأوسط؟

08:23 م الإثنين 24 مايو 2021

القضية الفلسطينية

كتب- محمد صفوت:

يبدو أن الإدارة الأمريكية تعيد النظر في سياستها بالشرق الأوسط، بعدما أعلنت سابقًا أنه ليس من أولويات سياستها الخارجية، ولم يكن حتى في الترتيب الثالث لتلك الأولويات، إذ كشفت حرب الـ11 يومًا ضرورة عودة واشنطن لإدارة ملفات الشرق الأوسط.

واشنطن رفضت على مدار أيام الصراع بين الاحتلال والفصائل الفلسطينية، إدانة حليفتها الأولى في الشرق الأوسط ودافعت عن حقها في الدفاع عن نفسها من صواريخ المقاومة، وتسببت في عدم إصدار بيان لمجلس الأمن الدولي بشأن النزاع في المنطقة على مدار 3 اجتماعات متتالية.

الشرق الأوسط ليس في الأولويات

نظرة إلى الخلف، على مدار 30 يومًا منذ دخول بايدن البيت الأبيض في 20 يناير الماضي، لم يجر محادثات هاتفية مع زعماء الشرق الأوسط، حتى حليفته إسرائيل، أجرى أول اتصال برئيس حكومتها بنيامين نتنياهو بعد شهر من دخوله المكتب البيضاوي، في إشارة واضحة إلى أن هناك أولويات أخرى لإدارته.

وقتها نشرت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية تصريحًا لمسؤول كبير سابق للأمن القومي ومستشار مقرب من بايدن، رتب خلاله أولويات الرئيس من حيث المناطق، قائلاً: "إذا كنت ستدرج المناطق التي يراها بايدن كأولوية، فإن الشرق الأوسط ليس في المراكز الثلاثة الأولى"، مضيفًا أن الأولويات الحالية هي منطقة آسيا والمحيط الهادئ ثم أوروبا، ثم نصف الكرة الغربي، ما يعكس إجماعًا من الحزبين على أن القضايا التي تتطلب اهتمامًا تغيرت مع عودة المنافسة بين القوى العظمى مثل الصين وروسيا.

غزة أعادت الشرق الأوسط لطاولة بايدن

لكن الحرب الأخيرة في غزة وضعت ملفات الشرق الأوسط على طاولة بايدن، وخلف الكواليس لعبت واشنطن دور الوسيط للتوصل إلى وقف إطلاق النار، وكثفت اتصالاتها بدول المنطقة وعلى رأسها مصر، وقادة الاحتلال الإسرائيلي، من أجل التهدئة.

الحرب الأخيرة كشفت مدى تحول الثقل السياسي في الحزب الديمقراطي بشأن الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي في السنوات الأخيرة، ويقول خبير استطلاعات الرأي جون زغبي، وهو معارض للموقف الأمريكي حول الشرق الأوسط، إن هذا التحول "جذري ومزلزل". ويزيد تعاطف الأجيال الأصغر مع الفلسطينيين، وهذه الهوة العمرية أصبحت واضحة تمامًا داخل الحزب الديمقراطي.

أجرت الإدارة الأمريكية عشرات الاتصالات مع مسؤولين في الشرق الأوسط، بينها 6 اتصالات هاتفية بين الرئيس جو بايدن، ورئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، التي لم تعين حتى اللحظة سفيرًا لها لدى تل أبيب، ويشير إلى أنها أدركت أهمية هذا الملف الذي أرادت نسيانه.

خلال أيام الحرب، سارعت أمريكا إلى إرسال، نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الفلسطينية والإسرائيلية، هادي عمرو، من أجل تهدئة الموقف، وتدرس حاليًا إرسال الدبلوماسي مايكل راتني وهو قنصل عام سابق في القدس، وكان مبعوثًا خاصًا لسوريا، لملء فراغ عدم وجود سفير في تل أبيب.

واليوم يصل وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن إلى المنطقة في جولة تشمل القدس ورام الله والقاهرة وعَمان وتستمر حتى يوم الخميس المقبل، يبدأ جولته من دولة الاحتلال حيث سيلتقي بالرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين، ونتنياهو، ونظيره جابي أشكنازي، وعدد من كبار المسؤولين الإسرائيليين، ثم يتوجه إلى رام الله، حيث يلتقي بالرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية، وعدد من المسؤولين، ثم القاهرة للقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي، ووزير الخارجية، سامح شكري، ويختتم جولته بالعاصمة الأردنية عمان، حيث سيلتقي العاهل الأردني عبد الله الثاني، ووزير الخارجية، أيمن الصفدي.

أسباب إعادة النظر للشرق الأوسط

غالبًا ما كانت تسيطر وجهات النظر المتعاطفة مع إسرائيل على السياسة الخارجية الأمريكية فيما يتعلق بالصراعات الإقليمية، لكن الأمر اختلف هذه المرة بسبب التنوع الأيدلوجي للديمقراطيين في الكونجرس، هذه المرة طرح نواب ديمقراطيون في مجلس النواب الأمريكي، في 19 مايو، مشروع قانون يسعى لحجب مبيعات أسلحة دقيقة التوجيه قيمتها 735 مليون دولار لإسرائيل، في ردفعل رمزي على التصعيد الحالي في الصراع بين إسرائيل وفلسطين.

هذا ويتصاعد التيار التقدمي الديمقراطي بزعامة بيرني ساندرز، الذي يرى أن الحل الوحيد لإقرار السلام بالمنطقة هو حل الدولتين وحصول الفلسطينيين على حقوقهم المشروعة، ويرى في اعتداءات الاحتلال انتهاكًا صارخًا يجب ردعه.

خارجيًا واجهت واشنطن انتقادات دولية لدعمها غير المشروط لدولة الاحتلال في الحرب الأخيرة، وتعطيلها لمجلس الأمن في إصدار بيان موحد في هذا الشأن، وهذا ما أشار إليه بايدن في إحدى محادثاته الهاتفية مع نتنياهو التي حذره خلالها أن هناك ضغوطًا دولية كبيرة وأنه لن يقدر على توفير غطاء سياسي للعملية في غزة وعليه يجب وقف إطلاق النار في أسرع وقت، بعدما كان يؤكد مرارًا وتكرارًا على حق دولة الاحتلال في الدفاع عن نفسها في المحادثات الهاتفية الأخرى، وفقًا لموقع "أكسيوس" الأمريكي.

ويقول "أكسيوس" إن إدارة بايدن توقعت انتهاء ملف القضية الفلسطينية بسبب الدعم غير المشروط من إدارة سلفه دونالد ترامب، وموجة التطبيع في العلاقات بين تل أبيب ودول عربية، لكن ما حدث كان عكس ذلك، وعليه بدأت الإدارة تفكر في تعيين سفير للولايات المتحدة في تل أبيب، كاشفًا أن توماس نايدس النائب السابق لوزارة الخارجية في إدارة الرئيس باراك أوباما، والذي شغل منصب القنصل الأمريكي لدى إسرائيل والسلطة الفلسطينية من قبل، هو الاختيار الأقرب في الوقت الحالي.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان