إعلان

إسرائيل: مهلة تشكيل الحكومة على وشك الإنتهاء ونتنياهو لا يزال متعثرًا

08:40 م الثلاثاء 04 مايو 2021

نتنياهو

تل ابيب - (أ ف ب)

لم تتبق إلا ساعات قليلة على انقضاء المهلة القانونية الممنوحة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتشكيل حكومة جديدة. فمع دقات ساعة منتصف ليل الثلاثاء سيكون أمام الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين خياران فإما التمديد لأسبوعين آخرين لنتنياهو المتعثر أو تسمية مرشح آخر لتشكيل الحكومة. ويحاول نتانياهو جاهدا التوفيق بين متعارضين يود ضمهما لحكومته وهما "الحركة الإسلامية الجنوبية" وكذلك حزب "الصهيونية الدينية" بينما يغري نفتالي بينيت المتشدد بمنصب رئيس الوزراء حتى يوافق على الانضمام إليه.

تنتهي منتصف ليل الثلاثاء المهلة الممنوحة لنتنياهو لإنجاز المهمة الشاقة لتشكيل الحكومة، ولدى انتهاء التفويض يمكن للرئيس رؤوفين ريفلين تكليف شخصية أخرى أو تمديد المهلة لأسبوعين إضافيين. وسيتطلب الأمر من نتنياهو على الأرجح إقناع اليمين اليهودي المتطرف بالموافقة على الحصول على دعم "الحركة الإسلامية الجنوبية" من أجل تشكيل الحكومة.

حصل نتنياهو البالغ من العمر 71 عاما والذي يحاكم بتهمة الفساد على تكليف من الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين مدته 28 يوما لتشكيل الحكومة بعد انتخابات 23 مارس التي كانت رابع انتخابات غير حاسمة في أقل من عامين.

وفاز حزب الليكود بزعامة نتنياهو بأكبر عدد من المقاعد في الكنيست الذي يضم 120 مقعدا، ولكن النتائج أوضحت أن تأمين أغلبية برلمانية من 61 مقعدا ليس بالأمر الهين هذه المرة أيضا.

على مدى الأسابيع الأربعة الماضية امتلأت وسائل الإعلام الإسرائيلية بالتكهنات بشأن الصفقات المحتملة التي يمكن أن تجعل نتنياهو يمدد رقمه القياسي البالغ 12 عاما متتالية في السلطة.

لكن قبل ساعات من انتهاء فترة التكليف، ما زالت العقبات الأساسية أمامه دون تغيير. إذ يتطلب تشكيل الائتلاف الحكومي من نتانياهو أن يتحالف مع خصمه ومساعده السابق نفتالي بينيت زعيم حزب "يمينا" المتشدد. كما يتطلب إقناع بتسالئيل سموتريتش رئيس حزب "الصهيونية الدينية" بالانضمام إلى حكومة تدعمها "الحركة الإسلامية" التي وصف أعضاؤها سموتريتش بأنه "عنصري". وكانت "الحركة الإسلامية" بزعامة منصور عباس قد حصلت على أربعة مقاعد.

"نهاية الصهيونية"

تعهد حزب "الصهيونية الدينية" بعدم الانضمام إلى مثل هذا التحالف. وقالت أوريت ستروك النائبة عن الحزب في الكنيست التي تعيش في مستوطنة في الخليل بالضفة الغربية المحتلة، لراديو الجيش الثلاثاء إن الجلوس مع "الحركة الإسلامية الجنوبية " "سيجلب حصان طروادة إلى حكومة إسرائيل" ويعني "نهاية الصهيونية".

وقال نتنياهو الاثنين إنه عرض على نفتالي بينيت أن يتولى رئاسة الحكومة أولاً وفق مبدأ التناوب، ليبقى اليمين في السلطة. ورد بينيت على الفور بأنه لم يطلب من نتنياهو منصب رئيس الحكومة، "بل طلبت منه تشكيل ائتلاف حكومي، وهو للأسف لا يستطيع القيام بذلك".

وقال أستاذ العلوم السياسية من الجامعة العبرية غايل تالشير "إن التوصل إلى اتفاق بين نتنياهو وبينيت محكوم عليه بالفشل لأن ذلك سيتطلب دعم رئيس حزب "تكفا حدشاه" (الأمل الجديد) بزعامة المنشق عن الليكود جدعون ساعر الذي فاز حزبه بستة مقاعد. لكن ساعر أكد أنه مصمم على إسقاط نتانياهو. وقال تالشير إن "بينيت لم يقل لا لعرض نتانياهو، بل قال فقط إنه غير واقعي".

وفي حين تواجه محادثاته الائتلافية معوقات، طرح نتنياهو فكرة تمرير تشريع يتيح انتخاب رئيس الوزراء بالاقتراع المباشر، لكن مثل هذا التشريع يحتاج إلى 61 صوتا في الكنيست، وهو أمر غير مرجح في ضوء نتائج الانتخابات. وقال تالشير: "هذا ما يحاول نتنياهو فعله الآن؛ إقرار التشريع".

عيون على لبيد؟

يمتلك نتنياهو كسياسي حنكة البقاء وقد يكون ما زال في جعبته مزيد من الأوراق. وكتبت المعلقة السياسية سيما كادمون في صحيفة يديعوت أحرونوت "هذا اليوم لمن لديهم أعصاب قوية. كالعادة، لا أحد يعرف الخدعة التي ينوي نتنياهو إخراجها من قبعته في اللحظة الأخيرة".

وما لم يحدث انفراج قبل منتصف الليل، يمكن للرئيس رؤوفين ريفلين استعادة التفويض من نتانياهو، وأن يمنح زعيم المعارضة يائير لبيد الذي جاء حزبه الوسطي يش عتيد في المركز الثاني في انتخابات مارس، 28 يوما لمحاولة تشكيل حكومة، أو أن يطلب من البرلمان أن يوصي بمرشح لرئاسة الوزراء.

وقال لبيد "حان الوقت لتشكيل حكومة جديدة. بعد يوم واحد آخر، إذا لم يحدث شيء، سنكون أمام خيارين: حكومة وحدة وطنية إسرائيلية صلبة لائقة وتعمل بجد، أو انتخابات خامسة".

تنتهي مهلة تشكيل الحكومة بعد أيام من مقتل 45 من اليهود المتشددين في تدافع في جبل ميرون (الجرمق) بشمال إسرائيل. وفتح تحقيق حكومي في المأساة التي وصفت بأنها من الأسوأ في تاريخ إسرائيل. وقال لبيد إن المأساة كان "يمكن منعها"، وألقى باللوم جزئيا على أن إسرائيل "ليس لديها حكومة تعمل على نحو جيد".

هذا المحتوى من

AFP

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان