10 أيام رعب انتهت بالسقوط في المحيط.. لماذا يجب أن نهتم بقصة الصاروخ الصيني؟
القاهرة- (أ ش أ):
كشف الدكتور أحمد فرج خبير الأقمار الصناعية، أسباب الاهتمام العالمي بمسار الصاروخ الصيني "لونج مارش 5 بي"، الذي خرج عن السيطرة وأوقات مروره فوق الدول حتى سقوطه في المحيط الهندي الساعة الرابعة و24 دقيقه صباح اليوم بتوقيت القاهرة.
وقال أحمد فرج، في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط، إن تلك الواقعة ليست الأولى فمنذ نحو شهرين ونصف كان هناك حادثة مشابة لشركة "سبيس إكس" الأمريكية وتحطم الصاروخ من ماركة فالكون في المحيط الهادي، ولكن لم يشعر بها العالم ولم تنل الاهتمام الذي حظى به الصاروخ الصيني لمدة 10 أيام.
وعزا ذلك إلى أن الصين، وفقًا للاتجاه العالمي الآن الذي يلزم الدول باسترجاع الأجسام الفضائية بعد أن تنهي مهمتها أو ينتهي العمر الافتراضي الخاص بها في الفضاء، حاولت استرجاع الصاروخ الخاص بها، بعد أن أدى مهمته بنجاح، بإطلاق أول وحدة من محطتها الفضائية "سي إس إس".
وتابع: "لكن الصين فقدت السيطرة على الصاروخ، ولأنه سيترتب على ذلك ضرر على طرف آخر غير الصين، فإنها ملزمة بإعلان ذلك وإعلام العالم، كما أن السيطرة على الصاروخ الصيني حقق دعاية للمشروع الصيني بإنشاء محطة فضاء دولية".
وأوضح أنه بالنسبة للحوادث المتشابهة لشركة "سبيس إكس" الأمريكية لم تنتشر على نطاق دولي ولم تحظ بالاهتمام الذي يحظى به الصاروخ الصيني "لونغ مارش 5 بي"، لأن نطاق الانفجار والضرر كان داخل أراضي الولايات المتحدة أو المياه المحيطة بها.
وأكد فرج أن عملية عودة أي مركبة فضائية إلى الأرض تعد من أصعب العمليات التي تحاول جميع الدول الفضائية الوصول لأفضل النتائج فيها من خلال الأبحاث في هذا الشأن، نظراً لوجود الجاذبية التي من شأنها أن تتسبب في سقوط المركبة وتحطمها، وقال: "لكن الغلاف الجوى يحتوى على العديد من جزيئات الهواء التى تحتك مع المركبة، ما يؤدي إلى السحب ومقاومة الهواء والذى بدوره يساعد المركبة على تقليل سرعة هبوطها على الأرض".
وعن موقف الصاروخ الصيني ، أشار الدكتور أحمد فرج إلى أنه كان قد تم فقد السيطرة على الصاروخ، منذ نحو 10 أيام، نتيجة خطأ تقني إما عن طريق فقد الاتصال بين الصاروخ ومحطة التحكم الأرضي أو انقطاعها تمامًا، ليصبح كحجر بالفضاء له مسار محدد ومرصود ولكن لا يمكن التواصل معه، أو إعطاء أمر من محطة التحكم الأرضية.
وأوضح أنه فى تلك الحالة يتم تقليل ارتفاعه حتي يصل الي ارتفاع 120 كم فيعاني الصاروخ آنذاك من احتكاك شديد مع الغلاف الجوى فترتفع حرارته ويبدأ بالتفكك، و تزداد السرعة لتصل الى حوالى 8 كم في الثانية.
وأضاف أنه كلما يقترب الصاروخ من الأرض تزداد سرعته، وهو عبارة عن كتلة تزن حوالى 20 طنا، فعلي ارتفاع 78 كم ينفجر لشدة الضغط والحرارة ويبقي مشتعلا حتي ارتفاع 40:50 كم ويتم مشاهدة الصاروخ كجرم لامع في السماء يتكون من عدة قطع مضيئة.
وتابع " نتيجة للانفجار تحترق أجزاء من الصاروخ وتتناثر أثناء عودته، وأى حطام لم يحترق عند العودة يكون على شكل كتل ذات وزن كبير، ممكن أن يشكل خطرا ولكن ليس بالحجم المادى كما يتم التهويل عنه، لأن الاحتمال الأكبر هو وقوع هذه الكتل في المسطحات المائية لأن نسبتها حوالى ثلثى مساحة الكرة الأرضية، وهو ما حدث بسقوطه في المحيط الهندي".
وعن أسباب بناء الصين محطة فضائية دولية جديدة ، قال الدكتور أحمد فرج إن الصين تخطط أن تصبح قوة رئيسية في استكشاف الفضاء بحلول 2030، وعززت ذلك بزيارة القمر ومسبار غير مأهول إلى المريخ.
وأضاف الصين أطلقت بنجاح الوحدة الرئيسية لمشروعها الفضائي الطموح والممثل في بناء محطة فضاء دائمة وخاصة بها "تيانج وانج" اى "تناغم السماء" وهو اسم الوحدة الأولى والاهم لمحطة الفضاء الصينية المقرر إنجازها نهاية العام المقبل.
وأوضح أن رحلة الصاروخ الصينى "لونغ مارش 5 بي" بدأت منذ نحو 10 أيام وعلى متنه الوحدة الأساسية لمحطة الفضاء الصينية الجديدة، ويبلغ وزنه 21 طنا وطوله 100 قدم (30 مترا) وعرضه 16 قدما، ويدور حول الأرض كل 90 دقيقة تقريبا.
وأكد أن هذه الوحدة ستصبح مقر طاقم مكون من 3 رواد فضاء وهى واحدة من 3 وحدات أخرى رئيسية، والتي ستنافس محطة الفضاء الدولية الوحيدة العاملة حاليا ، والتي ستخرج من الخدمة في عام 2025، وتدرس ناسا حاليا مجموعة من الخيارات تتضمن إحداها تدمير محطة الفضاء الدولية، أو تقسيمها إلى عدة أجزاء مختلفة.
ولفت إلى أن الصاروخ "لونغ مارش 5 بي" يعد أحد أكبر الصواريخ الصينية الذى أطلق من مركز الاطلاق الفضائى في جزيرة هاينان الجنوبية، موضحا أن هذه المهمة هي واحدة من 10 مهمات باقية تدور حول الأرض على ارتفاع يتراوح من (340: 450كم)، ويتبقى إطلاق وحدتين أخريين، و4 سفن مأهولة، و4 سفن أخرى لنقل شاحنات.
وكانت السلطات الصينية قد أعلنت اليوم ، الأحد، أن جزءا كبيرا من صاروخ فضائي صيني تفكك فوق المحيط الهندي بعد دخوله الغلاف الجوي للأرض بطريقة عشوائية، مما يضع حدا للتكهّنات حول مكان سقوط هذا الجسم البالغ وزنه نحو 20 طنا .
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: